الرئيسية / مقالات
نتالي طفلة أسيرة جريحه
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/05/2016 12:35
 نتالي طفلة أسيرة جريحه
نتالي طفلة أسيرة جريحه

 د. خالد معالي

كل من رأى صورة الطفلة الأسيرة الجريحة نتالي؛ وهي مقيدة رغم جراحها وصغر سنها؛ ولم تحرك فيه مشاعر النخوة والنصرة والحمية؛ فان باطن الأرض خير له وارحم من ظاهرها، وقلبه أشد قسوة من الحجارة، " وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء".

تقبع عشرات الأسيرات الفلسطينيات في زنازين وسجون الاحتلال، من بينهن طفلات صغيرات السن؛ كما هو حاصل  مع الطفلة نتالي شوخه (15عاما) من قرية رمون قضاء رام الله؛ والتي برغم صغر سنا يقيدها الاحتلال في قدميها وهي جريحة لا تلوي على شيء، ولا تقدر على الهروب من الجنود المدججين بمختلف أنواع الأسلحة حولها والمحيطين بها كإحاطة السوار للمعصم.

كل جريمة الطفلة نتالي وبقية الأسيرات؛ أنهن يرفضن حياة الذل والعار تحت حراب الاحتلال؛ ليقوم الاحتلال بتعذيبهن بكل أصناف العذاب، مثل الشبح والضرب وتقييد اليدين للخلف، والسب والشتم وغيرها الكثير.

الطفلة الجريحة نتالي شوخة؛ كانت قد أصيبت من قبل جنود الاحتلال  بالرصاص، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن، عند حاجز عسكري لجيش الاحتلال غرب رام الله، قبل أن يتم اعتقالها مع الطفلة تسنيم حلبي الخطيب.

تعسا لأمة تدعي أنها أفضل الأمم وخير امة أخرجت للناس؛  ولا تقدر  وتقف عاجزة، ولا تستطيع إخراج فتيات بعمر الزهور من زنازين الاحتلال وتخليصهن من الأسر والعذاب، وتعسا لكل من زعم انه حر وشريف دون أن يفكر أو يشارك في تخليصهن من قيود الأسر وقضبان السجن.

مع ساعات الفجر الأولى من كل يوم جديد في الضفة؛ تقوم قوات الاحتلال؛ بحملة اعتقالات مسعورة؛ تطال كل مناطق الضفة الغربية؛ وتطال أطفال وطفلات صغيرات السن، وفتيات، ورجال وشبان، فما دام الاحتلال موجودا؛ ستبقى الاعتقالات متواصلة؛ وتتوقف فقط في حالة طرد وكنس الاحتلال.

من جرب السجن يعرف حقيقة السجون والمعتقلات وأقبية التحقيق، والزنازين النتنة التي لا تدخلها الشمس، والحرب النفسية والجسدية التي تشن على كل معتقل بغض النظر عن عمره أو جنسه، أو التهمة الموجهة إليه.

سواء أكان المعتقل طفلة أو طفلا  أو شابا؛  فانه لا يسمح له  أو لها حتى بتغيير ملابسها والاحتشام، وسط جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، ووسط الشتائم والتهديد والوعيد والويل والثبور لكل من يعترض  من الأقارب أو الأهل  طريقة وهمجية الاعتقال.

نفترض؛ وهي فرضية لا تحصل أبدا؛ لو كانت طفلة "اسرائيلية" في الأسر؛ أو  من دولة غربية – أخلاق وقيم  الإسلام والمقاومة الفلسطينية لا تجيز ذلك-  لقامت الدنيا ولم تقعد، ولاتهم العرب والمسلمون والفلسطينيون بأبشع الصفات، والتهم الإرهابية والإجرامية؛ وقد تشن حرب لأجلها.

التباكي على الأطفال الأسرى؛ أو على مواصلة اعتقال أسرى لأكثر من 30 عاما؛ لا يجدي نفعا؛ ولا حل لهم إلا بالإفراج عنهم؛ وهذا لا يتم إلا بطريقتين وهما؛ تبادل أسرى وهو الأمل المعقود بالمقاومة؛ أو كنس الاحتلال لمزابل التاريخ؛ "وما ذلك على الله بعزيز" ، "ويرونه بعيدا ونراه قريبا".

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017