mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> كيف غيرت مواقع التواصل الإلكترونية علاقاتنا الإجتماعية؟ - أصداء mildin og amning mildin creme mildin virker ikke">
الرئيسية / منوعات / تكنولوجيا
كيف غيرت مواقع التواصل الإلكترونية علاقاتنا الإجتماعية؟
تاريخ النشر: الأحد 20/11/2016 15:34
كيف غيرت مواقع التواصل الإلكترونية علاقاتنا الإجتماعية؟
كيف غيرت مواقع التواصل الإلكترونية علاقاتنا الإجتماعية؟

 أخبار مصر - عبد الرحمن عثمان

ثورة التكنولوجيا غيرت العالم وتسللت إلى كل بيت دون توعية فإستخدمها كل فرد بطريقته ، فمنهم من إستسلم لاتجاهاتها السلبيه وتناسى قيم مجتمعه ومنهم من انفرد بإيجابيتها فاستخدمها بما يفيد وينفع دون التنازل عن القيم الأساسية له ولدينه ومجتمعه، منا من سيطرت عليه مواقع التواصل وبهرته فجرته إلى أسوأ ما فيها ومنهم من امسك بلجامها وأخذ ما ينفع وترك الزبد يذهب هباء بعيدا عنه ولم تفرق تأثيرات هذه التكنولوجيا الحديثة بين صغير وكبير و بين متعلم مثقف ولا أنصاف المتعلمين، استغلتها الجماعات الناشرة للفكر البناء وسممتها جماعات الإرهاب والجريمة المنظمة لنشر أفكارها الهدامة والمدمرة لعقول أبناء المجتمع وإجتذابهم لعالمها الأسود، ونشرت هذه الشبكات المرض بين فئات من المجتمع وساعدت فئات أخرى على الشفاء من أمراضهم، إنها شبكات حاملة لكل المتناقضات .. حاملة لنفع والضر .. حاملة للخير والشر للتواصل والتفرقة … إلخ

تعريفات وإحصائيات:

شبكات التواصُل الاجتماعية هي مواقع يتواصَل من خلالها الأشخاص الذين تجمعهم اهتمامات مُشتركة، حيث تتيح هذه المواقع لمستخدميها تكوين الصداقات العابرة للواقع والجغرافيا، من خلال مُشاركة الملفات والصور وإنشاء المدونات وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات، وسميت بالشبكات الاجتماعية لكونها تتيح التواصُل مع الأصدقاء وتقوية الروابط بين أعضائها، حيث يتواصلون ويتشاركون الأحداث والأخبار بالمحتوى المكتوب والصور والفيديوهات حول ما يدور في حياتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية، متجاوزين كافة الحواجز الجغرافية.

ومن أبرز مواقع التواصُل الاجتماعي: “فيسبوك، تويتر، ماي سبيس، إنستجرام”، ويأتي على رأسهم “فيسبوك” الذي يحظَى بقاعدة مُستخدمين هي الأكبر في العالم والوطن العربي، وبحسب احصائيات حديثة بلغ نسبة مُستخدمي الفيسبوك في 22 دولة عربية أكثر من 100 مليون مُستخدم من بين 1.5 مليار مستخدم حول العالم ، وجاء في المركز الثاني “تويتر”، والذي يبلغ عدد مستخدميه 50 مليون عربي، في حين بلغ نسبة الذكور المستخدمين لمواقع التواصُل الاجتماعي 65%، بينما بلغ نسبة الإناث 35%، وإن كانت هناك شكوك في مصداقية هذه النسب لأن كثير من مستخدمي هذه الشبكات – وخاصة الإناث- يخفين حقيقة أجناسهم خوفا من التحرش أو لخداع من يتصلون بهم. وتتصدر فئة الشباب التي تتراوَح أعمارهم من بين 15 إلى 35 عاماً مُستخدمي تلك الشبكات في المنطقة، لتستحوذ على 70% من مُستخدمي مواقع التواصُل الاجتماعي في العالم العربي.

وتتصدر مصر الدول العربية من حيث أعداد مُستخدمي “الفيسبوك” و”تويتر” في العالم العربي، حيث بلغ عدد المستخدمين المصريين للفيسبوك أكثر من 20 مليون مُستخدم، شكّلوا نسبة بلغت 24% من إجمالي أعداد مُستخدمي “الفيسبوك” العرب، وحوالي 10 مليون مُستخدم لتويتر، وثالثها الجزائر والأردن والمغرب ولبنان في استخدام الفيسبوك، بينما تأتي في المركز الثاني من حيث استخدام تويتر دول الخليج: “المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت”.

تأثيرات مجتمعية واسرية:

يرى بعض الباحثين في علم الإجتماع : إن تلك المواقع أثّرت سلباً على العلاقات الأسرية، وساعدَت على اتساع الفجوة بين أفراد الأسرة والتفكك فمواقع التواصُل الاجتماعي وعلى رأسها الـ”فيسبوك” أصبحت إدماناً يُمثّل خطورة على الأسرة العربية والعلاقات والتقارُب والدفء الذي يتميّز به المجتمعات العربية، كونها تتجه نحو “تفتيت الجمهور” وتقليص العلاقات الحقيقية لصالح العلاقات الافتراضية.

إن مواقع التواصُل الاجتماعي تؤثر سلبياً على علاقات الصداقات، وقد تتسبّب في قطع العلاقات بين الأصدقاء المقرّبين، كما أنها تؤدي إلى تضييع وقت كثير دون استثماره في شيء مُفيد، بالإضافة إلى أنها تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للمُستخدم، وزيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب، بالإضافة إلى عدم رغبة المستخدم في الاختلاط والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشبكات الإلكترونية ، ومُراقبة أصدقائه بدلاً من التفاعُل معهم، فضلاً عن التأثير على الترابُط الأسري، والشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية والاكتئاب وعدم الثقة في النفس، هذا بجانب خطورة تلك المواقع وما تؤدي إليه من إختلاط ثقافي، وما ينتج عنه من رفض الشباب العربي لتقبل المنظومة القيمية العربية و الشرقية المحافظة و أُسس ومبادئ المجتمع العربي التي يفرضها الدين والثقافة، بسبب ما يتعرض له الشباب من أفكار وقيم غربية – قد تكون متحررة أكثر مما يجب وتتيح له كسر كثير من القيود المجتمعية والدينية والأخلقية- وما تُحْدثه تلك المواقع من اهتزاز ثقة الشباب العربي في مُجتمعه العربي والإسلامي بماضيه وحاضره وتراثه ونظم حكمه.

يجب عودة نمط الأسرة إلى البيت العربي، وضرورة إيجاد وقت للقاء بين أفراد الأسرة والتصافُح والتعانُق، حيث ترتقي الأمم ويرث الأبناء عادات وتقاليد الأجداد من خلال التربية والتنشئة الاجتماعية والاحتكاك والتفاعُل بين مُختلف الأجيال، فالتواصُل الإنساني لا يُضاهيه أيّ تواصُل إلكتروني.

وكذلك يجب أن تتواصل الحكومات مع شباب دولها وتتعرف على أفكارهم وطموحات الجيل الجديد المنفتح على أفكار جديدة تختلف في كثير من أطرها عن أفكار مجتمعاتهم وتقودهم للتمرد ورفض واقعهم الذي يعيشون فيه.

وهناك مجموعة أخرى من الباحثين الإجتماعيين تحمل أراء مختلفة حول تأثير مواقع التواصل الإجتماعي وتؤكد على إيجابياتها ومنهم الدكتور صالح حزين أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس الذي يرى أن مواقع التواصُل الاجتماعي تأتي في إطار التطوّر التكنولوجي وتأثيراته على العلاقات الاجتماعية وأن تلك المواقع أتاحت الفرصة للاطلاع على الثقافات المختلفة والتواصُل بين الشعوب والاختلاط الفكري، والقول بأنها سبب التفكك الأسري هو نوع من الخلط، وهي فرضية خاطئة من الأساس، فالشبكات الاجتماعية ساعدَت قطاعات واسعة من الأسر التي بها الأب أو الأم مسافران خارج البلاد على التواصُل المستمر والدائم مع أبنائهم وتقليص الشعور بالغربة، ويشير حزين إلى أن مواقع التواصُل الاجتماعي أثّرت في الكثير من مجالات الحياة كالثقافة والفنون، وساعدَت على التطوّر الفكري لفئة الشباب من خلال الاختلاط مع الآخر والتفاعُل مع المتغيّرات، وإذابة الحواجز بين الشعوب، وساهَمت في زيادة مُشاركة المرأة في الأحداث والتعبير عن رأيها بحرية، موضحاً أنه يمكن التغلّب على سلبيات مواقع التواصُل الاجتماعي بتحويل هذا العالم الافتراضي إلى واقع كما حدث في ثورات الربيع العربي، حيث بدأت الثورة على “الفيسبوك” ثم تحوّلت إلى واقع أسقط الأنظمة المستبدة.

المسنون ومواقع التواصل الإجتماعي:

لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي حكرا خاصا على الشباب فقط، بل امتدت لتشمل كبار السن، ليصل إدمان وهوس الإنترنت ومواقع التواصل إلى الآباء وحتى الأجداد، ما جعل تأثيرها يمتد ليشمل الفئات العمرية الأكبر سنا، بما انعكس إيجابيا عليهم من خلال تخفيف شعورهم بالوحدة، والمساهمة في تحسين وضعهم الصحي والنفسي.

كشفت دراسة كندية، أن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي على النواحي النفسية والترفيهية بالنسبة لكبار السن مقارنة مع الأشخاص الأصغر سنا ، حيث أخضع الباحثون عينة من مستخدمي “فيسبوك” تصل أعمارهم إلى 68 ومجموعة أخرى تتراوح أعمارهم ما بين 19 و20 عاما، لمجموعة من التجارب حول تذكر قائمة مكونة من 20 كلمة وصورة، وتبين لهم أن كبار السن قدموا إجابات متطابقة مع الصور والكلمات المدونة، حيث أنهم استطاعوا تذكر كل صورة والعبارة المكتوبة بالقرب منها أكثر بكثير من صغار السن، فقد أكدت الدراسة أهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي في تحسين الذاكرة خاصة لدى المستخدمين من كبار السن.

كما أثبتت دراسة بريطانية أجريت في جامعة إكزتر البريطانية، أهمية وفعالية أنشطة مواقع التواصل في تقليل الشعور بالوحدة، فضلا عن مساعدة كبار السن في مكافحة بعض الأمراض المزمنة مرض السكر أو ضغط الدم المرتفع.

وأرجع الباحثون تلك النتائج إلى قدرة التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في بناء علاقات ناجحة بين كبار السن، حيث أنها نجحت في تقليل المشكلات النفسية والجسدية الناجمة عن شعورهم بالوحدة، كما أن المشاركات النشطة على وسائل التوالصل الاجتماعية قللت أعراض الاكتئاب وعددا من الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم المرتفع والسكر، حيث ساعدت التكنولوجيا في التقليل بنسبة 72% من شعورهم بالوحدة والاكتئاب والإهمال وعدم الجدوى، وغيرها من المشاعر السلبية الكثيرة.

أن كبار السن يعتبرون مواقع التواصل الاجتماعي منصة لكي يبثون من خلالها أفكارهم وآراءهم الشخصية، حيث يرون أن لديهم خبرات وتجارب لابد من نقلها لجيل الشباب، كما أنهم يشعرون بالتقدير كلما لاقت هذه الآراء إعجابا أو تعليقا، الإنترنت يعتبر وسيلة لتفريغ مشاعر الكبار الإيجابية منها والسلبية خاصة فيما يتعلق بالشعور بالوحدة، كذلك يستخدمونه في معرفة مشاعر الآخرين تجاههم خاصة الأبناء المنشغلين عنهم.

وعلى الرغم من تأثير إدمان مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة الشعور بالوحدةلدى فئة الشباب ، إلا أن على العكس من ذلك فإن نسبة كبيرة من كبار السن استخدموها في الحفاظ على شبكاتهم الاجتماعية وتسهيل حياتهم فبعض كبار السن يستخدمون التكنولوجيا بالمعدل نفسه الذي يستخدمها البالغون الأصغر سنا منهم وتعيد إليهم تواجدهم الإجتماعي الذي يفتقدونه مع تقدمهم في السن وعدم قدرتهم على التواصل الإإنساني المباشر مع أبنائهم – المنشغلون بعملهم- وبزملاء العمل وأصدقاء الماضي .

وأظهر استطلاع لمركز “بيو” للأبحاث بواشنطن، تزايد عدد المستخدمين المسنين للإنترنت، بحيث أن ثلث من يتخطى عمرهم الـ65 يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعية، مقارنة بـ6% قبل 3 سنوات، ويمكن الإشارة إلى أن استخدام التكنولوجيا الاجتماعية يدفع إلى توقع مستويات أدنى من الشعور بالوحدة، ويجعل الإنسان أقل عرضة للاكتئاب والأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، وبالتالي تحقيق صحة عقلية ونفسية وعضوية أفضل لكبار السن.

الزواج على الطريقة الإلكتونية :

مع عالم إفتراضي بديل عن الواقع بمميزات أكثر وأفضل من الواقع، اقتحمت وسائل التواصل الحديثة والإنترنت تدريجياً مساحات من حياة كل شخص، لتصبح عاملاً أساسياً في إعادة تشكيل أنماط حياتنا، بل وطريقة التفكير وطبيعة العلاقات الاجتماعية، ومن ثم أضحت فرصة لإيجاد شريك الحياة وبداية العلاقة الزوجية.

كان اختيار الرجل لزوجته في السابق يتم عن طريق رؤية أمه أولاً للعروس عن طريق ما تسمى “الخاطبة”، وهي امرأة تكون في الغالب كبيرة في العمر، وتعرف جميع الفتيات المقبلات على الزواج في المدينة أو نفس الحي التي تسكن فيه، وتقوم بالتوفيق بين العروسين من خلال تعريفهم على بعضهما البعض.

وكان للتكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي، تأثيرهما على الخطبة والزواج، حيث أن التعارف أصبح وأصبح الشاب ولشابة يتعرّفان على شريك للحياة من خلال مواقع الإنترنت المختلفة، وتحديداً “الفيسبوك” و”الواتس آب”، حيث أصبح هناك صفحات متخصّصة للبحث عن شريك العمر، يتم فيها نشر مواصفات البنات والشباب الراغبين في الزواج على صفحات عامة تمتلئ بالأعضاء من كلا الجنسين، وفي صفحات اجتماعية أخرى على الفيسبوك، تفضّل عضوات تحديد شروط مواصفات العريس أثناء كتابة “البوست” وتطلب ممن يتوافر بهم هذه المواصفات مراسلتها.

ويشير متخصصون إلى أن مواقع وصفحات الزواج وظفتا شبكات التواصل الاجتماعي للتخفيف من مشكلة العنوسة التي ترتفع معدلاتها بنسب مطردة في البلاد العربية، كما أنهما أتاحا للعروسين التعرّف بشكل مستفيض على بعضهما البعض، أن الزواج عبر الإنترنت هو علاقة تحتمل النجاح والفشل، الأمر الذي يتوقف على الصدق وكيفية تقديم الشخصية لنفسها، ومعلومات تعكس حقيقته، لذلك الوضوح والصدق هما اللذان يحددان الاستمرار في مثل هذه العلاقات أو توقفها وفشلها.

بالمقابل استهجن البعض الآخر الزواج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، معتبرين أنها تهدّيد للتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع وتنتهك حرمة الزواج وخصوصيته وفي بعض الأحيان يكون شركا خداعيا لطرف من الطرفين بسبب عدم مصداقية المعلومات التي قد يقدمها الطرف الآخر كما ويحذر بعض خبراء الأمن من أن بعضمواقع الزواج الإلكترونيةتستخدم من قبل عصابات الإتجار في البشر ومنظمات الجريمة المنظمة التي تنسج خيوطها العنكبوتية حول راغبات الزواج والإيقاع بهن واستغلالهن في جرائم الدعارة والمتعة الحرام أو النصب عليهن.

مزايا وعيوب العلاقات الإلكترونية:

ظهر فرع جديد في علم الاجتماع اسمه “علم الاجتماع الآلي” وهو يتعرّض للعلاقات الاجتماعية التي تنشأ وتقوم على مثل هذا النوع من العلاقات على الإنترنت.

تتعدد العلاقات التي تتكون عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وبحسب طبيعة كل علاقة تتباين الدوافع التي تتسبب في إقامتها، والنتائج النفسية المترتبة عليها، حيث يرى خبراء علم النفس، علاقات الإنترنت بأنها لا تتعدى كونها حياة افتراضية يقيمها البعض نتيجة حالة نفسية معينة تتحكم في الهوى والرغبات، يكون الإنسان خلالها مؤهلا لإقامة علاقات مجهولة، راغبا فيها بغض النظر عن نتائجها، رافضا تقبل نصائح الآخرين حول خطورة هذه العلاقات وتأثيراتها السلبية على الحالة النفسية لديه، لكونها علاقات وهمية تتوارى خلف أسماء وصور وصفات غير ملموسة واقعيا، تعتمد بصورة أساسية على التخيلات والحياة الافتراضية.

ويرى خبراء في علم الاجتماع أن العلاقات الافتراضية التي تنشأ في عالم الإنترنت تحمل في طياتها الكثير من الإيجابيات، حيث تتكون تلك العلاقات بكافة مستوياتها نتيجة حالة من الحب أو الإعجاب سيطرت على مشاعر طرفي العلاقة، وهو ما يعني أن كلاهما رأى في الآخر جوهره قبل أي شيء، وأدرك شخصيته دون شكله، مما يعد من أقدر الأسباب على نجاح هذه العلاقات، حيث لا يتدخل المال أو الجمال، فكلا الطرفين ينجذب للآخر دون اعتبارات، ويبقى العقل فقط هو المتحكم في مدى استمرارية العلاقة من عدمها، والكلمات التي تعبر عن ما تطويه النفس من محاسن.

ومن الأسباب التي تدفع بالإنسان لا سيما صغار السن أو في مرحلة الشباب لتكوين علاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غياب الرقابة الأسرية، حيث يصبح الشخص فاقدا للرعاية الأسرية، نتيجة انشغال الوالدين في عمليهما، أو انفصالهما، وبذلك يرغب الابن في تكوين حياة افتراضية يراها مكتملة بما يريد، يرسمها كيف يشاء وبمن يشاء، يتشرب منها السيئ قبل الحسن، وهنا تكون فرصه للسقوط في علاقات وهمية كاذبة كبيرة ومتسعة، حيث تكون الحالة النفسية مؤهلة لتقبل أي شيء مهما كان مرفوضا من جانب المجتمع، ولا يلتفت دائما إلى العواقب السلبية التي قد تصيبه، وتقيم حوله هالة تمنعه من رؤية من في واقعه.

ويعتبر السبب الأكثر شيوعا في البحث عن العلاقة الافتراضية، الحرمان العاطفي، والذي يعد ضمن الدوافع التي توقع الإنسان في دائرة علاقات الإنترنت الوهمية، فقد يسعى لها نتيجة تعرضه لصدمات عاطفية وفقد حسي عزيز لديه، أو الزوج والزوجة الذان انفصلا عن بعضهما ويجد أحدهما في مواقع التواصل وسيلة لإقامة علاقات تسد فراغات فشل علاقته الزوجية، أو من يرى في شريك حياته عدم قدرتة على إشباع رغباته العاطفية، ومن ثم يلجأ إلى هذه العلاقات نظرا لتعددها وسهولتها ولملء الفراغ العاطفي الذي يصيبه.

أما التأثيرات السلبية لعلاقات الإنترنت الوهمية على الشخص، فتكمن في عدم الثقة والشك الدائم بين طرفي العلاقة، في حالة ما إذا كانت العلاقة عاطفية وتكللت بالزواج، حيث تشوبها الريبة في إخلاص كل منهما للآخر، بالإضافة إلى الصدمات النفسية التي يلقاها الشباب من الجنسين، نتيجة التزييف الذي يحيط بهذه العلاقات، حيث يدلي العديد من الأشخاص على مواقع التواصل بمعلومات خاطئة عن حياتهم وأنفسهم وأعمارهم، كما أن أسماءهم غالبا ما تكون وهمية، ويكون الهدف من وراء ذلك إشباع رغبات.

إن التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي الإلكترونية لا تعدو عن كونها وسائط إفتراضية للتواصل قد تحمل بعض الخير وقد تحمل كثير من الشرور مثلها مثل أي وسيلة تواصل لكنها لا تغني بحال من الأحوال عن التواصل الإنساني المباشر الذي يحمل عاطفة اللقاء وحرارته وحميميته التي تنقل الحب والمودة التي نشأت عليها البشرية مثل بدء الخليقة.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017