المخرجة امتياز المغربي
من صفات حكومتنا الفلسطينية دعم المرأة الفلسطينية بدليل ان الحكومات السابقة ضمت في إحداها 5 وزيرات فلسطينيات، ولكن للأسف في الوجه الآخر لذلك لا يوجد إنصاف حقيقي لمن هن مبدعات في الميدان... أين هم المبدعين من حسابات الجهات المختصة والحكومة...
أبي الرئيس انا لست مغنية ولا حتى منشدة ولا أتمنى ان أكون كذلك حتى لا يقدمني الآخرين كيفما شاءوا غالبا، كما انني لست أجنبية واحتاج الى جواز سفر فلسطيني فانا فلسطينية والحمد لله...
أنا لا تتمتع بشيء شو انني أتقن تصوير القصص الفلسطينية التي تسجل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائم مستوطنيه ومن ثم أقوم بإخراجها بشكل يحفظ قضيتنا الفلسطينية ويسوقها عالميا بشكل واضح وجلي في ظل الادعاءات والجرائم الاسرائيلية ... جرائم نتذكرها جميعا مثلا عندما استشهد الطفل محمد الدرة على يد الاحتلال قام الأخير بتسويق صورة الدرة وهو شهيد على انها لطفل إسرائيلي ووضع على رئسه طاقية مستوطن وغيره من التلاعب في الحقائق التي يقوم به إعلام الاحتلال ليل نهار لاجل استعطاف الغرب وضمان تأييدهم لاسرائيل...
أنا امرأة من ضمن نساء فلسطينيات يبحثن عن صياغة جديدة لحكايات الوطن المحتل ونسعى الى نفض الغبار عن وجه وطن يئن من كثرة ألمه على ما يحدث لابنائه.... أبانا الرئيس أنا لم اكتب لك هنا إلا لأنني شعرت كما شعرت الكثيرات مثلي بالإهمال وعدم تقديم أي عون لنا.... أبانا نسمع ونرى الكثير ممن يقدم لهم الدعم المعنوي والمادي هنا وهناك ولكن السؤال ما هي معايير الدعم والاختيار ولماذا لم يكن المنتج حسب قيمة الدعم غالبا؟...
أبانا هل يعقل ان نتوجه للدعم الغربي الذي يملي شروطه علينا ونحن نعرض حكايات الوطن عليه كي يدعمنا مقابل صياغة وجه شيطاني للحكايات الفلسطينية... أبانا هل علي ان أتوجه إلي شريك وداعم إسرائيلي حتى اروي له جريمة كان هو واحتلاله سببا في وقوعها... أبانا نحن نعيش على هامش المصروف حتى نؤمن عدسة كاميرا بسيطة ترصد جرائم الاحتلال ونحرم أنفسنا من صرف النقود على طاولات المطاعم كما يفعل الآخرون كي نستطيع توفير مصاريف تنقلاتنا لعرض قضيتنا فإلى متى سنستمر في حالة الصيام الدائم؟...
أبانا أنا حزينة جدا على ما وصل اليه حالنا كمقاومين من خلال الكاميرا ندفع ثمن انتماءنا تهميش وإهمال... أبي الرئيس فلمي القادم يروي حكاية جديدة للأغوار الفلسطينية حكاية لم يشوها التمويل ولم تخضع لأي تجير وحتى الآن لا استطيع إكمال الفيلم لأنني لا أقوى على مصروفات جديدة فما عاد التوفير والصيام مجدي لاكمال الفيلم ...
قالوا ان الفن لا يطعم خبزا ولكنني أرى في بلدي من يأكلون خبزا ولحما ولا أتمنى ذلك لانني أريد ان أحافظ على رسالتي وهويتي الفلسطينية ... أبانا أنا لست المبدعة الوحيدة في وطني ولكني المرأة الوحيدة التي قررت ان تتوجه اليك من خلال هذا الكتاب بعدما شعرت بالإجحاف والظلم الشديد في رحلة معاناتها في التمكن من الاستمرار في صنع ما هو مفيد لبلدها...
ارجوك انا لا أريد ان أتحول الى متسولة في ظل وجودك كرئيس دولة بيتنا الكبير فلسطين الرئيس محمود عباس وأيضا لا أريد ان اترك صناعة الأفلام الروائية والوثائقية الفلسطينية لأجل المحسوبية والشلاليات وفايتمن واو...
ابي الرئيس امل ان تصلك رسالتي هذه وان تعيد النظر في وضعنا كنساء مبدعات فلسطينيات مهمشات ومهملات وغريبات في وطنهن فلسطين... وامل ان لا تصلك رسالتي مشوهه لان البعض يعيش عل نقل معلومات وقصص مشوهة...
والدي الرئيس محمود عباس انا لا أريد ان اخسر كرامتي لانني ان خسرتها لن اعرف بعدها كيف ترسم حكايات الوطن من جديد وستكون أفلامي هي الأخرى بلا كرامة ....