الرئيسية / الأخبار / فلسطين
ما بين القتل أو الاعتقال.. عمال الضفة يخاطرون بحياتهم لعبور الجدار
تاريخ النشر: الخميس 02/10/2025 17:01

بل أكثر من شهر، حاول الشاب الفلسطيني “أ.ن” من بلدة الرام شمال القدس، عبور جدار الضم والتوسع بواسطة سلم خشبي وحبل يصل إلى الجانب الآخر. لكنه فوجئ، فور نزوله، بجنود إسرائيليين انقضوا عليه واعتدوا عليه بالضرب المبرح بأعقاب البنادق والأرجل، ما أفقده الوعي قبل أن يُقيد ويُنقل إلى موقع مجهول.

ويقول “أ.ن” في حديث لـ”الاقتصادي”، إنه وجد نفسه بعد ساعات في منطقة مفتوحة محاطة بأسلاك شائكة وأبراج عسكرية، برفقة عشرات العمال الذين اعتقلوا أثناء محاولتهم دخول القدس ومنها إلى أراضي 48. وأضاف أنه خضع لتحقيق قاسثلاثة أيام استمر يومين، تمحور حول سبب دخوله “بطريقة غير قانونية”، وتلقى تهديدات بالسجن. وبعد ستة أيام أُفرج عنه بشرط التوقيع على تعهد بعدم تكرار المحاولة.
خلال فترة اعتقاله، بقيت عائلته تجهل مصيره لثلاثة أيام، ما تسبب في قلق كبير، قبل أن تعرف بخبره من عامل آخر أفرج عنه. ويؤكد “أ.ن” أنه اضطر بعد أيام من الإفراج للعودة مجدداً إلى المحاولة، بسبب ضيق فرص العمل في الضفة. ويقول إن العامل الفلسطيني “مضطر لمواجهة المخاطر لتأمين قوت يومه”، مشيراً إلى أن الأجر اليومي في أراضي 48 لا يقل عن 300 شيكل، ويصل في المستوطنات إلى 250 شيكلاً، مقارنة بيومية لا تكفي في الضفة.

قصة “أ.ن” تعكس واقع آلاف العمال الذين يغامرون يومياً لعبور الجدار بحثاً عن لقمة العيش، في ظل غياب بدائل اقتصادية. كثير منهم يتعرضون لإطلاق النار أو الاعتقال، وبعضهم يفقد حياته. ففي حادثة قبل أيام، أطلق جنود الاحتلال النار على عامل أثناء نزوله من الجدار، ونجا بأعجوبة.

محمد سطوف، عامل من إحدى قرى رام الله، توقف عن المخاطرة منذ الحرب على غزة. يقول إنه عمل لعقود في مهنة القصارة، وحصل داخل أراضي 48 على أجور يومية تجاوزت 600 شيكل، لكنه الآن يواجه صعوبات في إيجاد عمل داخل الضفة. ويضيف أنه اضطر للعمل في تنظيف الحدائق، والزراعة، وبناء السلاسل الحجرية، لتأمين احتياجات أسرته، بينما الأجور في الضفة لا تتجاوز 100 شيكل في أحسن الأحوال، والعمل متقطع لا يتجاوز عشرة أيام في الشهر.

بحسب الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فقد قُتل 40 عاملاً فلسطينياً منذ السابع من أكتوبر 2023 برصاص قوات الاحتلال، فيما سُجلت أكثر من 30 ألف حالة اعتقال في صفوف العمال. ويقدّر الاتحاد عدد العمال غير الحاصلين على تصاريح عمل حالياً بين 25 و30 ألفاً، مقابل 25 ألف عامل فقط يحملون تصاريح ويعملون في مؤسسات فلسطينية بالقدس أو في مؤسسات إسرائيلية.

وقبل الحرب، بلغ العدد الإجمالي للعمال الفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات نحو 250 ألف عامل، وأسهموا يومياً بنحو 170 مليون شيكل في الاقتصاد الفلسطيني، أي ما يقارب 1.6 مليار شيكل شهرياً، فيما تراوحت مداخيلهم السنوية بين 18 و20 مليار شيكل، وفق خبراء اقتصاديين. ويُعد قطاع البناء والتشييد أكبر مشغّل لهم. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017