الرئيسية / قسم27
اجازة لم تنته بقلم انس صافي
تاريخ النشر: الأثنين 05/12/2016 17:20
اجازة لم تنته بقلم انس صافي
اجازة لم تنته بقلم انس صافي

 وانا الوح براسي في منتصف رام الله باحثا عن صديقي الذي طال انتظاري له لنتناول طعام الغداء حاولت ان اتمعن في واجهات المحلات ، في وجوه المارة وتعابيرهم ، كنت بصدق احاول ان اعيش دور بطل رواية الثلج ياتي من النافذة لحنا مينا، حاولت النظر  للاسود الاربعة الجاثمة في منتصف رام الله بشكل مختلف فلم افلح ، نظرت للمارة بتمعن فرايت تقلب سحنهم الى السواد وكاني اسيء لهم ، ضحكت في سريرتي لما احاول فعله لاسلي نفسي ،

كنت احاول ان اعيش دور بطل الرواية الذي ينتظر شخصا لا يعرفه لياخذه لمكان لا يعرفه ، لكني اعرف صديقي جيدا واعرف رام الله زاوية زاوية . وانا هناك وسط  رام الله جربت شعور بطل الرواية ولكن بطريقة تختلف، لم استطع ان اظل واقفا  استندت باقرب عامود كي لا اسقط ، كانت اسود رام الله الاربعة قد بدات تدور ووجهي بدا بالشحوب ، استندت الى العامود وفككت ازرار قميصي علي اخفف شيئا من الالم لكني عبثا فعلت ، الم كغرز السكاكين في الجهة اليسرى من صدري يمنعني من اخذ اي نفس ، لم اعد ارى المارة مطلقا ، كل ما اراه الاسود الاربعة تدور من حولي وانا لا استطيع التنفس ،

لم يعرني احد انتباهه ولم استطع طلب المساعدة من احد ، لدقائق كنت اظن نفسي ميتا لا محالة واني مهما فعلت فلا جدوى ، بدات ادخل الهواء الى صدري رويدا رويدا والالم يزداد مع كل محاولة، الى ان اقنعت نفسي بوجوب اخذ نفس عميق عله يعيد الامور الى ما كانت عليه ، جازفت بالامر واشتد الالم اكثر مما قبل الا انه توقف ، لم يعد يمنعني من التنفس لكنه ظل موجودا وحتى هذه اللحظة ، حينما وصل صديقي ورآني شاحبا سالني عن حالي فاجبته بما حصل ،

اصر على زيارة الطبيب وكنت مقتنعا بوجوب زيارة الطبيب لان ما اصابني لم يكن عاديا ، طلبت منه تاجيل الموضوع الى ما بعد الغداء ومن ثم نذهب للمستشفى ، لكني لم اتناول الطعام معه لقد اصابني الذعر مما سيصيبني، لم يكن ذعرا من المرض او الالم فقد كنت خائفا من الطبيب ومن المشفى !، ماذا لو كانت انبوبة الاكسجين معطلة كما حصل لامير ، هل ساعيش بقية ايامي اعاني تلفا دماغيا ؟ماذا لو كان الطبيب متشاجرا مع حبيبته وكان مزاجه سيئا ! هل ادفع انا الثمن واخرج على كرسي متحرك ؟ ، لن اكون الاول او الاخير ولكن هذه حياتي !، في افضل الحالات سانتظر الدور لساعة او اثنتين ليراني طبيب متذمر مل الكم الهائل من المرضى ويقول لي كالمرات السابقة "روح شوف دكتور مختص " !! ،

وكاني ذهبت للمشفى لاشتري الفواكه! ، وانا في طرف المدينة قررت الا ازور المشفى  كي اظل حيا لا اعاني سوا من الم الصدر  ، لكن عندما غادرنا المطعم اصر صديقي على الذهاب للمشفى لكي يطمئن على حالتي ، لم يستطع كسر خوفي وهاجسي تجاه المشافي فقررت ان اسكته بما قاله لي موظف الاستقبال في اخر زيارة لاحد مشافي رام الله منذ شهرين ، يومها كنت متعبا جدا واظنه نفس النوع من الالم الا انهم قالوا لي " الطبيب مجاز لثلاثة اشهر"  . 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017