نابلس- وفاء أبو ترابي- بحث اعضاء التجمع الأرشيفي الفلسطيني، عدداً من مشاريع وانجازات التجمع وخططه المستقبلية، الهادفة الى توثيق وحماية الذاكرة الوطنية وتخفيف المخاطر التي تهدد الأرشيفات والمقتنيات الهامة للأفراد والمؤسسات الفلسطينية.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الأول للهيئة العامة للتجمع في المتحف السامري على جبل جرزيم بمدينة نابلس، وذلك بحضور الكاهن الأكبر للطائفة السامرية عبد الله واصف، وبمشاركة الأعضاء المنتسبين من مختلف محافظات الوطن والشتات والدول العربية، إلى جانب ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الرسمية الفلسطينية.
وفي مستهل الاجتماع، افتتح الكاهن الأكبر الجلسة، مشيداً بهذا الإنجاز الوطني، ومؤكداً أهمية توثيق التاريخ وصون الذاكرة الوطنية الفلسطينية بمختلف مكوناتها.
بدوره، أشار مدير المتحف السامري، الكاهن حسني واصف، إلى الدور المتنامي الذي يضطلع به التجمع الأرشيفي الفلسطيني، لافتاً إلى أن التجمع استطاع خلال فترة قصيرة تحقيق إنجازات ملموسة، والتي توّجت في إشهار جمعية رسمية حاضنة للمبادرات والمشاريع الهادفة إلى حماية الذاكرة الفلسطينية.
وأوضح أن انضمام المتحف إلى التجمع أتاح فرصاً للمشاركة في لقاءات ومؤتمرات ودورات تدريبية أسهمت في تطوير أدوات الأرشفة والتوثيق.
من جانبه، استعرض رئيس التجمع، الباحث خالد عوض، مراحل تأسيس التجمع عام 2023 كمبادرة مستقلة، وتحوله إلى ائتلاف مجتمعي يضم شبكة واسعة من الشركاء المحليين والدوليين، مشيراً إلى أن التجمع أصبح في مطلع عام 2025 الشريك الرئيسي لمجموعة عمل الأرشيفات الفلسطينية ضمن المجلس الدولي للأرشيف (ICA).
وأوضح المنسق العام للتجمع، عمر الخطيب، أن فكرة التجمع انطلقت بهدف حماية الذاكرة الوطنية ومساندة بعض المؤسسات في إدارة أرشيفاتها، مبيناً أن التجمع اصبح اليوم يضم عشرات الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية من داخل فلسطين وخارجها، إضافة إلى ممثلين من عشر دول عربية.
كما وناقش الاجتماع سبل ومنهجيات الشروع الفوري في عمليات الرقمنة، في ظل الأوضاع الطارئة، بهدف التخفيف من المخاطر التي تهدد الأرشيفات الفلسطينية والمقتنيات الحساسة وذات القيمة العالية.
وجرى أيضاً بحث إعداد خطة لتجهيز وتشغيل برنامج الأرشفة الرقمية (ATOM)، وفق الإمكانيات المتاحة، إلى جانب الاستماع إلى ملاحظات واهتمامات المشاركين.
وتخلل الاجتماع عرض فيلم قصير للتعريف بالتجمع الأرشيفي وبدايات تأسيسه وأهدافه، فيما نفذ المشاركون جولة تعريفية داخل أروقة المتحف السامري، اطلعوا خلالها على تاريخ وتراث الطائفة السامرية، وما يضمه المتحف من مخطوطات ووثائق تاريخية وقطع أثرية تسلط الضوء على تاريخ هذه الطائفة.