رحل إلى دار الحق أمس ؛أحد اساتذتي الكبار ويدعى:- موسى إبراهيم سنجق ؛ويكنى بابي مروان . الراحل ممن شيدوا قواعد "رسالة التعليم " وامتهنوا التدريس ؛كطريق للبناء والإعداد والإنتاج الإنساني .أكثر من أربعين عاما ؛وهو يمسك :- الدفتر والقلم والطبشورة . ويتنقل من قرية الى اخرى . بجوار مثواه الاخير ،روى لي صديقي لؤي شهاب قصة حقيقية رواها الراحل له .قال الراحل :-"دخلت ذات صباح غرفة صفي المدرسي .وإذا بطفل صغير السن والبنية؛ يبكي بكاء حارا .قطع صداه اوتار قلبي . "سالت الطفل عن سبب البكاء". فقال :- "قص والدي شعري على نمرة الصفر أو الزيرو .من أجل أن يوفر أجرة الحلاق ، بسبب ضيق الحال ".وتابع الطفل حديثه المسربل بالبكاء :-"وما أن دخلت المدرسة ، حتى بدا طلبتها يضحكون علي بشكل متواصل ". رجع الأستاذ الراحل إلى عنبتا .وقبل أن يصل إلى بيته . عرج على حلاق البلدة .وقص شعره على الصفر أو الزيرو .ولم ينم ليلته الطويلة. ومنذ الصباح الباكر ؛وصل مدرسته .ووقف أمام طابور تلامذتها شامخا. ودار بين جموعهم البريئة . دون أن يتكلم ببنت شفة..ومنذ تلك اللحظة توقف الطلبة عن الضحك على زميلهم الصغير .وامتلات بعد ذلك ساحة وصفوف المدرسة ب الرؤوس التي قصت شعرها على "الزيرو "...