من دنيا خولي
مع حلول شهر رمضان المبارك في عام 2025 يواجه سكان الضفة الغربية صعوبات اقتصادية متصاعدة ناجمة عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع القدرة الشرائية. ويشهد السوق الفلسطيني حالة ركود كبيرة, يربطها التجار والمواطنون بعوامل مختلفة, وخاصة ارتفاع الأسعار والقيود الإسرائيلية الصارمة.
ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية
تشير التقارير الميدانية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون طيلة شهر رمضان, حيث ارتفعت أسعار اللحوم بشكل ملحوظ, حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 100 شيكل, في حين ارتفعت أسعار الدجاج إلى 16 شيكل, مما أضاف إلى الضغوط المالية على الأسر الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك, شهدت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر ارتفاعاً كبيراً, تراوحت نسبته بين 15% إلى 30% مقارنة بالعام السابق.
ويشير التجار إلى عوامل مختلفة وراء الارتفاع منها ارتفاع تكاليف الاستيراد بسبب التغيرات في قيمة الدولار, وزيادة الطلب على المواد الغذائية مع حلول شهر رمضان, وارتفاع تكاليف الأعلاف العالمية, والتي أثرت جميعها بشكل مباشر على أسعار اللحوم والدواجن.
ردود فعل المواطنين والتجار
في ظل الأوضاع الراهنة, يبدي المواطنون استياءهم من ارتفاع الأسعار, حيث بات العديد من الأفراد غير قادر على تأمين احتياجاته الأساسية خلال رمضان. "تقول أم أحمد, ربة منزل من طولكرم: كل سنة الأسعار بترتفع قبل رمضان, بس هاي السنة الغلاء صار بشكل جنوني كيلو اللحمة ب100 شيكل هذا اشي ما بنقدر نتحمله."
ويعرب التجار عن استيائهم من ضعف الإقبال على الشراء بسبب ارتفاع الأسعار. "ويقول أصحاب محال المواد الغائية في نابلس: حركة البيع ضعيفة جداً, الناس بتشتري فقط الأساسيات وبكميات قليلة, الأسواق لا تشهد نقس مستوى الطلب الذي شهدناه في رمضان في السنوات الماضية."
استغلال الأفراد من قبل التجار
يبدي المواطنون مخاوفهم إزاء ضعف الرقابة على الأسواق, على الرغم من تأكيدات الحكومة بشأن ضبط الأسعار. ويستغل بعض التجار الطلب المتزايد لرفع الأسعار بشكل غير مبرر. ونتيجة لذلك, هناك دعوة متزايدة بين المواطنين بتشديد الرقابة على الأسواق لضمان عدم استغلال المستهلكين خلال الشهر الفضيل.
دعوات لدعم الأسر الفقيرة مراقبة الأسعار
في ظل هذه الظروف الصعبة, تحث المنظمات الخيرية والمؤسسات المجتمعية على تعزيز المساعدات للأسر المحتاجة من خلال تقديم المساعدات الغذائية, خاصة أن المزيد من الأسر تعاني من الفقر بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. كما تطالب الهيئات الحكومية تعزيز تنظيم السوق لتجنب الممارسات الاحتكارية والاستغلال, مع ضمان بقاء السلع في متناول الجميع بأسعار معقولة.
مع استمرار ارتفاع الأسعار والتحديات الاقتصادية, يواجه سكان الضفة الغربية مأزقاً مع بداية شهر رمضان. في حين تم بذل الجهود للتكيف مع هذه الظروف, هناك ضرورة ملحة لاتخاذ اجراءات لتنظيم الأسعار. إضافة إلى ضرورة تضافر جهود المؤسسات الخيرية والمجتمع المدني التعاون لمساعدة الأسر المحتاجة وضمان مرور الشهر الفضيل بأقل الأضرار الممكنة.