mildin og amning mildin creme mildin virker ikke"> mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
">نابلس
تكرر اسم مخيم الفارعة خلال اليومين الماضيين بكثافة عبر وسائل الإعلام بعد إقدام قوات الاحتلال على إعدام الشاب محمد الصالحي (32 عاما) من المخيم أمام عيني والدته بـ 11 رصاصة وهي جريمة هزت الشارع الفلسطيني بأكمله، ومن هنا جاءت أهمية تسليط الضوء على مخيم الفارعة وتاريخه.
يقع مخيم الفارعة الذي أنشيء بعد نكبة عام 1948 على بعد 17 كم شمال شرق مدينة نابلس، وتعود تسمية المخيم إلى عين الفارعة القريبة منه والتي سميت أصلا نسبة للفارعة أم حجاج بن يوسف الثقفي التي شربت من العين، كما يتداول السكان المحليون.
وعن الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالمخيم يقول رئيس لجنة خدمات مخيم الفارعة عبد المنعم مهداوي إن مساحة المخيم تبلغ 225 ألف دونم مربع، وتعداد سكانه يبلغ 8500 نسمة.
ولمخيم الفارعة تاريخ يربطه ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية فعلى مداخله يقع "سجن الفارعة" الشهير والذي أسسته سلطات الانتداب البريطاني في بدايات الثلاثينات كمركز للبوليس على مساحة 55 دونم، وبعد ذلك استخدمه الجيش العراقي خلال حرب عام 1948 وبعد ذلك بقي مركزا للجيش الأردني حتى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967.
منذ احتلال الضفة الغربية عملت قوات الاحتلال على استغلال المكان كمركز للتدريب قبل تحويله لمركز اعتقال وتحقيق في أوائل الثمانينات، وعرف بأنه من أسوأ مراكز الاعتقال وأقساها لدرجة اصطلح على تسميته "المسلخ" نظرا للعذاب الذي يتعرض له المعتقل فيه، وفي الوقت الحالي أعيد تأهيل المكان من قبل وزارة الشباب والرياضة وتحويله لمركز شبابي ورياضي يحمل اسم الشهيد صلاح خلف (أبو إياد).
كما يطل المخيم على أطلال حصن أثري مبني على تلة يرجح بأنه يعود للحقبة الأيوبية في فلسطين.
كما أن لمخيم الفارعة تاريخ نضالي طويل كغيره من مخيمات الضفة الغربية وواكب مراحل النضال الفلسطيني بتقديم التضحيات.
وفي هذا السياق قال مهداوي إن المخيم قدم 33 شهيدا منذ الانتفاضة الأولى وآخرهم الشهيد محمد الصالحي.
وأضاف ان هناك 30 شابا من أبناء المخيم يقبعون في سجون الاحتلال بمحكوميات مختلفة منهم الأسيرين ياسر سوالمة ومحمد جبران المحكومين بالسجن المؤبد.
خلال انتفاضة الأقصى كان لمخيم الفارعة حضور وظهور بارز في تاريخ 30 تموز عام 2001 في أوج انتفاضة الأقصى أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال ثلاثة شبان من مخيم الفارعة خلال قصف محل لبيع قطع الغيار وهم: ماهر جوابرة، وعبد الرحمن اشتيوي، وحكمت أبو الهبل، حيث اتهمهم الاحتلال بأنهم كانوا مسئولين عن انفجار وقع في تل أبيب قبل ستة شهور من عملية اغتيالهم وأدى لمقتل عدد من الإسرائيليين.
كما خرج من المخيم الاستشهادي محمد هزاع الغول الذي نفذ عملية استشهادية في شهر حزيران عام 2002 بمدينة القدس حيث أقدم على تفجير نفسه في حافلة تقل جنودا وأسفرت العملية عن مقتل 19 إسرائيليا.
وفيما يتعلق بالأوضاع الصعبة التي يعانيها مخيم الفارعة فهي لا تختلف عن معاناة المخيمات الأخرى والتي تعاني بكثافة مؤخرا كما قال ياسر أبو كشك من المخيم ومدير عام المخيمات بمنظمة التحرير من صعوبات كبيرة ويومية، ومن أهمها ضيق مساحة السكن مقارنة بالعديد الكبير للسكان.
كما تحدث عن نسبة البطالة المرتفعة التي يعاني منها مخيم الفارعة كغيره من المخيمات والتي تعتبر نسبة مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالبطالة في المدن والقرى، ويضاف لذلك تقليصات وكالة الغوث في مجالات الصحة والتعليم واكتظاظ الصفوف الدراسية.
يذكر أن مخيم الفارعة أنشيء عام 1950 على أراضي تابعة لطوباس وأراضي لعائلة عبد الهادي . وتعود أصول العائلات التي لجئت اليه الى قرى وبلدات في الشمال الفلسطيني عام 1948 وبخاصة حيفا وعكا ومنها ام الزينات والريحانية، إضافة إلى بلدت ابو شوشة والتينة والكفرين واللد والرملة.