نزف قلبك دما أحمر قانيا ؛ وانت تقبل رؤوس الأطفال في مدرسة خربة الطويل .تحاول أن تجفف خصلات شعرهم المبللة بقطرات المطر .تضم جسد أحدهم لتسكب قطرات من دفئ قلبك في حضنه الصغير .تمسح عن وجه طفلة أخرى آثار ذرات غبار عالقة فيه .تدخل غرفهم الصفية الصغيرة :لوح اسود مكتوب في وسطه "ويل للمطففين ".مقاعد معتلة متهالكة بفعل مرض الزمان المؤلم .قصيدة عن فلسطين معلقة على الحائط الحزين .شباك مكسور تطل من بين زجاجه حمامة صغيرة بيضاء . يستقر الأطفال في مدرستهم حتى الصف الرابع الابتدائي .ثم يحملون كتبهم الكثيرة باتجاه مدرسة عقربا القريبة .يقطعون الحبال الشاهقة والتلال المرتفعة ..يركبون على الحمير أو ما تيسر من وسائل النقل .يقدم لك الأبطال في ثلة الجند المدرسين كأس شاي متبل بأوراق الميرمية الخضراء . تأخذك خطاك مع مختار القرية نحو البيوت والمغائر والحظائر المهدمة ...هنا أسلاك كهرباء مقطوعة...مواسير مياه محطمة ...هناك خيم بلاستيكية يسكن فيها الأهالي ...يا الله هذا جسد كلب وفي سحقته جنازير دبابات جيش الاحتلال الذي يسعى للسيطرة على اراضيهم . وهناك بقايا لعبة خشبية كانت تمتلكها طفلة صغيرة اسمها جميلة .وعلى أطراف خربة الطويل فرس أحمر وأغنام ترعى أعشاب يابسة. أصيح على سائق باص جامعة النجاح الوطنية ؛ بالا ستعداد للرحيل والعودة إلى حضن جبل جرزيم حيث تقف شامخة جامعة الفقراء . اصعد والوفد المرافق إلى المقعد الجالس في الوسط ..تسير الحافلة على مهل ؛ تقطع الطريق الترابي بشكل جنائزي أليم ... جميع الرفاق يظللهم صمت الصور التي حفظتها ذاكرتهم. ..أضع يداي على وجهي..اخبئه في زاوية من جسدي ..
ظل المكان والزمان ؛ والصور البريئة والحزينة معلقة في أطراف الغيم . افتح شباك النافذة القريبة مني . واردد بصوت عال " موطني". ( نص حقيقي وواقعي من وحي زيارة وفد جامعة النجاح الوطنية إلى خربة الطويل