كتبت:وداد عورتاني

بوجهه المليء بالطموح والتحدي، وحبه في مواصلة العلم والتعليم استطاع أن يرسم حلمه بحقيقةٍ لطالما حلم بها منذ سنوات، ليكلل ذلك الحلم بإصدار أول كتابٍ له مؤلف بلهجةٍ أمريكية.

الشاب همام أبو ريدي ابن ال19سنة، من مدينة نابلس، وطالب هندسة الحاسوب في جامعة النجاح الوطنية يقول بعد أن أتم الثانوية العامة، ودخل الجامعة في السنة الأولى قرر بأن يقدم ما تعلمه خلال دراسته وممارسته للهجة الأمريكية طيلة السنوات التي كان فيها بالمدرسة لزملائه الطلبة، وذلك من خلال قيامه بإعطاء دورات "تعلم اللهجة الأمريكية"، مشيراً إلى أنه قام بطلب من إدارة الجامعة بتوفير مكان خاصٍ به لإعطاء الدورة.

فبحبه وإصراره على العلم والعمل يستكمل أبو ريدي حديثه قائلاً:"تنظيم الوقت أهم شيءٌ في حياة الإنسان، فالوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك"، مضيفاً على ذلك أنه بدأ يقوم بتظيم وقته بعد منحه المكان للدورات ما بين أوقات المحاضرات التي يأخذها وأوقات الفراغ لديه، مستغلاً ذلك الوقت بإعطاء دورات تعلم اللهجة الأمريكية والتي أصبحت جزءاً من حياته.

فكرة تأليف الكتاب لدى"همام"...

فمن خلال تلك الدورات التي يقدمها لزملائه الطلبة، يصف أبو ريدي أنه شعر بوجود حاجة ماسة لتوثيق ما يتم إعطائه فيها، فقرر من ذاته بتأليف الكتاب والذي يحمل اسم "اللهجة الأمريكية وقواعد المحادثة"، وذلك بمساعدة مدربة للهجة الأمريكية ولأفلام هوليوود ليزا، مبيناً أنه تعرف عليها عن طريق ما يعرف ب "السكايبي".

ويشير أبو ريدي إلى أن تلك دورات تحتوي على محادثة لهجةٍ أمريكية، وسماع، إضافة إلى تطوير المحادثة بشكل عام، أما بالنسبة للكتاب فهو يقوم بدورٍ مكملٍ للدورات، حيث أنه قام بتقسيمه إلى ثلاثة فصول والتي تحتوي على فصلٍ للهجة الأمريكية، وفصل قواعد النحو، وإضافةً للفصل الأخير الذي يضم حوالي أكثر من 2000 كلمة الأكثر استخداماً وشيوعاً في اللغة.

ويذكر أن الكتاب الذي ألفه سيكون عليه تطويراتٌ وإضافاتٌ أخرى، كما أنه سيوزع في المكتبات القريبة من الجامعة، وفي أوقاتٌ معينة.

ويؤكد أبو ريدي على أهمية الدورات التي يقوم بإعطائها قبل إقتناء ذلك الكتاب، والتي تشمل مختلف المستويات ابتداءً من المبتدئين وحتى المتقدمين، مشيراً إلى أن تلك الدورات تعطى لكافة الطلبة ومن مختلف التخصصات، وفي أوقاتٍ تناسب جميع الطلبة، بالإضافة إلى أنها تقدم بشكل شبه مجاني، وبسعرٍ رمزي، حيث إن رسوم الدورة هو 30شيقل وبحدود ثماني ساعات بالشهر والتي تكون بمعدل محاضرتين في الأسبوع.

التطور والإبداع ل"همام"...

فبالرغم من صغر سنه، والذي لم يتجاوز العشرين سنة استطاع همام أن يكسب الجميع ما تعلمه من خلال خبراته وممارسته للهجة الأمريكية، والتي استقطبها من خلال متابعته للأخبارالتي تعرض باللهجة الأمريكية، وللأفلام، والأغاني، إضافةً إلى خروجه مع الوفود الأجنبية.

شهادة الخبرة ل"همام"...

يضيف أبو ريدي أن إقبال العدد الكبير من الطلبة على دوراته وفي فترة وجيزة، والتي بلغت حوالي أكثر من 500 طالبٍ وطالبةٍ خلال الفصل، قامت إدارة الجامعة بمنحه شهادة خبرة والتي تعرف بإسم "خبرة في تعلم اللهجة الأمريكية" مشيراً إلى أنه بدأ بإعطاء الدورات في شهر10-2015 والتي مازالت مستمرة حتى الآن.

آراء الطلبة بزميلهم "همام"...

أما  بالنسبة لأراء الطلبة بزميلهم أبو ريدي فقد عبروا له عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن شعورهم بالشكر والإمتنان له والتي حملت بعض العبارات "العلم حياة القلوب..كل الشكر والتقدير #همام"،"بحب أشكرك همام صحيح بدأت أفهم عليك بعد المحاضرة التالتة وإن شاء الله رح أطور أكتر ويعطيك العافية"، "بعيداً عن كل المجاملات نفتخر ونعتز بك كطالب طموح رغم صغر سنك حققت ما تريد.. كطالبة دراسات عليا أفتخر بك أستاذي باللهجة الأمريكية وكل الإحترام والتقدير ومزيداً من التقدم والنجاح" وغيرها أيضاً العبارات التي حملت الشكر والتقدير  ليحظى بحب زملائه واحترامهم له، حيث بين أنها كانت الدافع  الأكبر له للمواصلة وللإستمرار بالدورات، والتي جعلته يؤلف ذلك الكتاب ليختتم حديثه قائلاً: "ما تملكه من مهاراتٍ وابداع ليس لوحدك فقط وإنما لإفادة الآخرين به".

التشجيع والدعم ل"همام"...

يوضح أبو ريدي أن الدور الأكبر والذي شجعه على إعطاء تلك الدورات التي فتحت باباً له في إصدار أول كتاب يحمل طابع اللهجة الأمريكية هو الدعم الكبير من والديه وأخيه الأكبر منه "أسيد" الذي يحمل شهادة الماستر في اللغة العربية وأيضاً يعمل أستاذاً في المدرسة فكان داعماً له مادياً ومعنوياً في إصدار ذلك الكتاب، مشيراً إلى أنه كطالب بعمره لم يكون بحوزته المال الكافي لتحمل مصاريف الطبع والنشر، مختتماً حديثه ليقول: "من كان يريد أن

 يحقق شيء سيحققه بعزمه وإصراره مهما واجهه من ظروف، فكل الشكر والتقدير لأهلي الذين هم الكل بالكل في حياتي".