الرئيسية / ثقافة وأدب
دفء الحياة بقلم ايمن خندقجي
تاريخ النشر: الخميس 20/10/2016 20:52
دفء الحياة  بقلم ايمن خندقجي
دفء الحياة بقلم ايمن خندقجي

 تمر الأيام مسرعة في المدينة، يكبر بها كل شيء؛ المباني وشوارع المدارس،  الحارات والشجر. يعلو صوت السيارات والعسكر الذي يقتحم المدينة. ما  الذي أصاب المدينة؟ لماذا كل هذا البؤس؟ الناس تمشي ولا تعرف إلى أين ذاهبة تمر الحياة مسرعة أكثر مما ينبغي تتجاهل هؤلاء البسطاء الذين يموتون ليس من الجوع بل من وجع الكرامة، تضيق الدنيا عليهم وتضيق أرض  المدينة التي تصبح مثل  الكابوس. يوم يكرر نفسه؟ متى سوف تشرق الشمس على المدينة؟ متى سوف تبهجنا؟ كم نحتاج إلى شمس الحرية تمنحنا دفء وتدخل إلينا،  يبقى شيء غامض بها لا أحد يعرفه. تسود الفوضى بها، يسود الجهل ترجع إلى الوراء ولا أحد يشعر بما تشعر،هي مثل الإنسان حين يأخذون شيئا من جسده يصرخ وجعا. أما المدينة التي أخذوا الكثير منها فلم يبق منها غير  القليل، تؤثر الصمت والانكسار و تضيق عليها مثل كأنها تابوت.  تداعبنا و تضيء بالليل تنير السماء تتظاهر بأنها جميلة  لكنها تتمزق في أجوافها. ماذا حل بها لماذا  تتقاتل ناسها؟ المدينة صمدت أمام الانهيارات والمؤامرات  وقفت أمامهم  أين هم هؤلاء الذين صمدوا  وتحدوا وقفوا بعزيمة وإرادة حتى تبقى جميلة بنظر المارين؟

 المدينة تحمل كثيرا من الأسرار، كل الذين يمرون بها يحبونها لكنهم جهلوا خباياها ولم يعرفه ناسها جيدا لم يدخلوا معهم في تفاصيل حياتهم  .
هم الناس الذين  حملوا كل التعاسة والفرح الحزن والغناء الضحك والتعب.  الناس الذين كانوا يضحكون من قلوبهم وابتسموا. حياة البسطاء الذين يضحكون من قلوب قد باعت كل شيء في سبيل الحفاظ على ما تبقى من ابتسامتها وكرامتها وتحافظ على تاريخها  هم  ليسوا وكرا وليسوا سيئين، هم اهل المدينة التي قدمت وما زالت تقدم شعراء وكتاب المقاومة وأطباء ومثقفين  مهندسين وغيرهم .
المدينة ليست سيئة لهذا الحد بها التاريخ بأكمله، من الذي لا يعرفها ويعرف تفاصيلها كأنه لم يمر عليها، يبقى كل شيء معلق لا تتحدثوا عنها بشيء ولا تغتصبوها كأنها عدو،  تعاملوا معها مثل العاشق الذي يحب معشوقته في سبيل ان يحافظ عليها ويقدم الكثير من أجلها تشعر اذا أحببتها تستحق حبكم وسوف تحضتنكم البيوت والمباني والشوارع والأشجار والورود والياسمين و الزقق والمقاهي والمطاعم. سوف تشعرون بدفء المكان لتمنحكم الحب والحياة الأمل والسعادة العشق والمحبة التفائل والتسامح .
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017