الرئيسية / الأخبار / فلسطين
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل
تاريخ النشر: الثلاثاء 12/05/2015 11:27
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل

خاص (أصداء)- ساجدة أبو حمدان

تمتاز بأحجارها وأقواسها وعبق حضارتها وتراثها، تلك البيوت المصممة بإتقان منذ مئات الأعوام، إنها البيوت النابلسية القديمة التي ما زالت تحتفظ بعراقتها رغم مرور الزمن، ويتمسك ملاكها بها، إلا انها تعاني من الكثير من الإهمال.

 

وفي الأونة الأخيرة تجد الكثير من المقاهي والمحال التجارية التي كانت في السابق بيوتا، ولكن أصحابها حولوها، وتجد أن أغلب السكان النابلسيين متمسكون ببيوتهم ويرفضون بيعها أو التخلي عنها، حتى لو كانت مهدومة أو تحتاج لترميم، فما أسباب ذلك ومن المسؤول عن دعمهم والمحافظة على العبق الحضاري النابلسي؟

 

مطعم الماوردي أحد المطاعم النابلسية الذي كان بيتا قديما، بينت مديرته أم عصام أنّ اختيارهم لجعله بهذا التصميم الحضاري القديم هو محاولة للحفاظ على الموروث التراثي في المدينة، لأنّ معظم المطاعم والمقاهي بمدينة نابلس مصممة على النظام الحديث والغربي، مؤكدة أنّ أغلب السياح والزوار ينبهرون بتصميمه ويبدأون بالتقاط الصور التذكارية فيه من شدة اعجابهم به.

 

وعبّر الحاج نعيم حنون وهو يعيش بحارة الياسمينة في البلدة القديمة عن افتخاره بالعيش ببيته القديم، حيث رفض بشكل مطلق فكرة بيعه أو حتى الخروج من البلدة القديمة، ففيه عاش أيام طفولته وشبابه، وتزوج فيه وترعرع هو وأولاده، ففيه ماضيه وحاضره ومستقبله.

 

وأضاف حنون: "ما في حدا يبيع بيته بالبلدة القديمة وكل بيت هون بترجع ملكيته لأكثر من شخص بالعيلة، ولهذا السبب بيع البيوت القديمة صعب".

 

أما أم علاء إحدى سكان البلدة القديمة فنوهت إلى أنّه بالرغم من أنّ بيتهم صغير ويحتاجون لبيت أكبر، إلا أنّهم يصرون على البقاء فيه، موضحة: "نحن هنا بين أقربائنا وجيراننا وهنا نشأنا أيضا، والحياة هنا أجمل بكثير من الإنتقال لبيت اخر في مكان بعيد من البلدة القديمة مسقط رأسنا".

 

وخلال تنقلنا بالبلدة القديمة بمدينة نابلس وجدنا الكثير من البيوت القديمة التي نهش الدمار أطرافها شاكية حالها لكل من يراها، فبعض من هذه البيوت دمرت خلال الزالزال الذي حدث عام  1927، وبيوت أخرى دمرت خلال اجتياح مدينة نابلس عام 2002.

 

وبهذا الخصوص قال نصير عرفات مستشار بلدية نابلس في شؤون البلدة القديمة إنّ بعضا من البيوت التي دمرت تم ترميمها من قبل الإتحاد الأوروبي، كما أن بلدية نابلس نفذت العديد من المشاريع بالتعاون مع اللجنة الأهلية ومؤسسة التعاون في مجال الحفاظ على البلدة القديمة وترميمها، وبخاصة خان الوكالة وبعض الأحواش والبيوت النابلسية.

 

وأضاف عرفات: "البيوت هي عبارة عن ملكية خاصة, وبحكم التشعب أصبح عدد المالكين لها كبيرا، لهذا هناك إشكالية في أخذ القرار من أصحابها ولا يستطيعونَ الإتفاق على رأي واحد, وأموال الدعم تأتي للعامة وليس للخاصة".

 

وألقى باللائمة على الجهات المانحة والحكومات التي وعدت بتعويض أصحاب البيوت المهدومة من قبل الاحتلال، مؤكداَ بوجوب رفع هذه القضية للجنائية الدولية والمطالبة بتعويض المتضررين.

 

وعن تحويل بعض السكان لبعض من البيوت النابلسية إلى مطاعم ومقاهي أو محال تجارية، أوضح عرفات أّنّ هذه خطوة جيدة إذا كان المالك يحترم خصوصية البناء القديم ويحافظ على شكله وينفذ قواعد الحفاظ المعماري، وهذا من شأنه أن يعكس الوجه الحضاري والتراثي للمدينة أما مرتادي هذه الأماكن من الزوار والسياح.

 

ووجه عرفات دعوة لكل أصحاب البيوت والمباني القديمة ولكل من يملك حجرا او جزءا داخل البلدة القديمة بعدم التنازل عنه إلا لأحد من عائلته أو أحد المالكين الأصليين له، مشيرا إلى أنّ كل بائع هو الخاسر الأكبر، لأن مستقبل البلدة القديمة زاهر وأنّ كل من يبيع يفرط بماضيه وتاريخه ومستقبله.

 

 

 

 

 

المزيد من الصور
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل
البيوت النابلسية القديمة تراث حضاري قد يتحول لشكل آخر أو يهمل
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017