الرئيسية / الأخبار / فلسطين
نصف جبيل شعاع عبر الزمن
تاريخ النشر: الأحد 26/02/2017 15:38
نصف جبيل شعاع عبر الزمن
نصف جبيل شعاع عبر الزمن

 نابلس/من نور سلامة

هناك 65 قرية تحيط بمدينة نابلس وترتبط معها بشبكة من الطرق والاتصالات وخطوط الكهرباء والتعليم وغير ذلك من الخدمات، ولكل لقرية من تلك القرى قصة متكاملة تضرب في عمق التاريخ، وفق مدى يمتد لآلاف السنين.

انها قرية "نصف جبيل" التي قدر لي زيارتها في أواخر شهر شباط مع تجوال أصداء برفقة الصحفي أمين أبو وردة، وبرعاية مفروشات ابو لؤي السركجي فوجدتها من الجمال والروعة وسحر تصميم مبانيها القديمة التي لا يمكن تجاوزها والقفز عنها.

وبمقابلة الدليل السياحي  خالد تميم حدثنا عن موقع وتسمية نصف جبيل بهذا الاسم، فهي قرية صغيرة مساحتها (28)دونم، تقع على بعد(17) كيلو متراً شمال مدينة نابلس، وعدد سكانها (470) نسمة مسلمون ومسيحيون، كما تحيط بأراضيها أراضي قرية عصيرة الشمالية وبرقة وسبسطية.

وأما تسمية  "نصف جبيل" تعود  لتوسطهاُ تاريخياً الطريقَ بين مدينتَي جبيل اللبنانية والقدس الفلسطينية، وأشار تميم الى تسميتها باللغة اليونانية ( اجبيل ) وتعني الشمس او بيت صناعة الخزف ، ونصف اجبيل تعني نصف الشمس،وجبيل تصغير لجبل.

والسبب الغالب في تسميتها نصف اجبيل هو أن القرية تم بنائها على مجموعة من الينابيع الطبيعية الواقعة بين الجبال، فكانت الشمس تشرق في فترة متأخرة وتغيب في فترة مبكرة، وبذلك تكون فترة الشمس ساطعة لنصف الوقت الطبيعي تقريباً وبناء على هذا سميت نصف اجبيل.

في القرية ديانتان الإسلامية والمسيحية، لقد كان في السابق معظم سكان القرية من المسيحيين ويعود المسلمون بأصولهم إلى القريتين المجاورتين بيت امرين وبرقة ومن مناطق أخرى والى من أسلم من العائلات المسيحية، أما النصارى فتعود أصول بعضهم إلى الغساسنة والبعض الآخر إلى شرقي الأردن، ولقد سجلت الحكايات والتواريخ أسمى القصص في التعاون والتراحم بين مختلف أفراد القرية وعائلاتها دون أي تمييز أو ضغينة أو عنصرية شخصية أو دينية .

كما أن هناك نسبة عالية من الهجرة العكسية من سكان القرية، طلبا للرزق، حيث كانت هذه النسبة العالية للسكان من الطائفة المسيحية والتي فتحت آفاق الهجرة لها أوسع بحثا عن التجمعات المسيحية مثل بيت جالا وبيت ساحور وغيرها من المدن التي توجد بها تجمعات مسيحية.

وأكثر ما يثير انتباهك وانت تنظر لآثارها وسر جمالها بيتُ صغير قديم يعتبر مزار للسياح الأجانب يطلق عليه السكان "بيت الضيافة" ويحظى بما يشبه القدسية من قبل جميع سكان القرية من مسلمين ومسيحين وتم تجهيزه بمنتجات من إنتاج مركز سيراميك نصف جبيل، فتجد أن هذه الأثار والبيوت القديمة تراكم للحضارات الرومانية والبيزنطية والعثمانية.

وأما عن سر الجمال الطبيعي لقرية نصف جبيل، فيعود إلى أن أراضيها التي تبلغ حوالي 5054 دونم ويزرع معظمها بأشجار الزيتون وبعض هذه الاشجار تعود للفترة الرومانية وهذا دليل على قدم زراعة القرية لاشجار الزيتون، وهذة الاشجار تشكل النسبة الاكبر من الاراضي المزروعة والتي تبلغ حوالي 767دونم حيث تشكل الدخل الاكبر للفلاح في القرية والجدير بالذكر أن معدل كمية الانتاج تصل حوالي (30)ألف كغم من زيت الزيتون الصافي.

ويعتني سكان القرية بتربية الاغنام بنوعيها السمار والبياض . وتعد هذة المواشي مصدر دخل ثاني للفلاح، وتشتهر القرية بزراعة اشجار اللوز والتين والخوخ والمشمش والعنب.....الخ، كما ان القرية تشتهر بزراعة الحبوب مثل القمح والشعير والحبوب الاخرى.

بكلمة أخيرة لا بد من الإشارة الى ان قرية   نصف جبيل تحتوي على العديد من المباني التراثية والتي لا تلقى العناية اللازمة وهي تتعرض للتدمير والهدم اما بواسطة العوامل الطبيعية او بسبب العوامل البشرية ، وكانت هذه المباني تستخدم كمنازل للسكن او لتربية الحيوانات فتشكل نسبة عالية من النسيج العمراني في القرية الا انها بحاجة لجهود عالية وتوعية كبيرة للمحافظة عليها.

 

المزيد من الصور
نصف جبيل شعاع عبر الزمن
نصف جبيل شعاع عبر الزمن
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017