الم وغصات متراكمة تلمسها بكل جوارحك وأنت تحط رحالك في مخيم شعفاط، الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عد جدار الفصل الذي حرمه من التواصل مع العاصمة المحتلة. إهمال متعمد في كل إرجاء الحياة الذي انعكس على مجمل حياة الناس، من بلدية القدس والحكومة ووكالة الغوث التي تنظر لهم من طاقة مغلقة.
تكتشف أن هناك جدار ومخدرات وسلاح وفوضى وانفلات وسوء في البنية التحتية وتدهور بالتعليم، ومحطات وقود في زخم الازدحام السكاني كل هذا وأكثر تجده من قلب معاناة مخيم شعفاط المخيم الذي لا دولة له فيحكم نفسه بنفسه ويبحث عن الدعم بنفسه.
هو كغيره من المخيمات يعاني من الازدحام و التهميش، إلا أنه الأسوء حالا والأكثر وجعا، كيف لهم أن يعيشون هكذا بمكبات النفايات الممتلئة وذات الرائحة السيئة والإهمال القاسي من جهة، ومن جهة اهرى رؤية جدار يصبحون عليه ويودعونه مساء، ليذكرهم بألم الاحتلال تهجيره لهم الذي يفصلهم عن القدس بضع أمتارا لولا الجدار الذي يحجب وصول الشمس لقلوبهم وعقولهم.
إهمال التعليم واقتصار التعليم على مؤسسات الوكالة وبعض المدراس الخاصة، مما يكشف سعي الاحتلال لخلق جيل لا علاقة له بالحياة ولا بالثقافة ولا التمسك بالحقوق، إلى جانب الإهمال الصحي حيث يوجود فقط مركز صحي واحد وأخر اعلن عن افتتاحه حديثا. الحكومة هذا لا يعنيها فهي تنظر من بعيد هذا، وان نظرت مكتوفة اليدين، بسبب عدم وجود تنسيق وان المخيم غير تابع للدولة.
قمة المأساة أن تعيش تنام وتستيقظ بخوف و رعب من الفلتان، فلتان الاحتلال، وآخر خوف من المشي بشوارع المخيم، إلا إذا توفرت لك الحماية تحسبا من رصاص يأتيك من حيث لا تدري. شعب الرباط الذي يتحمل كل المعاناة، ليحافظ على هويته المقدسية الفلسطينية،تباع المخدرات كما الترمس، كما قال احد السكان في المخيم، وهذا ما يريده الاحتلال، أن يذهب بعقول الشباب الواعد عماد الامة، كي لا يستيقظون على ثورة نبعها معاناة الالم ومعايشته.
وقوف طفلة لا تتجاوز العشر سنوات صارخة بغضب (حسوا فينا يا عرب) عندما تجولنا كفريق أصداء بترتيب وتنسيق من شبكة آمين الإعلامية ورافقنا، محمد علي أمين سر حركة فتح وشاهدنا عتمة زقائق المخيم وألام أهالي الشهداء وتحديدا عائلة الشهيد إبراهيم العكاري الذي هدم الاحتلال منزله برمش عين بعد استشهاده، ومنازل أخرى عتيقة، وبعضها أصابها الفلتان في مقتل.
يحاول مخيم شعفاط أن يقف على أقدامه معتمدا فقط على الدعم المحلي من السكان و دعم مادي من البلاد الغربية، لينشأ حضانات أطفال ومركز نسوي وملعب ومركز للطفل الفلسطيني، وكل هذا بدولة مخيم شعفاط، الذي يتحدى الصعاب بعدم وجود دولة له. ولا عنوان يشكو له.
