أصداء- هديل أبو شهاب- قدرت قطاعات تجارية في مدينة نابلس حجم خسائر التجار اليومية جراء الإضراب الشامل الذي بدأ به العاملون  في الجامعات الفلسطينية في بداية الفصل الحالي إلى ما يقارب المليون ونصف المليون شيقل يوميا.

وأشار المصدر نفسه إلى أن حجم الخسائر يزداد تدريجيا مع استمرار تواصل الإضراب  الذي يشل الحركة التجارية في أسواق المدينة، فضلا عن تعطيل الحياة العامة في المدينة، دون بارقة أمل، ما فاقم الخسائر لدى القطاع التجاري  والمنشآت السياحية.

 وكان قد أعلن اتحاد نقابات العاملين في الجامعات الفلسطينية في وقت سابق، وفي مقدمتها جامعة النجاح الوطنية والتي تعد من أكبر الجامعات الفلسطينية في عدد الطلبة، برنامج الإضرابات وتقليص الدوام، "بسبب  عدم احترام مجلس التعليم العالي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها بخصوص مطالب العاملين في الجامعات" وفقا للتصريح.

ويرى أحد العاملين في الجامعة أن مقولة "الحقوق تؤخذ بالإضرابات"، شجعت العمال والموظفين على الاتجاه إلى هذا الشكل الذي نشهده يومياً من دون مراعاة الاقتصاد المتراجع، بسبب عدم الإنتاج والمطالبة بأشياء كبيرة تفوق طاقة نقابة العاملين، على رغم حق بعض الفئات بالإضراب والاعتصام، لكن ليس بهذه الطريقة المؤثرة سلباً في الاقتصاد.

وقال  المحاضر في قسم الجغرافيا في جامعة النجاح الوطنية الدكتور أحمد رأفت  غضية خلال اتصال هاتفي مع "أصداء"، إن بطئ الإجراءات المتعمدة من قبل نقابة العاملين اضر بالعديد من القطاعات وعلى رأسها قطاع النقل والمواصلات، إضافة إلى قطاع التجارة حيث تقدر حجم الخسائر اليومية نتيجة إضراب الجامعات مليون ونصف المليون شيقل بشكل مباشر موزعة على المواصلات والأكل والسكن، إضافة إلى الخسائر غير المنظورة والمتعلقة بالجامعة  من نفقات تشغيلية وغيرها.

ويأمل غضية من وزارة التربية والتعليم الاستجابة لمطالب النقابات المتفق عليها سابقا حتى تستمر الحياة الأكاديمية في الجامعات، مضيفا ان " الخسائر الناجمة عن الإضرابات جسيمة وكبيرة جدا سوف تطال ليس فقط الطلبة وإنما كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وخاصة الحركة التجارية في المدن.

وأكد الاستاذ نعيم محمد من قسم اللغة الانجليزية في جامعة القدس المفتوحة، إن بطء الإجراءات المتعمدة من قبل اتحاد نقابات الجامعات الفلسطينية في تحقيق المطالب يكبد القطاعات الأخرى خسائر تقدر بعشرات الملايين بهدف تحقيق مطالبهم العمالية على حساب مصلحة الوطن واقتصاده، لا سيما ان الشعب الفلسطيني يمر بأزمة اقتصادية صعبة، بسب تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة والقدس منذ أكثر من أربعة شهور .

ويقول صاحب احد المطاعم بشارع الجامعة، ان ايام الإضرابات أصبحت أيام عطلة بالنسبة لمعظم المطاعم في منطقة الجامعة لاعتمادها الرئيس على الطلبة في تصريف منتجاتها مما شكل عبئا وضغطا على مواردهم، مشيرا إلى أن مبيعات المطعم انخفضت إلى الثلث بشكل عام مما دفعه إلى الاستغناء عن 12 عامل لديه من أصل 25 عاملا.

وتتفق تلك الأطروحات إلى ما ذهب إليه مصطفى أحمد  صاحب احد المطاعم الشهيرة في شارع الجامعة، من ان قرارات الإضراب زادت من حجم التراجع الذي تشهده الحركة التجارية في المنطقة ورفع من الكلفة التشغيلية للمنشآت والمحال التجارية جراء حجم العمالة، لافتا إلى انه في طريقه للاستغناء عن نصف العاملين لديه.

قطاع المطاعم ليس وحده صاحب الشكوى بل ان جولة "أصداء" يوم الأحد على المنشآت التجارية في الشارع رصدت حجم المعاناة التي تمر بها كافة القطاعات التجارية التي بنت مصالحها على اساس الزخم الطلابي واحتياجات طلبة الجامعة.

ويرى صاحبي  مكتبتين في شارع الجامعة، أن الإضرابات اضرت بمصالحهما كثيرا وأدت إلى انخفاض ملموس في نسبة المبيعات مما حد من قدراتهما على الإيفاء بالالتزامات المالية المترتبة عليهم وتوفير احتياجات الطلبة.

ويرى مشغلون لوسائط النقل العاملة على خط الجامعة، أنهم الأكثر تضررا من الإضرابات، ويؤكدون أن  إنتاجيتهم تنخفض بنسبة كبيرة، لكونهم يعتمدون على دوام الطلبة بشكل كبير.

ويشير "أبو أمجد" سائق سرفيس على خط الجامعة /البلد، ان  الإضرابات المتواصلة أدت إلى خسائر كبيرة في القطاع ووضعته في مأزق كبير، حيث يعتمد في دخله يوميا على مردود سيارته فقط.   

وكان قرار إدارة الجامعة بتعلق الدراسة في الجامعات خلال الفصل الدراسي الحالي آثار ردود فعل اتسمت بالغضب وعدم الرضا من قبل غالبية الطلبة وخاصة من هم على أبواب التخرج وأعضاء الهيئة التدريسية، مطالبين نقابة العاملين بالتعجل في تحقيق مطالبهم بأقل خسائر ممكنة.

ويتغيب نحو 80 آلف طالب وطالبة عن جامعات النجاح الوطنية، الخليل، القدس المفتوحة، بيرزيت، بيت لحم، القدس، البوليتكنيك، الأزهر، الإسلامية، والجامعات الأمريكية، وجامعة الأقصى.