الرئيسية / الأخبار / فلسطين
خربة سمرة.. الحياة على صفيح ساخن
تاريخ النشر: منذ 52 دقيقة
خربة سمرة.. الحياة على صفيح ساخن
خربة سمرة.. الحياة على صفيح ساخن

كتبت بيسان جناجري

عند سفح جبل متوسط الارتفاع، يقيم عبد عوض دراغمة (86 عاما)، مع أبنائه الثلاثة في خربة سمرة بالأغوار الشمالية، في نظام حياتي متشابه يعتمد على تربية الماشية والزراعة البعلية .

وخلال السنوات الماضية شهدت الخربة الواقعة على بعد حوالي 20 كيلو مترا إلى الشرق من طوباس تصاعدا كبيرا في اعتداءات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم، بعد إقامة مستوطنين لعدد من البؤر الاستيطانية بالقرب من خيامهم.

كانت الخربة ملاذا آمنا لعشرات العائلات الفلسطينية، التي فضلت معظمها الرحيل عنها، لأسباب تتعلق بالدرجة الأولى لانعدام الأمن، وفقدان مساحات كبيرة من المراعي.

يسكن في الخربة، هذه الأيام، اربع عائلات ( ٣٥ فرداً)، يعتمدون على تربية الماشية والزراعة الفعلية.

ظلت الخربة هادئة نسبياً حتى عام ٢٠١٦ عندما ظهرت أولى البؤر الاستيطانية قرب خيامهم، ومنذ ذلك الحين بدأت اعتداءات المستوطنين على الخربة لمحاولة للاستيلاء على الأراضي.

يقول عبد عوض دراغمة ( ٨٦ عاماً) نتعرض يوميا الى الاعتداءات من قبل المستوطنين، يصل أحيانا عدد لأكثر من عشر مرات في اليوم الواحد.

وتظهر مقاطع فيديو يبثها المواطنون من المنطقة، تواجدا شبه دائم للمستوطنين بين خيامهم، الأمر الذي يثير الخوف والذعر بين صفوف الأطفال والنساء خاصة.

خلال السنوات الماضية، استولى المستوطنون على آلاف الدونمات من الأراضي الرعوية بعد تسييجها. ونتيجة لذلك فقدت العائلات الفلسطينية واحدة من أهم مصادر الغذاء المجاني لمواشيهم.

يقول دراغمة: "صرنا نشتري الأعلاف بمئات الآلاف من الشواكل سنويا".

شهدت الخربة بعد بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في عام 2023، تصعيدا شديدا في اعتداءات المستوطنين على الخربة, من حرق المحاصيل الزراعية ,ضرب المواشي, دعس وقتل المواشي ، والاعتداء الجسدي.

اضاف ابو عقاب:" في شهر حزيران الماضي سرق المستوطنون ٤٠ رأس ماشية من حظيرتها، قتل المستوطن نصفها، فيما وجدنا النصف الآخر، " كانت خسارة كبيرة لي" قال الرجل.

رصدت طواقم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان خلال الفترة الزمنية التي يغطيها التقرير،أيلول،2025،ما مجموعه2215 اعتداء نفذتها أجهزة دولة الاحتلال المختلفة بما فيها مليشيات مستعمريه على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

كان منها 1725على يد جيش الاحتلال، و 490 على يد مليشيات المستعمرين.

سنويا يزرع دراغمة عشرات الدونمات بالمحاصيل البعلية لكن وقت الحصاد لا يجد شيئا.

يقول الرجل يحرق المستوطنين معظم المحاصيل التي ازرعها، خلال العامين الماضيين، حرق ما يقارب ١٠٠ دونم من القمح.

يعيش المواطنون في الخربة دون مصدر ماء دائم قريب عليهم، يواجه المواطنون صعوبة واضحة في الحصول على المياه لري مواشيهم و الاستخدام المنزلي, لذلك يلجأ المواطنين لشراء المياه من أماكن بعيدة بأثمان باهظة.

عندما يحل الظلام تأخذ الاعتداءات شكلاً آخر، كإشعال النيران قرب خيام المواطنين، تشغيل الاغاني والصراخ.

" أنه أذى نفسي علينا". قال دراغمة

يقول تقرير الهيئة إنه في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي سجل 97 حالة اعتداء على المواطنين في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معظمها في الأغوار.

لا يملك المواطنون في الخربة طريقة للتصدي للاعتداءات غير التوثيق المباشر لاعتداءات المستوطنين عليهم وعلى ممتلكاتهم.

يقول تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أن طواقمها تمكنت من رصد وتوثيق ومتابعة مجمل اعتداءات المستعمرين لوحدهم خلال أيلول الماضي، ما مجموعه490 عملية اعتداء.  

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017