الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عين المالح محمية طبيعية ..كيف كانت وماذا أصبحت؟!
تاريخ النشر: السبت 25/02/2017 04:37
عين المالح محمية طبيعية ..كيف كانت وماذا أصبحت؟!
عين المالح محمية طبيعية ..كيف كانت وماذا أصبحت؟!

 

تقرير: ولاء أبوبكر و شهيندا الكعبي
 
إلى الشمال من منطقة الأغوار حيث قرية عين المالح ذات المناطق الصخرية الجبلية المتناثرة على ساحاته الخضراء الشاسعة فكل ما فيها يسر ناظرين زوارها سواء من البشر أو الحيوانات البرية منها الطيور والثدييات.
قرابة 180 ألف دونما من أراضي عين المالح تتوزع فيها خيام البدو وآثارها القديمة في المنطقة، فتضم ذلك الفندق القديم الذي يثبت للحاضرين كثرة الزوار قديما لهنا، عدا عن وجود سبعة عيون مياه وهي عبارة عن مياه معدنية حارة تحتوي مواد مفيدة لجسم الإنسان فكان يستخدم معظمها لما يعرف بحمامات الساونا والبعض الآخر لري المزروعات وتلبية احتياجات سكان المنطقة،  إلا أن البعض منها جفّ لتصبح أثارا قديمة.
 
 تعود ملكية تلك الأراضي لبطريركية اللاتين، إذ قاموا بشرائها في فترة الحكم العثماني ليحفظوها من خطر الاستيلاء أو الاستيطان ولكن مازالت تعاني من تلك التدريبات العسكرية المحاطة بها حتى الآن.
تحتوي قرية عين المالح على تنوع حيوي كبير إذ تضم حيوانات من مختلف الأنواع فيقول المختص ببرامج وأنشطة جمعية الحياة البرية إبراهيم عودة " تعتبر هذه المنطقة محمية طبيعية وهي مهمة جدا خاصة لحياة الطيور البرية، وذلك لتميزها بوفرة المياه والرطوبة وهدوء المكان لقلة السكان فيه".
كل منطقة في فلسطين تشتهر بأنواع معينة من الحيوانات فقرية عين المالح تشتهر بحيوانات عدة فيقول عودة " من المفترض أن تشتهر المنطقة بالغزلان الجبلية ولكن أعدادها في تناقص مستمر بسبب الصيد الجائر الذي لطالما حذرنا الصيادين منه، لأنها تحمل اسم فلسطين ويجب الحفاظ عليها، عدا عن وجود الأغنام والأبقار والأرانب البرية والوبر الصخري".
 
"قديما كانت تحدثنا جداتنا قصة الضبع الذي يقوم بضبع الإنسان ليصبح منقادا له وذلك لتخويفنا لعدم الخروج ليلا من المنزل هذه القصة التي ولدت صورة سلبية لدى المواطن عن الضباع فأصبح يقتلها باستمرار وأعدادا بدأت تتناقص"، بهذه الكلمات وصف عودة وهمية هذه القصة، ليؤكد عودة أن الضباع هي التي تنظف البيئة من الأوساخ والفضلات إذ يلقب ب " أبو الفطايس ". 
وعن الرفق بالحيوان يقول عودة " في عام 2008 بدأنا بتنفيذ عدة حملات خاصة بالحمير والتي تعتبر من أذكى الحيوانات فكانت هناك حملة ( جاء من يسأل عن) التي كانت تضم توزيع قطعة قماش تسمى باند ناعم وشفاف يتم وضعه بالقرب من أنفه تحت سنسلة الحديد، وذلك لمنعه من ألم تلك الحديدة، وتضمنت الحملة أيضا توعية حول منع ضرب الحمير أو حتى إيذاءها". 
بينما نسير بين أرجاء المكان صادفنا ذلك الطائر كبير الحجم وصاحب القدمين الكبيرتين يتنقل من تلة لأخرى الملقب بالعقاب الذي لفت أنظار المختصين معنا فيقول سائد الشوملي أحد المختصين بالطيور وعضو بالحياة البرية " دائما لدى تجولنا في المناطق الخالية قليلا من السكان تصادفنا الكثير من الطيور المختلفة التي نادرا ما تظهر في سماء فلسطين، فهناك الطيور المغردة والجارحة وطائر الكوكو الطفيلي، جميعها تأتي إلى هنا بمواسم هجرتها".
 
ويتابع الشولي " عدا عن وجود طائر يسمى ب البلاشون أو شحم البقر الذي يتغذى دوما على القمامة، وعصفور الشمس الفلسطيني الذي يعتبر رمزا لنا بصوته الجميل صاحب الحجم الصغير واللون الأسود يتغذى دوما على الزهور".
وعن سبب قلة مجيء الطيور إلى فلسطين يقول الشوملي " ما يؤسف في بلادنا هو وجود التوسع العمراني والاستيطان وكثرة التدريبات العسكرية في المنطقة عدا عن عادة الصيد الجائر التي يتبعها بعض المواطنين الذين يجهلون خطرها على الطيور، لذلك نسعى في الحياة البرية أن نوفر لهم المعلومات الكافية عن حياة الطيور لتقل نسبة الصيد الجائر".
"ومن المعروف أن هناك خمس مئة مليون طائر تقريبا يهاجر إلى فلسطين كل عام، في جميلة جدا وتزين سماء بلادنا لذلك فنرتقي ونحافظ عليها قدر الإمكان"، بهذه الكلمات ختم الشولي حديثه معنا حول الطيور. ويؤكد عماد الاطرش رئيس جمعية الحياة البرية ان الجولات التي تنظمها الجمعية مع المجموعات الفلسطينية النشطة وبينها تجوال اصداء تهدف الى نشر ثقافة وطنية ومجتمعية تعنى بالحياة البرية واظهار جمالية الوطن.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017