mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkeموقع اثري">
نابلس:من ولاء الجابي
ما أن تخط قدماك عتبات مخيم بلاطة الواقع شرقي مدينة نابلس حتى تسمع أناس يتحدثون عن وجود معلم أثري مهم على بعد خطوات قليلة يستحق منك زيارته للتعرف على ما يخبئ بين ثنايا تاريخه من خفايا لا تعرفها رغم كونك ربما ابن هذه المدينة التي شيد فيها هذا الموقع الذي توالت عليه عدة حضارات عريقة طوى الزمان صفحاتها ودثرت، وما أن تعرج إليه حتى تبحر بمخيلتك وتصطحبك تفاصيل المكان في رحلة عبر التاريخ.
فتل بلاطة موقع أثري يؤرخ العلماء تاريخه إلى العصر النحاسي والبرونزي أي إلى الألف الثاني والأول قبل الميلاد، ويقع تل بلاطة على ظهر تله بين جبلي جرزيم وعيبال على تقاطع الطرق الرئيسية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ويتميز موقع هذه التله بخصوبة أرضها نظراً لوفرة مصادر المياه فيها ولسقوط الأمطار عليها بغزارة خلال فصل الشتاء مما وفر سبل العيش والاستقرار.
وخلال جولة لفريق أصداء في الموقع برعاية مركز شاهد وبعد عرض فيلم لإعطاء نبذة تعريفية عن المكان تحدثت رهام عيسى رهام عيسى رئيس قسم الاستقبال في الموقع السياحي الذي تشرف عليه وزارة السياحة والاثار، بأن موقع تل بلاطة حافظ على أهميته على مر العصور وبقي على ما هو عليه حتى عام 732 ق.م عندما دمره الأشوريون، وفيما بعد أصبح مركزاً للسامريين حتى دمر نهائياً عام 128-107 ق.م. كما ولقبت المدينة نظراً لأهميتها ب "عاصمة فلسطين الغير متوجة".
ومن البقايا الأثرية التي اكتشفت خلال التنقيبات التي تتم بشكل متواصل لهذا المعلم الأثري والتي لا تزال ظاهرة للعيان سور المدينة المحصن والذي يعود بناؤه إلى العصر البرونزي حيث تم الكشف عن جزء من الجهة الشمالية الغربية منه، كما وعُثِرَ على بوابة حجرية لا تزال أساساتها ظاهرة للعيان تعلوها بقايا قليلة من طوب اللبن.
كما وتم الكشف عن الجناح الغربي منه والذي يعتقد العلماء انه كان يضم معبداً يعود للقصر يضم أعمدة ما يزال احدها ماثلاً لليوم، إضافة إلى بعض المنازل والبوابة الشرقية والمعبد المحصن والساحات المقدسة التي تشتمل على جدار كبير يفصل العديد من المباني عن باقي أجزاء المدينة، عدا عن العثور أيضاً على مدخل قاعة يفضي إلى مجموعة من الساحات التي يُعتقد أنها كانت أماكن مقدسة.
وتؤكد عيسى بأن مشروع تل بلاطة يهدف إلى المساهمة في حماية التراث الثقافي في فلسطين وتعزيز التنمية السياحية وذلك من خلال تأهيل وادارة الموقع كونه من أكثر المواد الأثرية أهمية في المنطقة، إضافة إلى أن المشروع يهدف إلى حماية الموقع وتطويره وتأهيله كموقع سياحي قابل للزيارة، كما ويتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع السكان المحليين.
ويذكر انه يعمل في موقع تل بلاطة كل من وزارة السياحة والآثار – دائرة الآثار والتراث الثقافي (فلسطين)، وجامعة لايدن الهولندية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبالشراكة مع المجتمع المحلي.