الرئيسية / قسم27
عادات وتقاليد تنهي طفولة فتياتنا
تاريخ النشر: الثلاثاء 06/10/2015 20:50
 عادات وتقاليد تنهي طفولة فتياتنا
عادات وتقاليد تنهي طفولة فتياتنا

بقلم: ولاء أبو بكر

كشمس المساء في حال غيابها وتلاشيها ببطء حتى تختفي، هذا هو حال الكثير من الفتيات اللواتي ما زلن يجبرن على الزواج في عمر مبكر بالرغم من انتشار التعليم وتغير بعض المفاهيم، وبذلك تختفي طفولة فتاة بعمر الزهور بسبب زواجها من رجل يقتل طفولتها، ومن الممكن أن يكون بعمر والدها فهل تناديه أبي  أم جدي؟! ، أم هل تقوم بعرض ألعابها البريئة، ويساعدها بترتيب ملابس دميتها الصغيرة.

 

منهمكة في تحضير فستان عرسها ترتديه تارة وتلعب بدميتها الصغيرة تارة أخرى، تنظر إلى نفسها في المرآة وتتعجب لكبر حجمه عليها ظنا منها أن كل فتاة بعمرها تقوم بارتداء مثل ذلك وأنه أمر طبيعي، فرحة بما أتاها من ملابس جديدة وذهب لا أدري أين سيحل بها المطاف.

 

إنه ذلك اليوم الذي تحلم به كل فتاة ناضجة، ولكن بعد أن تكون قد أنهت حياتها العلمية وكسبت من الحياة مايأهلها لتحمل مسؤولية بناء أسرة.

أصبح ذلك الكائن الرقيق سلعة تباع، من أجل الحصول على المال في وضع استفحلت فيه الضائقة الاقتصادية منازل بعض الناس وارتفعت نسب البطالة وتفشي الفقر، كل ذلك  يجبر الأب على تزويج ابنته وحرمانها من حقها الأساسي في التعليم.

 

ولكن لو حصلت الفتاة على تعليمها بشكل مكتمل، واكتسبت خبرة حياتية وثقافة تكفيها لكي تعلم بأنها مازالت طفلة على الزواج لما زاد من تلك الظاهرة المأساوية، ولو كانت تعلم بالمخاطر الصحية والنفسية  التي تنجم عن الزواج المبكر لما تقدمت خطوة عليه وهي بعمر صغير.

 

ولكن لو عدنا للوراء قليلا لنعلم ما هو السبب الرئيس في توجه الآباء لتزويج بناتهم مبكرا لوجدنا أن العادات والتقاليد مازالت تحكم البعض منهم مثلما يخضع العبد لسيده، فالكثير منهم لديه رغبة كبيرة في التخلص من الفتاه ومن مصاريفها بسبب الصورة السلبية المكونة عنها منذ القدم في أنها إذا أخطأت ستبقى وصمة عار على والديها، ومنهم مازال تحت تأثير المثل القديم "هم البنات إلى الممات".

 

فهل من الممكن أن تتغير نظرة المجتمع للفتاة على أنها غير قادرة على حماية نفسها إلا إذا كانت تحت جناح رجل  يحميها؟! أم هل سيقتنع الأهالي أنه في حال تسليح بناتهم بالعلم والثقافة ستكون قادرة على حماية نفسها بلا شك؟!

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017