استولى علي الفضول للاستكشاف و وجدت مقالا مخفيا بين طيات فضولي فوق الخيال و بجانب الواقع

في ظلمة شديدة و تستر في سَرادِب الثقة قال شخص مقرب لي، بأنه يعرف امرأة تستطيع كشف السحر بمُجرد النظر إليك و علاجه و بإنها من أولياء الله الصالحين، استمعت بإمعان لحديثه المشوق المقنع لشدة إيمانه بقدرة هذه المرأة و دونت في ذاكرتي كل حرف نطق به ، ثم توصلت لعدة معلومات تدعم مصداقية شيوخ الدين المتواجدين و بكثرة على المواقع الإلكترونية نظرا لكوني أؤمن أن لا علاج للسحر سوى الرقية و القرآن و تلك مهارة يملكها شيوخ التقوى في ديننا الإسلامي النبيل .توصلت أخيرا لمجموعة من المواقع التي تطرح عدة شيوخ أتقياء من حافظي القرآن و الرقية الشرعية و بدأ تواصلي مع أحدهم ،طلب مجموعة من البيانات الشخصية التي وفرتها له بصدق متناهي لألا أصل لمرحلة أشكك بمقالي هذا.

 طلب المشعوذ مبلغاً مالياً صغيراً ذاكراً أنه بحاجة هذا المبلغ ليقوم بالصدقة من بعد القراءة للرقية لفك السحر و بأنها أجرته للدعاء المخصص لي الذي سيكتبه و يبعثه لي لقرائته للتحصين أي لكي لا يستطيع أحد القاء تعويذات سحرية لي مستقبلاً ،بعثت له بالمبلغ الصغير للحصول على الدعاء و مشاركتكم به نظرا لكوني شككت بتقواه في اللحظة التي طلب بها المال ،لازلت أملك الفضول لأرى إحدى تلك الأدعية المفصلة خصيصاً على مقاس أحلامنا و خيالنا و إيماننا و بالطبع غبائنا و غفلتنا لان خاتم الأنبياء و رسول الله صلى الله عليه و سلم  قد أوصانا __

"يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".

لكني لم أحصل على إحداها للأسف بل حصلت على شيء مختلف لكنه متوقع حيث أن هناك الكثير من المتخفيين بعباءة الدين و التقوى متربصين بأبنائنا و بناتنا لاصطيادهم و إستغلال غفلتهم ،يسمعونكم من حرير الحديث و الإقسام برب الكعبة و رسوله ،يعزفون أناشيد إسلامية على أوتار عروبتنا المخلصة الوعود لاستمالتنا لاتباعهم كأنهم من سلالة الصحابة و التابعين ، عند تزويده بكل ما طلب وفر لي تحليلاً قرآنيا يفيد أن السحر الملقى علي هو مس شيطاني للتفريق بين و بين أحبتي و تعسير الأحوال لدي ، و صدقا لوهلة ما، ما عدت أعي صدقه من كذبه لقد خلق لدي حالة من التوهم و التشكك ، و جميعنا نيقن أنك لن تعي نهاية الطريق الا إذا أكملت الطريق لآخره ،بعد استكمال اجراءاته الدينية و قراءاته القرآنية انقلب التقي شيطاناً.

انقلب حرير الكلام لتهديدٌ و وعيد، هددت بالعيب الاجتماعي طبعا حيث أني بإرادة فك السحر قد لامست أكثر خطوط الشرق احمراراً، قائلا "ان لم تبعثي لي مبالغ كثيرة من المال سوف أفضحك .. سوف أخبر الجميع بأنك لم تريدي فك السحر بل القاء السحر عليهم " ميقناً أنه قد اصطاد فريسة العام التي سيحيا من بعدها غنيًا الأبله . أوهمته قليلاً أنه سيحصل على مبالغ كبيرة من المال لاتمكن من إثبات عدم مصداقيته لفترة قصيرة ثم أودعت بياناته للشرطة حتى تحمي أبناء هذا البلد من محتال مثله .

آخرا أخوتي و أخواتي اتصلت بدائرة الافتاء لأفيدكم ما يجب عليكم التصرف به في حال حصول أي موقف كهذا و اياكم ،بالطبع كان أول سؤال لي بخصوص المرأة التي أخبرت أنها تستطيع كشف السحر و علاجه بمجرد روؤيتنا و أخبرت أن حتى أولياء الله الصالحين غير قادرين على ذلك فإما أنها محتالة كقارئة الطالع أو أنها من المشعوذين المتسترين بعباءة الدين ، أما لعلاج السحر أعزائي فليس هناك من طرق سوى الرقية الشرعية و قراءة بعض الآيات القرآنية و إن لم تستطيعوا التوصل لكيفية ذلك ببساطة اتصلوا بدائرة الافتاء في مناطقكم و ليأتي شيخ معتمد من بلادكم و حكومتكم لمنازلكم للمساعدة ،أضيف أن لا سحر للخير.

 تزويد المعلومات بهذا الموضوع في مجتمعنا "عيب "كبيرة، بل أعزائي إخفاء المعلومات حول السحر و السحرة هو "العيب" بذاته، و ما يفشي آفات جديدة في المجتمع و ترويجا مبطنا لحرفة يتناولها أحدث محتالين المجتمع اليوم.

 تسترنا وراء كلمة حرام و عيب ليست الثقافة التي قد ترتقي بنا لكسر الحواجز، كلما سألت أحدهم ينظر لي و كأنما اشتعلت البلاد بالحروب ، و طولبت بالصمت بينما قد يكون كثيرون منهم يتناولون تلك الاسرار في الخفاء بينهم و بين مشعوذينهم .

 للإخوة و الأخوات الذين يطاردون هواجس أن هناك طلسم ما يزيد الرزق أو ييسر الحال، السحر شر مطلق و شرك بالله و غالبا اندثر منذ ازمان مضت .