بقلم: وفاء المالكي
في أحضان تل العاصور حيث الجمال والطبيعة الخلابة تتربع عين سامية على مشارف قريه كفر مالك شرق رام الله، عين لطالما كانت المكان والمتنفس لأهالي القرية.
عين سامية اسم ربما لم تسمعه كثيراً في تقارير الاخبار أو تشاهده على الشاشات، إلا أنه شريان حياة لمنطقة رام الله الشرقية.
منذ سنوات قامت قوات الاحتلال بوضع حواجز ترابية بين منطقة عين سامية وقرية كفرمالك، وقامت بمنع الأهالي من الوصول إلى العين، العين التي كانت مصدر رزق للكثير من سكان القرية والقرى المجاورة اصبحت في يد غاصب جبان لم يكف عن قتل ونهب وسرقة الأراضي بل يحاول سلب العين التي تروي الأرض والحجارة والناس.
اليوم، وعلى مرأى الجميع تدمر الآبار وتُقطع انابيب المياه وتُستباح العين من قبل أناس غريبين دون رادع إنساني.
الاحتلال في عين سامية لم يكتفي بالسيطرة الجغرافية، بل توسع لفرض سيطرته على مصادر المياه وسد عطش الصهيونية بحصار العين للحصول على قطرة الماء.
هل يعقل أن يشرب العدو ويعطش صاحب الأرض
قبل عدة شهور بدأ مستوطني المستوطنات القريبة وأشهرها المعروفه بمستوطنة "كوكب الصباح" السيطره على منطقة العين ومحيطها وذلك تحت حماية جيش الاحتلال بل وبمشاركتهم، ومنعوا الأهالي والمزارعين من الاقتراب من اراضيهم وكأن الارض أرضهم والماء مائهم.
هذا ليس بالغريب فهذه هي سياسات الاحتلال الغاشمة في بلادنا، فأولى علامات الاستيطان والتسلّل كانت بـنصب خيام والمجيء المستمر إلى المكان للاستجمام فقد رمممو بركة يطلق عليها بركة أبو الأمين وأصبحوا يتسسللون هم وأطفالهم تحت مسمى الاستجمام والنزهة،هي بركة كانت مجففة من الماء تماماً كان الجميع يجتمع حولها رغم جفافها، إلّا أن مستوطن غريب ذو قبعه سوداء أو بيضاء لا يعرف أصله من فصله يملؤها بالماء ليلهو ويستجم بها.
هي ليست مجرد عين ماء بل هي جزء من الطفولة، كلها سُلبت بين عشية وضحاها، هذا هو عدواننا الغاشم لم يترك متنفس في حياة الفلسطيني إلا ان يقوم بخنقه، وسرقته.
إن استمرار هذه الاعتداءات الممنهجة والمدروسه وغياب التدخل سيؤدي إلى تفاقم الأمر والسيطرة الكاملة على الآبار، فحماية عين سامية ليس حكراً على شخص واحد او قرية واحدة فهو حق لا يمكن تجاهله، بل هو واجب إنساني ملزم على عاتق الجميع دون استثناء.
الذي يحدث في عين سامية من تدمير للآبار ليس خراب في البنية التحتية فحسب، بل هو اعتداء على حقّ أساسي من حقوق الإنسان.
من يعيد لعين سامية حريتها؟
من يوقف عبثهم بالآبار؟
أليس الماء بحق مقدس لا يجوز العبث به وقد أكّد الله تعالى في كتابه العزيز على قدسية الماء
"وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"
هذه هي عين سامية، نسبة إلى سامية بنت عبد الملك بن مروان التي تتربع بجمال سهولها وجبالها وعيونها منذ زمن الأمويين أصبحت مستباحة اليوم أمام عيون أصحابها وأهلها ولا من نصير، ما يحدث في المنطة اليوم قد يحدث في أماكن أخرى غداً وهذا بسبب غياب التدخلات مما سيسمح بالكثير من التمادي على حقوق المواطن الفسطيني.