الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
العمليات الفردية: قرار فردي بمرجعية جماعية
تاريخ النشر: الثلاثاء 03/02/2015 09:38
العمليات الفردية: قرار فردي بمرجعية جماعية
العمليات الفردية: قرار فردي بمرجعية جماعية

تقرير امل دويكات

 نشطت العمليات الفردية في النصف الثاني من العام 2014 وخاصة في منطقة القدس المحتلة، وكانت أدوات العمليات بسيطة مثل السكاكين والمفكات والمركبات الخاصة بالمنفذين، وكشفت العمليات أن المنفذين غالبًا لا ينتمون لفصائل ولا يعملون باسم التنظيمات الفلسطينية.

وتعد العمليات الفردية نشاطاً مقاوماً ليس حديث الظهور، فقد برزت في الانتفاضات الفلسطينية السابقة، وفي كل مرحلة تتخذ أدوات وأشكال مختلفة. 
ما وراء القرار الفردي 
العمليات الفردية وإن كانت بقرار شخصي من منفذيها، فإن هناك دوافع ومجموعة عوامل ساعدت في انتشار هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة. 
يقول د. بلال الشوبكي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل "استمرار العمليات الفردية في الآونة الأخيرة ناتج عن سبب رئيسي يتمثل في تضاؤل الدور التنظيمي للفصائل الفلسطينية، إذ أن البنية الأمنية الجديدة في الضفة الغربية تدفع باتجاه تحويل أي استعداد نفسي للعمل ضد إسرائيل إلى نشاط فردي لا صلة له بأي إطار تنظيمي. الأمر الآخر، أن غياب العمليات المنظمة أو ذات التوجيه الفصائلي ناجم عن غياب الشعور الجمعي بوجود الاحتلال في الضفة الغربية، فالأنماط السلوكية في الضفة لا تتماشى مع بيئة الاحتلال، كالرفاهية النسبية لدى شريحة واسعة من أبناء المجتمع وخصوصاً بعض ارتباط الكثيرين بالقروض البنكية."
ويضيف الشوبكي "كما أن الاحتلال يمارس عملياته العسكرية بشكل محدد ومركّز في دوائر ضيقة، وهو ما يجعل من المتأثرين به وبشكل ملحوظ قلّة من المجتمع، فتتحول العمليات ضد الاحتلال إلى ما هو أشبه بردود الأفعال الناجمة عن خسارة ذاتية، فالعمل المنظّم يتطلب شعور جمعي مدعوم بظروف ذاتية كالتنظيم الفصائلي والتنشئة السياسية وظروف موضوعية كالبنية الأمنية المناسبة والظهير الاجتماعي المساند." 
وفيما يتعلق بخصائص هذه العمليات يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر، إنها امتازت بعدة أمور: 
أولا: جاء اندلاع هذه العمليات في مرحلة تراجع الظاهرة الجماهيرية والعمل الشعبي، وهذا قاد إلى مرحلة العمل النوعي المميز، وكانت السكاكين والأدوات البسيطة إحدى أهم مظاهرها.
ثانيا: التفكير في ديمومة العمل المقاوم، كان حافزا في ظهور هذا النوع من المقاومة ضد الاحتلال. 
ثالثا: امتداد الظاهرة لتشمل كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها المناطق المحتلة عام 1948، مستهدفة الجنود المسلحين بالدرجة الأولى.
ويضيف أبو عامر أن أهم ما يميز هذه العمليات القدرة على إرباك الجبهة الاستخبارية الإسرائيلية حيث فشلت جهود الاحتلال في معرفة القواسم المشتركة بين منفذي العمليات. حتى وإن كان العامل الديني مشترك لدى البعض إلا أن ظهور مقاومين جدد ينتمون لمرجعية علمانية واختلاف التركيبة الاجتماعية لهؤلاء المنفذين، جعل الجبهة الفلسطينية المقاومة أكثر نجاحًا في صراعها مع الجبهة الاستخبارية الإسرائيلية.  
غياب الفصائل 
ومن الملاحظ في ارتفاع وتيرة العمل الفردي المقاوم غياب الدور الفصائلي المنظم، وذلك على النقيض من حالة المقاومة الجماعية المتمثلة بالانتفاضتين السابقين حيث كان للعمل الفصائلي الدور الرئيس في ميدان المقاومة الشعبية وعسكرة الانتفاضة. 
وترجع شخصيات حزبية تراجع الدور الفصائلي لعدة أسباب، حيث يقول زاهر الششتري القيادي في الجبهة الشعبية "هناك أسباب عدة لهذا التراجع أهمها الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال واستمرار العمل بالتنسيق الأمني من قبل السلطة وعدم وجود خطة وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال وعدم الاتفاق على آليات إنهاء الانقسام مما يساعد على عودة العمل الموحد وعدم وجود أفق محدد للوضع السياسي وصعوبة الأوضاع الاقتصادية ويكون المخرج بالعمليات الفردية ردًا على حالة التراجع الوطني لمواجهة الهجمة الواسعة احتلاليًا وقطعان المستوطنين." 
وتعد العمليات الفردية عنوان المرحلة الراهنة من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد تسارع وتيرة العمليات في عدة مناطق في الضفة والقدس المحتلة، ودعمها شعبيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017