أقرت وسائل إعلام أمريكية بالطبيعة الفعالة لعمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في معرض إبرازها ما يتكبده جيش الاحتلال الإسرائيلي من خسائر واسعة النطاق يوميا.

وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل 11 من ضباطه وجنوده على الأقل يوم السبت الماضي فقط بفعل عمليات نوعية للمقاومة.

وقالت الصحيفة إن 8 من الضباط والجنود الإسرائيليين الـ11 الذين قتلوا قضوا في رفح بعد أن هوجمت مدرعتهم وانفجرت، وصفت العملية بأنها "ضربة رفح القاصمة" للجيش.

إقرأ أيضاً
هكذا علق الاعلام الإسرائيلي على أسباب تفجير ناقلة "النمر" في رفح
وذكرت الصحيفة أنه لا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق في كيفية تنفيذ المقاومة لهذا الهجوم الناجح على المركبة المدرعة التي كانت تحمل مواد متفجرة، وسط تخبط وارتباك في التعامل مع الموقف.

وأكدت الصحيفة أن "الهجوم المميت يشير إلى الطبيعة الفعالة لحرب العصابات التي تشنها كتائب القسام والمقاومة والتحدي الضخم الذي يواجه "إسرائيل" إذا كانت تنوي الاحتفاظ بوجود دائم في المنطقة".

عملية رفح تهز "إسرائيل"

من جهتها علقت صحيفة نيويورك تايمز بأن "مجزرة المدرعة نمر" للجنود الإسرائيليين تهز "إسرائيل" وتثير المزيد من الشكوك في إمكانية استمرار مواجهة عمليات المقاومة الفلسطينية.

وأبرزت الصحيفة مقتل 8 ضباط وجنود إسرائيليين بينما كانوا يستقلون عربة مدرعة في جنوب قطاع غزة يوم السبت، في الوقت الذي يواصل فيه الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح إيقاع خسائر في صفوف قواته.

وقال جيش الاحتلال إن القتلى سقطوا في حوالي الساعة 5:15 صباحًا أثناء عمل قواته في الجزء الشمالي الغربي من تل السلطان، وهو حي في غرب رفح.

وذكر الجيش أن الجنود الثمانية - الذين ينتمون إلى سلاح الهندسة - كانوا يستقلون عربة مدرعة عندما وقع الانفجار.

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الانفجار ألحق أضرارا بالمركبة لكنه ربما أدى أيضا إلى اشتعال ذخائر بداخلها.

وأضافوا أن الانفجار كان شديدا بما يكفي لجعل العثور على الجثث والتعرف عليها أمرا صعبا.

المقاومة صادمة وقوية

أبرزت نيويورك تايمز أن كتائب القسام وفصائل المقاومة تخوض "حرب عصابات عنيدة" ولا تزال صادمة وقادرة على توجيه ضربات مميتة للجيش.

وأشارت نيويورك تايمز إلى مقتل أكثر من 300 جندي إسرائيلي منذ بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول.

ولفتت إلى أن عمليات المقاومة تزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان حكومته في ظل عجزهم عن تحقيق أهداف الحرب.

وذكرت أن نتنياهو يتعرض لانتقادات شديدة من قبل قطاعات من الجمهور الإسرائيلي وعائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ومسؤولين أمنيين سابقين، وسط إجماع أن التسوية مع حركة حماس هي وحدها الكفيلة بإعادة الـ120 أسيرًا الباقين أحياءً وأمواتًا، وأن الجيش الإسرائيلي لا يزال عالقًا في غزة.

ويوم السبت الماضي أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 11 جندياً، بينهم 8 قتلوا في تفجير ناقلة جند خلال معارك في رفح، بينهم نائب قائد سرية في لواء الهندسة 601، في حادث وصف بأنه الأصعب منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على رفح.