الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مخيمات نابلس الثلاثة تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
تاريخ النشر: الأحد 29/05/2016 11:07
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة

 نابلس:مي الزبن وإسراء الجابي/أصداء

تفاصيل الألم مرسومة على قسمات الوجوه التي تحاكي الألم والأمل معا، وبيوت متلاصقة في مخيمات نابلس الثلاثة، كما هي كل مخيمات اللجوء، تعبر عن واقع أفرزته السياسة والظروف السياسية والاجتماعية، مما فاقم الوجع والمرارة.

المشاهد والحكايا وقصص المعاناة التي كانت منذ 68 عاما، ما زالت، تتجسّد واقعا  مرّاً في مخيمات اللجوء في فلسطين، والوجع أفرزت قصصا وروايات، فذاك عجوز يحمل عكازه يحلم بيوم العودة في مخيم بلاطة، وأخرى تحمل مفتاح الدار تجول في أزقة عسكر وطفلة ورثتها جدتها حفنة من تراب منزلها بيافا لتروي قصة الدمع في مخيم العين،

ورغم ذلك يبقى حلم العودة يطاردهم في يقظتهم ومناماتهم،  بالرجوع إلى ديارهم الأصلية وبيوتهم التي هجّروا منها منذ 68 عام. ويتوارث جيل بعد جيل تلك الآمال والأحلام.

وخلال جولة ميدانية نظمها طاقم أصداء في مخيمات نابلس الثلاثة برعاية مركز شاهد ك لحقوق المواطن والتنمية المجتمعية، من اجل تسليط الأضواء على واقع الحياة والظروف في المخيمات. تم رصد حقيقة الواقع المعاش.

مخيم بلاطة معاناة متجددة

في اللحظات الأولى للدخول إلى مخيم بلاطة أكبر مخيمات الضفة الغربية سكانا، تبرز الصورة واضحة، فهناك اكتظاظ بالمساكن وأطفال لا يجدون ملعبا له إلا بين الأزقة الضيقة، فيما الحياة لا تتوقف فيه ليلا ولا نهارا.

ويقول رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم بلاطة أحمد ذوقان، أن سكان المخيم البالغ عددهم 28500 نسمة يعيشون على مساحة اقل من كيلو متر مربّع في ظروفا معيشية سيئة، فالبيوت متراصة والبناء يكون بشكل عمودي مما أدى إلى وجود مشاكل اجتماعيا وصحية لأهالي المخيم، بالإضافة إلى مشكلة البطالة  التي تكاد تصل لنسبة 17.3% حسب الإحصائيات نتيجة عدم حصول أبناء المخيم على تصاريح عمل  للدخول إلى الأراضي المحتلة عام 48 بالإضافة لعدم توافر شواغر وظيفية لخريجي الجامعات.

وأردف أن 6500 أسرة تقطن في مخيم بلاطة إلا أنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لا تعطي سوى 700 أسرة تقريبا منهم مأونتهم التي لا تكاد تكفيهم قوتهم اليوميّ.

وتقدّم لجنة خدمات مخيم بلاطة العديد من المساعدات والتسهيلات لأهالي المخيم، حسبما أوضح ذوقان فهي تعمل على إصلاح البيوت المدمّرة  والمساهمة في علاج بعض الأفراد المرضى وتقديم الطرود الغذائية لعائلات المخيم، ولمّ تبرعات لبعض المرضى وتسهيل علاجات وأدوية غير موجودة في الوكالة وجلب خصومات لبعض الأدوية وعمل أيام طبية مجانية للأهالي.

وأشار أن المخيم يوجد به العديد من المراكز الشبابية، كمركز يافا الثقافي ونادي الشباب والمركز النسوي الذي تخلت عنه الأنروا مؤخرا.

تقليصات ممنهجة

وأقدمت وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين على استبدال برنامج الشؤون الإجتماعية الذي يخدم 36129نسمة في الضفة الغربية ببطاقة إئتمان ذكية بنكية وصرف مساعدة لكل فرد في المخيم، من جهتها اللجنة الشعبية في مخيم بلاطة، وغيرها من المخيمات عارضت هذا البرنامج.

وبالمقابل صعدت لجان الخدمات الشعبية في مخيمات الضفة من وتيرة احتجاجاته ضد تقليصات وكالة الغوث تشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتم إغلاق مكاتب الوكالة في مخيمات شمال الضفة.

وأقدم نشطاء المخيمات قبل عدة أيام على إغلاق مكتب مدير المنطقة في نابلس، الذي يخدم منطقة الشمال بالإضافة إلى كاتب مدراء المخيمات، وذلك للضغط على وكالة الغوث للانصياع للتعليمات والبنود التي طالبت بها لجان الشعبية.

وكان قد عُقِدَ اجتماع مع د. زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين ورؤساء اللجان في رام الله يوم الاثنين 23/5/20 لبحث آخر التطورات في هذا الموضوع، ولطرح آليات قادمة للتصعيد مع وكالة الغوث، أو الوصول إلى إتفاق لخدمة أهالي المخيمات.

ويؤكد  ذوقان الى عدم رفض اللجان الشعبية للمخيمات لبطاقة الائتمان البنكية على الإطلاق، وإنما أرادوا ضمانات لهذه البطاقة مثل ربط الدولار على قيمة محددة 4 شيقل، أو ضمان على غلاء المعيشة، والتعويض إذا ما تم رفع أسعار المواد التموينية.

 

أزقة ضيقة

إن أردت أن تتزوج وقررت أن تجهّز بيتك فلن  تستطيع إدخال أثاث المنزل وطقم النوم إلا بإنزاله عن ظهر بيت الجيران ( السطح)، وبشكل قطع صغيرة أو أن تأتي بالنجار إلى البيت، وهو يجمّع لك غرفة النوم داخل المنزل، يقول أهالي المخيم.

وحتى لو لا قدّر الله حدثت حالة وفاة عندك لن تستطيع إدخال المتوفى الى بيته وتوديعه وحتى تغسيله بداخل المنزل، وإنما يتوجّب عليك أن تضعه بداخل احد البيوت القريبة من الشارع العام خارج المخيم .إن حدث معك ذلك فاعلم أنّك  وصلت إلى داخل مخيم بلاطة .

شوارع متكسّرة وأزقّة ضيقة لا تتسع لسيارة عادية لدخولها , بيوت متلاصقة تكاد تتداخل ببعضها، بحيث لا تجد خصوصية لإحداها عن الآخر، ظروف معيشية قاسية يعانيها أهل مخيم بلاطة منذ ما يقارب الثمانية وستين عاما.

ورغم الألم فقد قدم مخيم بلاطة أكثر من 200 شهيدا  والمئات من المعتقلين والأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى جيش جرّار من الجرحى، بعضهم لديه إعاقة دائمة.

 

واقع التعليم في مخيم بلاطة

وعبّر فريد المسيمي مدير مدرسة ذكور بلاطة الأولى عن واقع التعليم المأساوي الذي تعاني منه الأربع مدارس في المخيم الذي تشرف عليه وكالة الغوث، كونها مكتظة بأعداد الطلبة الذين تجاوزوا 3000 طالب وطالبة ووجودها بين المناطق السكنية، مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل وعدم وجود أماكن وساحات كبيرة للتفريغ، بالإضافة إلى الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية التي تؤثر سلباً عليهم.

وفي قضية التقليصات  في الأنروا نوّه إلى خطورتها وخوفه من ظهور مشكلة في التشكيلات المدرسية، وأن يقلّ التمويل في المستقبل من معدات وأجهزة للمدارس.

وتقول الحاجة لطفية 70 عاما من مخيم بلاطة، والتي تعاني من عدة أمراض كالضغط والسكري أنّها تعيش أوضاع صعبة لا معيل ولا عمل زوجها مقعد ولا تجد شيء يسد رمقها  وزوجها ،وعندما سئلت عن التموين والكرت، تقول انها لا تأخذ شيء لأن  الاونورا ييدّعون أنها ليست بحاجة وهي تعيش على الديون  فصاحب الدكانة والصيدلي يطالبها بدينه، وتقول أنّ الأوضاع تحت الصفر وتشكي أمرها لله وحده.

 

 

عسكر قصص معاناة وصمود

يقع مخيم عسكر في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، أقيم الشق القديم منه سنة 1952، أما الشق الجديد منه أقيم سنة 1962، لكن ضمن سجلات الوكالة هما مدرجان ضمن سجل واحد، كما ويبلغ عدد سكان مخيم عسكر الجديد 8 آلاف نسمة والقديم حوالي 16 ألف نسمة وجميعهم يقطنون على مساحة 1 كم، وهذه هي المساحة التي تم تخصيصها لمعظم المخيمات التي تم إقامتها بعد نكبة عام 1948.

ومن جهته يقول أحمد حسكور عضو لجنة الخدمات في مخيم عسكر القديم، بأن واقع مخيم عسكر مشابه لواقع باقي المخيمات الفلسطينية فالمأساة واحدة، ولكن بشكل خاص يمكن أن يكون لكل مخيم جزئيته التي ينفرد بها من المشاكل التي تخصه، ولكن اللجنة في المخيم تحاول بقدر استطاعتها تخفيض حجم المعاناة هنا، ومن أهم المؤسسات الخدماتية الرئيسية التي تم إنشاءها في المخيم لتخيف العبء عن أهله مركز الشباب الرياضي والمركز النسوي ومؤسسات للطفولة.

ويضيف "من المشاريع التي قامت بها اللجنة الشعبية إنشاء متنزه ياسر عرفات والذي يعتبر المتنفس الوحيد لأهالي المخيم، ومشروع الصالة الألمانية للأفراح والمناسبات والتي تدار على نظام التكاليف التشغيلية لتخفيف العبء عن شبان المخيم, والمركز الطبي أو مجمع الشهداء، والذي هو عبارة عن مجمع طبي عسكري  تم إقامته على الأراضي المملوكة للجنة تم التبرع فيها للخدمات الطبية من قبل الأمن الوطني وتقدم فيه الخدمة الطبية لكافة أهالي المخيم كالعساكر، وكذلك من المشاريع المطروحة التي تم الموافقة عليها وسيتم تطبيقها قريباً مشروع إقامة مسبح والذي سيكون الوحيد في المنطقة الشرقية في المدينة فكل هذه المشاريع تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتسهيل قدر المستطاع عن الأهالي القاطنين فيه".

وأما عن الوضع الصحي في المخيم يقول حسكور بأنه يوجد به مركز صحي وحيد تابع لوكالة الغوث والذي يقدم خدماته لكافة أهالي المخيم لكن هذه الخدمات حسب تعبيره تتسم بالضعف حالياً مقارنة بالسنوات الماضية وهذا يعود للمشاكل الناشئة بين لجان المخيمات والوكالة نتيجة التقليصات التي تتبعها الوكالة والتي تؤثر على كل المخيمات.

وعن الوضع التعليمي يقول حسكور بأنه يوجد 4 مدارس للوكالة في المخيم تضم حوالي 2000 طالب من المرحلة الأساسية، وهناك مدرسة حكومية ثانوية وحيدة للإناث ألا وهي مدرسة قرطبة التي تم تشييدها منذ حوالي 5 سنوات. 

وأما عن المشاكل التي يعاني منها المخيم بسبب صغر مساحته وكثرة عدد سكانه من ناحية الأبنية والعمران فهي تقام بشكل عمودي وبأساسات خائرة ومع ضيق المسافات بين الأبنية السكنية، مما أدى ذلك إلى انعدام الخصوصية، ذلك كله عدا عن المشاكل الاجتماعية المنتشرة في المخيم السلاح وانتشار المخدرات والفلتان الأمني.

 

مخيم العين  بقعة صغيرة والم كبير

لا يختلف  حال مخيم عين بيت الماء ( العين ) ، عن بقية المخيمات في الضفة، لكنّ خصوصيته تكمن باعتباره المخيم رقم (1 )  الذي أقيم للاجئين الفلسطينيين عام 1948 على أراض تابعة لمدينة نابلس في الجهة الشمالية الغربية للمدينة.وتم الإعتراف به من وكالة الغوث عام 1952

ويرجع سبب تسميته  بهذا الاسم لوجود عين قرب المخيم تغذي أهالي المخيم ومناطق أخرى بالمياه وهي تابعة لبلدية نابلس.

تبلغ  مساحته 43 دونم ويقطنه ما يقارب 7500 نسمة، ومن أهم المؤسسات العاملة فيه:-  اللجنة الشعبية للخدمات ، المركز الشبابي الإجتماعي، مركز البرامج النسوي واللجنة المحلية لتأهيل المعاقين وجمعيّة المسنّين، ويوجد صالة للأفراح .

أوضاع صعبة

ويقول إبراهيم نمر أمين سرّ اللجنة الشّعبيّة لمخيّم العين أنّ الأوضاع الإقتصادية في المخيم سيئة للغاية فهو يعاني من بطالة مقنّعة في جانب الخريجين، بالإضافة إلى عدم وجود صرف صحي فمياه المجاري تجدها  منتشرة في الشوارع ، حتى إن حصل حالة وفاة يصعب نقل الميت بين أزقة المخيم نظرا للضيق.

وأضاف نمر أن اللجنة الشعبية تقوم بإيجاد فرص عمل لأبناء المخيم الخريجين،والدفاع عن اللاجيء بكل الأحوال ودعمه، وأيضا  إيجاد برامج بالمخيم  لتطوير بنية مؤسساتية في جميع البرامج التأهيلية، وأيضا تحسين المرافق التحتية فيه، مساعدات للمرضى من ناحية مالية،وهناك برامج مساعدات للأهالي غير مساعدات رمضان والعيد.

وأشار إلى مشكلة التقليصات مع وكالة الغوث، وذكر أن اللجان الشعبية تعارض استبدال برنامج  الشؤون الإجتماعية والذي يخدم 36129 نسمة في الضفة الغربية، واستبدالها بالبطاقة الذكية البنكية، منوّهاً إلى أنّ المعارضة لهذا البرنامج كونه يمسّ الهدف الأساسي التي قامت عليه وكالة الغوث، وفي سياق متصل ذكر أن 22300من اللاجئين في الضفة الغربية تحت خط الفقر حسب إحصائيات الأونوروا

وبنفس السياق أوضح  محمد الساحلي مسئول تنظيم فتح في مخيم العين عن العديد من المشاكل في المخيم بالإضافة إلى التقليصات، ومشاكل اللاجئين مع الأونوروا، وأضاف موضّحا إلى أنّ رؤوساء الوزراء المتعاقبين في السلطة الوطنية الفلسطينية التي وعدت وعودات كثيرة بعمل مشاريع تحسينية، ولم تنفذ أيّا منها لأهالي المخيم، وكان موقفهم بمقاطعتهم ،وعرّج على موضوع المخدرات والمشاكل التي تنجم عنه وانّ مسئولي التنظيم قاموا بحصر هذه المشكلة ومحاولة معالجتها ووضع الأجهزة الأمنية بالصورة مع العلم بتقصيرها في هذا الجانب.

واقع التعليم في المخيم

وأضاف أنّه يوجد في المخيم مدرستين واحدة للذكور فيها 520 طالب والثانية للإناث 540 طالبة،

وأردف نمر قائلا عن الواقع المأساوي في المدارس بالمخيم وتفشي الجهل بحيث ينهي بعض الطلاب الصف التاسع وهم لا يستطيعون فكّ الحرف وكتابة أسمائهم، بالإضافة إلى مشكلة الإكتظاظ بحيث يتجاوز 45 طالب في الصف الواحد، ونسبة الرسوب عالية جداً في المخيم بين الطلبة.والتربية والتعليم ليس لها أي صفة بالتدخل أو المساعدة في تحسين هذا الواقع،وبالعكس يقومون بسحب المعلم المميز من مخيم العين وتعيينه في مكان آخر.

الصحة في المخيم

وبالنسبة لواقع الصحة  في مخيم العين فيوجد عيادة مركزية صحية تخدم كافة القرى الغربية المجاورة بالإضافة الى الجزء الغربي من مدينة نابلس، والطبيب المناوب بالعيادة يفحص يوميا ما بين 220_250مريض مما يتسبب بأزمة كبيرة فلم يعد هناك تشخيص رسمي وفحص طبي دقيق للمرضى، ومن يحتاج علاج خاص يتم تحويله إلى مستشفى نابلس التخصصي ويتم تغطية العلاج بنسبة 90% لوكالة الغوث. ,  ورافق الطاقم الاعلامي في الجولة الناشط الشبابي محمود الساحلي حيث اطلع الوفد على كل مرافق المخيم واشرف على الترتيبات لقدومهم.

ويقول المواطن محمد دحبور من مخيم العين  أن الأهالي يعانون من ضيق المساحة والأزقة والتوسّع عمودي في البناء واكتظاظ كبير في المنازل، ولا يوجد مكان يتنزه أو يلعب الأطفال فيه ، مما يولد الضغط لديهم وحصول مشاكل بين الأطفال من جراء لعبهم في الأزقة الضيقة هناك.

 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
المزيد من الصور
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
مخيمات نابلس الثلاثة  تعيش النكبة بكل فصولها المتجددة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017