الرئيسية / الأخبار / فلسطين
البوم والحمار.. ليسا مثالا للشؤم والغباء كما تظنون
تاريخ النشر: السبت 25/02/2017 21:32
البوم والحمار.. ليسا مثالا للشؤم والغباء كما تظنون
خلال فعالية نظمتها جمعية الحياة البرية للتوعية بمفاهيم الرفق بالحيوان بالأغوار الشمالية

 

أصداء- جواد عصايرة- "إلحق البوم بدلك ع الخراب"، "التكرار بعلم الحمار".. هذه العبارات وغيرها الكثير يتداولها المواطنون على ألسنتهم تقلل من أهمية ودور هذه الحيوانات في خدمه البيئة والمزارع، فيعتبرون البوم دليلا للشؤم والحمار للدلالة على الغباء، وعلى العكس من ذلك تعتبر هذه الحيوانات صديقاً للبيئة والمزارع.

 

يقول إبراهيم فوزي عودة من جمعية الحياة البرية إن الجمعية تعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة حول هذه الحيوانات، وتوعية المزارعين بأهميتها في خدمة البيئة وأراضيهم الزراعية.

 

وأضاف أن هذا النوع من التوعية من شأنه خلق أساليب زراعية سهلة على المزارع وصديقة للبيئة في ذات الوقت وخاصة في مجال القضاء على القوارض.

 

ونوه عودة إلى أن غالبية المزارعين يجهلون أهمية طائر البوم في القضاء على القوارض الضارة بالمحاصيل الزراعية، مشيرا إلى أنها وسيلة أكثر فعالية في القضاء على القوارض وأكثر أمنا على البيئة، علما أن البومة وصغارها تقضي على حوالي خمسة آلاف فأر سنويا وتحافظ على سلامة البيئة والتنوع الحيوي فيها، وهذا بخلاف ما يفعله استخدام السموم والمبيدات الكيماوية في القضاء على الفئران، فعدا عن كونها مواد سامة وضارة بالتربة والمياه من شانها إحداث خلل في التوازن البيئي من خلال نفوق العديد من الطيور الجارحة جراء تناولها للفئران المسمومة.

 

ولتوعية المزارعين بهذا الجانب، أشار سائد الشوملي الخبير في علم الطيور والعضو في جمعية الحياة البرية إلى أن الجمعية تنفذ زيارات ميدانية باستمرار على القرى والمناطق الزراعية وتنفذ نشاطات توعوية بهذا الخصوص.

 

وأضاف أن هذه النشاطات يرافقها عادة توزيع مواد مساعدة للمزارعين في تطبيق هذه المفاهيم، منوها إلى أن الجمعية عملت خلال العام الماضي على تزويد المزارعين في العديد من قرى الضفة تحتوي على طائر البوم لتربيتها في مزارعهم وتقوم بدورها في القضاء على القوارض.

 

وأوضح أن هذه الوسيلة بعد تجربتها من قبل المزارعين أثبتت تفوقها على الوسائل التقليدية والسموم والمبيدات الكيماوية.

 

ولا تقتصر المبادرات في هذا التوعية بأهمية طائر البوم، حيث تشمل مبادرات الجمعية التوعية بأهمية الحمار في خدمة المزارع، والتوعية بضرورة الالتزام بمباديء الرفق بالحيوان في التعامل معه، فما زال الكير من المزارعين يستخدمون الحمير للحراثة ونقل الأمتعة المعدات الزراعية.

 

وفي هذا السياق قال إبراهيم فوزي عودة إن الجمعية أطلقت مبادرة "جاء من يسأل عنك" وهي مبادرة تقوم على زيارة المناطق الزراعية التي تستخدم فيها الحمير بكثرة وتوعية المزارعين بمباديء الرفق بهذا الحيوان للحفاظ عليه وضمان إنتاجيته والحيلولة دون نفوق هذه الحيوانات بسبب المعاملة الخاطئة.

 

وأضاف: "أطلقت الجمعية هذه المبادرة بعد ملاحظة الأسلوب القاسي الذي يتم التعامل مع الحمار به مما يؤدي لإلحاق ضرر كبير به، فالكثير من المزارعين لا يوفرون له العلاج والرعاية اللازمة عند أصابته بأي مرض، بالإضافة إلى قيامهم بضربه".

 

واستطاعت جمعية الحياة البرية بهذه المبادرة توعية الكثير من المزارعين ومنعهم من ضرب الحمار من خلال بيان خطورة هذه الممارسات.

 

كما وزعت عليهم بعض الأدوات البسيطة التي تخفف الألم والمشقة على هذه الحيوانات، حيث استوردت بعض هذه الأدوات من الخارج مثل "الباند" الذي تم استيراده من لندن، وهو عبارة عن قطعة قماش ناعمة تلف بها السلاسل التي يلجم بها الحمار لوقايتة من الجروح والالتهابات التي تصيبه عند وضع السلسلة الحديدية على أنفه مباشرة.

 

وتطرق عودة إلى أن جمعية الحياة البرية قامت بإنشاء حديقة للحيوانات في بلدة بيت ساحور أطلقت عليها اسم "كنوز الحياة البرية" وهدفها تربية الأطفال على مفاهيم الحياة البرية والرفق بالحيوان، مضيفا: أن توعية الأطفال منذ البداية بهذه المفاهيم يساهم في وجود جيل واعي بأهمية الرفق بالحيوان.

 

 

 

 

 

 

                                         

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017