كل من يريد ان يوصل رسالته و نتاج تفكيره الى الجمهور يحرص على ان ينتقي مضمونه و اسلوبه و جمهوره ايضا.
لا رجما بالغيب بل بما بتّه الواقع , انّ من يخاطب العقل و القلب على حد سواء باسلوب و مضمون مدروس و منطقيّ فانه كالمار في طريق الشوك تشمّر و حذر حيث انه الاكثر تأثيرا بجمهوره , و ليس لقوة اللغة من ذلك في اجر الا كحظ صاحب موسى في جدار اليتيمين. فما شهدته - لي الشرف بذلك- كان كقارب نوح يحمل الناجين , ذلك الغريب المشرد المقسم, ذلك في الشتات , ذلك في القطاع و الاخر في الضفة.
اخوتي و اخواتي , هذا ما ارساه مصطفا شتا "رجل المسرح " و هو السكيرتير العام لمسرح الحرية-جنين و ذلك ضمن مؤتمر اقيم في حرم الجامعة العربية الامريكية-جنين تحت اسم الهوية الفلسطينية.
و بحضور وفد أجنبي لم تكن لغة شتا الانجليزية قوية و منمقة بما يكفي , ولكن شتا كان الابرز و الاكثر تأثيرا و اهمية و تشريفا لكل "فلسطيني"
وكما ذكرت سابقا ذكر شتا لاربع هويات رئيسية وجودا سخيفا و ركز على اهمية وحدة الهوية التي لا و لم ولن ندركها.
و قد فهمت بشكل خاص بأنّ شرر هذه النار هو جهلنا و ضياع شبابنا و اعلامنا العربي و الفلسطيني, حتى انّ الاعلام الغربي قد اعتمد او تعمد الرواية الصهيونية لتاريخنا و هويتنا... تلك الرواية التي غيرت و حرفت و لعبت و رسمت على خاطرها خريطتنا و هويتنا , واثر هذا يؤسفني ان اعلمكم بأنّ الطوفان الصهيوني قد أغرق قوم نوح و السفينة و من عليها.
تخلل عرض شتا اربعة صور لخارطتنا التي اراها الكسائل في الكأس تتشكل على شكل كأسهم او كؤوسهم , و بينت الصور المتغيرات الجغرافية و السياسية منذ عام 1946 حتى عام 2011 و شمل ذلك تقلص المساحات و تقسيمها و كانها القرية الظالم اهلها.
فلماذا نطلق مسمى لاجئين على من يقطنون المخيمات الفلسطينية في الضفة علما بانهم فلسطينيون و يقيمون في وطنهم ؟
و لماذا ليس مسموح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية حتى؟
هذه ما استنكره شتى و قلوبنا وعقولنا و ما دفعني لمراجعة حسابات قديمة كانت قد رميت مع الهوى... فهل هذه هويتنا الفلسطينية ؟ هل هذه ما يسمى بالمقاومة الفلسطينية ؟
مقاومة فاهية لهوية بدون عنوان....الشعارات و " العجكات " حيث انكم غارقو بها كالذباب في اللبن لا تستطيعون السباحة ولا الطيران !
فقد علمتني يا شتا معان أسمى للمقاومة ... فهي الفن و المسرح و الثقافة و العقلانية و رسم الوان جديدة للحياة و الفرح و الحرية.
فهل انت فلسطيني أم انك بحيرة تضمحل يوما بعد يوم تحت اسم قطرة لا البحر ؟
يمكن ان تبحث عن بعض من الاجابة من خلال مشاهدة عمل مسرحي باسم الحصار " The Siege "
و في نهاية المطاف احبتي , اقول لكل متحجر و متعصب و جاهل ... فلتبقى فرحا بجنتك فعسى ربي ان يبدلني خيرا من جنتك و يرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا.