الرئيسية / الأخبار / فلسطين
هدى بني عودة تروي تفاصيل معاناتها وصمودها
تاريخ النشر: الخميس 26/05/2016 10:50
هدى بني عودة تروي تفاصيل معاناتها وصمودها
هدى بني عودة تروي تفاصيل معاناتها وصمودها

 نابلس:من ساجدة ابو حمدان-اصداء

كعادة المرأة الفلسطينية التي تثبت وجودها وأهميتها في إعالة عائلتها والحفاظ عليها، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، كانت الخمسينية هدى بني عودة (57 عاماً) من بلدة طمون – جنوب محافظة طوباس نموذجاً لذلك.

 

أنجبت هدى سبعة من الذكور واثنتين من الإناث، عبد السلام وأخوه الأصغر  التحقا بالأجهزة الأمنية بداية دخول السلطة الفلسطينية، يقبع عبد السلام حالياً خلف جدران سجون الاحتلال ومحكوم 30 عاماً، أما اعتقاله السابق دام خمسة أشهر عام 1998م.

 

وتقول: "بداية أسره عام 2002 منعنا الاحتلال من زيارته، وبعد أربع سنوات سمح لنا بزيارته، وفوجئنا مرة أخرى عام 2011 برفض تصريح زيارته، وحالياً لا نزوره سوى كل 9 أشهر مرة، وتوجهنا لمكتب الشكاوي ولكن بلا رد".

 

وتوضح إم عصام: "عام 2000، بدأت مطاردة إبني عبدالسلام، وأصيبت ابنتي الصغيرة برأسها خلال مواجهات في القرية، ولم تكن إصابتها بالغة، أما بعام 2003 أصيب زوجي عبد الرحيم عبد الله بني عودة على طريق نابلس- الباذان، مع أن عمره كان 65 عاماً، لكنهم كانوا معنين بإصابته، وأصبح يعاني من عجز بنسبة 45%، وأسر بعدها عام 1968م، وهو أول أسير لدى الاحتلال بعد حرب 1967م، أما أسره للمرة الثانية فكانت في العام 1993م، أراد قوات الاحتلال اعتقالي، ولكن بعد مناوشات زوجي معهم، قالوا له سنأخذك مكانها".

 

 

وبدأت معاناتها بهذه الفترة، ولكنها كافحت وناضلت، وعملت كعضوة في جمعية الأقصى الخيرية، ودخلت بمجموعة من المشاريع التي جنت من ورائها المال الذي أنفقته على تعليم أولادها، وإلى جانب أعمالها التي كانت تتقاضى بها أجراً، شاركت في العديد من الأعمال التطوعية.

وكانت لديها ما يكفل حاجة بيتها من حليب ولبنة وجبنة، ومواد غذائية، صنعتها بيديها، وتضيف: "ربيت أولادي، وعلمتهم، بجهد خاص مني، دون الحاجة لأي شخص، ودون طلب المساعدة حتى من الأقرباء".

وتعمل حالياً كممثلة دائرة المرأة بوزارة الزراعة، وعضوة فعالة في محافظة طوباس،وتشارك بالاعتصامات والمسيرات والوقفات التضامنية مع أهالي الأسرى، والشهداء والجرحى، والعمال.

 

"أما بييتي فبنيته "طوبة طوبة"، كنت قد ورثته من جدي، وقمت بترميمه وإعادة تأهيله، وهو أقدم بيت في بلدة طمون، يشعر زائره بالسعادة، لقدمه وجماله" كما تقول إم عبد السلام.

تفتخر بني عودة بأبنائها  وتتحدث عن ابنها ساهر الذي انضم لنادي طمون الرياضي، وسينهي عما قريب دبلوم تدريب في مجال النجارة، وتؤكد أنه لحبه للكرة وتميزه طلبه فريق شباب يطا للإنضمام إليهم

واجهت هدى صعوبات وانتقادات ولكنها مؤمنة برسالتها ودورها بتربية شباب يحبون وطنهم، ويضحون لأجله، ويعيشون بكرامتهم، وأصبحت مثلاً لنساء البلدة، فعندما يعتقل إبن أحد النساء تواسيها إمراة أخرى، وتقول لها: "كوني كإم عصام، منذ 23 سنة وهي صابرة ومحتملة، وجبارة، حافظت على أولادها، وربتهم وعلمتهم".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017