mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> نتالي شاهين ... موهبة رائدة في عالم الرياضة النسوية الفلسطينية - أصداء mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
الرئيسية / رياضة
نتالي شاهين ... موهبة رائدة في عالم الرياضة النسوية الفلسطينية
تاريخ النشر: الأثنين 16/05/2016 21:26
نتالي شاهين ... موهبة رائدة في عالم الرياضة النسوية الفلسطينية
نتالي شاهين ... موهبة رائدة في عالم الرياضة النسوية الفلسطينية

 كتبه: أحمد السده

وقفت على أبواب الحلم لتعصف رونقا مختلفا من التميز والتفوق، أهدت نفسها ابتسامة لنصر مكلل بالفوز حينا وبالخسارة حينا، ولكن النتيجة لا تغيير فيها: الفرحة العارمة، ووهبت شبابها قدرة على رسم طريق تجد فيه ذاتها.

الرياضية نتالي شاهين البالغة من العمر 21 سنة، تسكن مدينة أريحا، وتدرس بكالوريوس رياضة في السنة الرابعة في جامعة القدس أبو ديس، وهي لاعب أساسي في نادي سرية رام الله، ارتادت مهارات كرة القدم في صغرها، وتنامى حبها لهذه المهارات مع مرور الأيام التي صقلت خيالها المرتبط بكيفية الوصول إلى النجومية والاحتراف، ولتصبح كرة القدم جزءا لا يتجزأ من حياتها.   

كرة القدم ... هواية ومهارة وموهبة، صاغت نفسها لتكون مفتاحا سحريا يدفع هذه الشابة إلى تسجيل أول هدف في حياتها، والذي فعندما كانت في الصف السادس، تم اختيارها لاعبة أساسية في المنتخب الوطني، لتحصل في العام ذاته على لقب أصغر لاعبة في بطولة غرب آسيا.

نتالي تهتم بالرياضة بشكل عام، بكرة القدم خصوصا وكرة السلة والألعاب الأخرى، إضافة إلى تعلم اللغات، وبدأت بقراءة الكتب والروايات حديثا، ومن خلال التحدث إليها وسؤال بعض الأشخاص الذين يعرفونها تبين لها أنها تمتاز بشخصية قوية وثقافة عالية وأسلوب متزن.

التزمت هذه اللاعبة المبدعة في صغرها التدريب في المدرسة، ووجدت دعما معنويا ألقاها تحت أفياء العلم الفلسطيني في البطولات المحلية والعربية والعالمية "منذ البداية قدم لي أهلي وأصدقائي دعما نفسيا كبيرا، فقد كان أبي غالب الأحيان يوصلني إلى مكان التدريب، ولو لم يقفوا جانبي لما وصلت إلى ما عليه الآن".

 

صعوبات هشة

لا تواجه بطلة قصتنا صعوبات في الاهتمام بها او في تبني موهبتها، فجل المشكلات التي تواجهها تتلخص في الأماكن والمجتمع، وفي هذا الجانب تقول نتالي: أسكن في أريحا وأتدرب خارجها، ومن الصعب أن أوازن بين التدريب والدراسة، وهذا يأخذ من وقتي، ومن المشكلات ذات الاتساع والمدى البعيد أن المجتمع مازال لا يتقبل بشكل تام أن تلعب فتاةٌ ما كرةَ القدم.

بالرغم من حنكة هذه اللاعبة ورؤيتها للأمور، إلا أن الصورة لديها ليست واضحة لمستقبلها، فهي قد أوشكت على التخرج الذي سيتلوه وظيفة عمل ما، كما أنها قد أطلقت عنان تفكيرها لتحدثنا عن نيتها إكمال التدرج العلمي بهدف الحصول على درجة الماجستير، عدا عن موضوع الاحتراف، إضافة إلى أنها تفكر في مدى قدرتها مستقبلا على موازنة التدريب والعمل إن وجد.

 لا تعارض هذه الشابة الخروج من الوطن لإكمال الدراسات العليا، فهي تجد في ذلك إيجابيات عدة "إذا سنحت لي الفرصة التعلم خارج حدود الوطن سأنطلق إليها فورا، لأنها ستكسبني علما وثقافة ومهارة جديدة، إضافة إلى رغبتي الانضمام إلى إحدى الفرق الرياضية الموجودة حيث دراستي".

سهمان متوازيان (القضية والاحتراف)

الجماهير تصرخ من هنا وهناك، والضجة تعلو في كل الأماكن المحيطة بهذه البقعة الخضراء المخططة، وبمجرد إطلاق أنغام السلام الوطني تقشعر الأبدان ويسود الصمت، وفي كل مرة تغادر نتالي أرضها تحمل منها قبسا إلى الدولة التي تحط رحالها فيها، وتترك عقلها حيث عائلتها وبيتها ووطنها.

"لا أستطيع وصف ذلك الشعور الذي يتناوب علي إشعال دقات قلبي، وعلى دفع الدماء في عروقي بشدة، شعور لا متناهٍ من الفخر والاعتزاز، ففي كل مرة أكون في دولة ما بمجرد عزف السلام الوطني الفلسطيني أزداد طاقة ودافعية للبحث عن الفوز، كيف لا وأنا أحمل علم فلسطين وألعب من أجل اسمها؟" تقول نتالي.

صمتت ضيفتنا لبرهة، وشربت قليلا من الماء وتحدثت لنا عن ذكرياتها في الدول الأوروبية والأجنبية التي ذهبت إليها في بطولات ومباريات، وذكرت أنها والفريق ينقلون القضية الفلسطينية بشتى الوسائل والطرق "كثير مرات بنروح بنحكي عن فلسطين، أنا لما رحت على ألمانيا وأمريكا وإيطاليا والبرازيل استهدفنا الطلبة، وتحدثنا لهم عن فلسطين، أنا أوصل رسالة عن وطني وقضيتي، من خلال الكرة، من خلال الكلمة، من خلال الثقافة الفلسطينية".

تعتبر شاهين أن اللعب مع الفريق الآخر يعبر عن السلام والاطمئنان، وأن الكرة رسالة محبة بين الشعوب، ومن هذه الجملة تنطلق في رفضها القاطع واللاعبات الأخريات في اللعب ضد فريق الاحتلال الإسرائيلي تحت أي ظرف كان.

وفي موضوع آخر تسعى بطلتنا إلى البحث عن الاحتراف بعيدا عن ثنايا المجتمع الفلسطيني، الذي ينظر إلى هذه اللعبة من وجهة نظر الممنوع، والظروف النفسية التي يفرضها مجتمعنا تحول دون قدرتها على الاحتراف هنا.

وفي هذا الخصوص تؤكد قائلة: إذا سنحت لي الفرصة أن أدرس الماجستير خارج الوطن فلن أتوانى، لأنني سأكسب درجة الماجستير في التخصص الذي أحب، وسأكمل مشواري الرياضي في خطى نحو الاحتراف من خلال الانضمام إلى فريق ما، لأن الفرق الأجنبية لديها إمكانات تدريبية أكثر، ولا شك أن الاحتراف في الخارج يترجم رسالة للشعوب الأخرى.

نجاحات متتالية

من أهم المشاركات التي كان لنتالي دور أساسي وفعال فيها: بطولة غرب آسيا 2014 حيث حصل فيها المنتخب الوطني على المركز الثاني، أما على صعيد الأندية الداخلية: حاز فريقها على لقب أبطال الدوري 5 سنوات متتالية 2011-2015، إضافة إلى بطل كأس فلسطين لعام 2015، على مستوى الأندية خارج فلسطين: مركز رابع في بطولة الأندية العربية، مركز ثالث في بطولة في النرويج، المركز الأول في بطولة الزرقاء في الأردن.

أما على مستوى الجامعات: فقد كانت لاعبا أساسيا في منتخب جامعات فلسطين الذي حصل على المركز الثاني على مستوى منتخبات الجامعات العربية، وعلى الجامعات الفلسطينية فقد كانت لاعبا أساسيا في فريق جامعة القدس أبو ديس الذي حصل على المركز الأول أربعة مراتٍ منذ أربع سنوات حتى هذا التاريخ.

من الواضح جليا أن هذه البطلة كان لها أثر واضح في الكرة الفلسطينية النسوية، ومن خلال الاطلاع على سجل مشاركاتها في البطولات المحلية والعربية والدولية، نجد أن دورها في تعزيز الكرة الفلسطينية كان بارزا كنور الشمس لا جدال فيه.

رسالة

وفي رسالة توجهها نتالي لكل من يشق درب موهبته تقول "يمكننا أن جعل الحلم واقعا وأن نجعل الخيال حقيقة، وكل من لديه موهبة أو مهارة أو ميزة ما، تجده يسرح في أحلام اليقظة بأنه الأفضل، وبرأيي من لديه الإرادة والطموح بإمكانه الوصول مهما كان الثمن غالٍ، حتى لو كان هذا الوصول مكللا بضعف البنية التحتية أو بقلة الإمكانات المادية، وعليه أن  يبحث عن الحلول البديلة للوصل إلى الحلم الذي يريده".

نظرت إلى هاتفها النقال، وتابعت قائلة "يوجد لدينا الكثير من المواهب ولكن لا يوجد من ينميها، ويقع على عاتقنا أن ننمي مواهبنا وأن نكتشف مواهب الأجيال القادمة لنرتقي بها نحول الأفضل، فمن جهتي أنا أدرب حاليا أطفالا لا يعرفون شيئا بكرة القدم، لكي أرى إلى أين سأصل في اكتشاف مواهبهم الرياضية ومدى قدرتي على تنميتها، أنا أعمل على مساعدة كل من يريد ذلك".

تواصلنا مع إحدى صديقاتها المقربات طالبة الرياضة في جامعة القدس أبو ديس ضحى إدريس، لنتعرف على شخصيتها بشكل أكثر، وأدلت لنا ضحى "نتالي لاعبة مميزة وشخصيتها قوية جدا، تمتاز باحترامها للآخرين، وعدم الإساءة لأحد، وأكبر مثال أنها خلال المباراة مستحيل أن تدفع لاعبة حتى وإن آذتها، ومن سلبياتها أنها سريعة الغضب لكن سرعان ما تتمالك نفسها، فهي خلوقة جدا ومتواضعة، وتحب مساعدة الناس والتطوع بأماكن عدة".

وتقدم ضحى لها نصيحة بالاستمرار في هذا النجاح الذي اعتبرته باهرا وفريدا "أنصحها بالاستمرار وعدم التوقف، لأن لاعبات كرة القدم المميزات والمبدعات (معدودات على الأصابع) وغالبيتهن تركن اللعبة، وما يزيد من نسبة تميز صديقتي عن اللاعبات الأخريات أنها تدرب الصغار على اللعب، وأنا أنصحها بالتركيز على الفتيات ليكنّ لاعبات متميزات في المستقبل، كما عليها أن تأخذ أي فرصة احتراف لكن لا تتخلى أبدا عن تمثيل فلسطين".

في حال أن دخلت إلى بستانٍ من الأزهار متباينة الجمال يلفت انتباهك مدى الاهتمام بهن، ولو ركزت بالرعاية على بعضهن ستذبل الأخريات مع مرور الوقت، وهكذا المواهب الفلسطينية، إذا لم تُرعى كاملة ستموت معظمها.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017