قلقيلية- محمد ترابي

 بعد أن كان المواطن عدنان علي "أبو إيهاب" (65 عاماً) وعائلته المكونة من 12 نفراً يعتاشون على تربية الدواجن والأغنام في بيتهم الواقع وسط الشارع الرئيسي المغلق لقرية كفرقدوم، التابعة لمحافظة قلقيلية والمتاخمة لحدود مستوطنة "قدوميم"، شاءت الأقدار أن يفقدوا مصدر رزقهم، بفعل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، الذي عمل على إغلاق الشارع الرئيسي للبلدة منذ أربع سنوات.

انتهاكات الاحتلال وقمعه للمسيرات الأسبوعية في البلدة بإطلاق قنابل الغاز والرصاص ساهمت في نفوق كل الحيوانات والدواجن التي يربيها أبو إيهاب في بيته ويعتاش من منتجاتها، فمنزل أبو إيهاب يقع في المنطقة التي تحدث فيها المواجهات أسبوعيا.

هذه الانتهاكات والاعتداءات على المسيرات في القرية كانت كفيلة بإدخال "أبو إيهاب" في خط الفقر، بعد أن كان يعيش حياة كريمة وينفق على بيته وأبنائه من الماشية والدواجن التي يربيها.

ويقول أبو إيهاب: "هذه الانتهاكات لم تفقدني مصدر رزقي فحسب، فأصبحت حياة عائلتي معرضة للخطر في كل وقت، وخاصة خلال تواجد قوات الاحتلال بالقرب من بيتي لقمع المسيرة الأسبوعية التي تقام كل جمعة على مدار السنوات الأربع الفائتة، حيث يستخدم الجيش الإسرائيلي بيتي للتحصن والقنص وإطلاق قنابل الغاز على بيوت المواطنين والمتظاهرين".

وعن الخسائر التي تعرض لها أبو إيهاب أشار: "نفق لدي ما يقارب ثلاثة ألاف طير لاحم، وبقرة من النوع الهولندي التي يبلغ ثمنها 12500 شيقل، وموت 22 خلية نحل، و18 رأس من الغنم، إضافة إلى حرق أشجار الزيتون والمحاصيل بسبب قنابل الغاز التي يطلقها الجيش الإسرائيلي، ورش المواد الكيميائية ذات الرائحة الكريهة والقاتلة للمحاصيل والأشجار".

وتابع: "لقد كان دخلي الشهري ما يقارب ستة آلاف شيقل، ولكن بعد الخسائر التي ألحقها الاحتلال بي اضطررت للعمل كسائق تكسي، فأصبحت أتقاضى باليوم 30 شيقلا، ولكن هذا لا يكفي حتى الحاجيات الأساسية لعائلتي المكونة من 12 نفرا، كما أن أحد أبنائي في الجامعة ويحتاج للأقساط والمصاريف التي لم أعد قادرا على تأمينها".

ونوه إلى أن الطريق الذي يطالب أهالي كفر قدوم بفتحه "يعود إلى ما يقارب الألفي عام، فهو ملكنا ومن حقنا، ولكن الإسرائيليين سيطروا على بعض أراضي القرية، وأغلقوا الشارع الرئيسي لتأمين الحماية للمستوطنين، وبسبب ذلك أصبح أهالي القرية يسلكون طريقاً أطول من ذي قبل، حيث أصبحت تأخذ الطريق معنا مدة نصف ساعة بينما من الطريق الرئيسية فتأخذ خمسة دقائق".

لم يتلق أبو إيهاب أي دعم مادي من الجهات المختصة مقابل الخسائر التي تعرض لها، سوى تركيب الشبابيك الزجاجية المحكمة لمنع دخول الغاز المسيل للدموع ودخان الإطارات المشتعلة لداخل المنزل، الذي قُدم له من المجلس القروي لكفرقدوم، إضافة إلى 300 شيقل مقدمة من محافظة قلقيلة.

وطالب أبو إيهاب مجلس قروي كفر قدوم إنارة الشارع الذي يؤدي إلى بيته حتى تشعر عائلته بالأمان أثناء خروجها وعودتها إلى البيت، لما يعانيه الشارع من حفر وتدمير وبواقي مخلفات الاحتلال والأتربة التي تنثرها جرافة الاحتلال لإغلاق الشارع أمام المواطنين المنتفضين ضد إغلاقه، إضافة إلى بقايا الإطارات المشتعلة.

وأكد أبو إيهاب بالرغم من كل ما تعرض له من خسائر إلا أنه مستعد للتضحية أكثر في سبيل الوطن، وعدم استسلام أبناء قريته لمخططات الاحتلال التوسعية.

وفي الختام ناشد أبو إيهاب جميع المواطنين ومحافظات الوطن للتوجه إلى كفرقدوم والمشاركة في المسيرة الأسبوعية للضغط على الاحتلال وفتح الشارع الرئيسي المغلق، كما طالب وسائل الإعلام بتكثيف عملها لإيصال رسالة ومعاناة أهالي كفرقدوم إلى العالم.