نابلس-إكرام عودة- "لما لا نخصص يوماً أو أكثر لا نتكلم به سوى باللغة العربية الفصحى" عبارة تجسد الفكرة التي تقوم عليها مبادرة هادفة، أطلقتها الطالبة مريم شواهنة من قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة النجاح الوطنية، لتعزيز استخدام اللغة الفصحى.

تقول مريم شواهنة: " فكرة المبادرة جاءت من ملاحظة شخصية، حيث لاحظت تراجع استخدام اللغة الفصحى بين أوساط الطلبة،  والعزوف عن استخدام الفصحى،  فكانت الفكرة أنه لما لا نتحدث اللغة العربية الفصحى لمدة يوم كامل،  داخل المحاضرات وخارجها قدر الاستطاعة، حيث الهدف ليس إثبات من يتحدث أفضل من من، وإنما لفت انتباه الطلبة لجمال لغتنا الفصحى وأهمية المحافظة عليها".

وتتابع: " كوني طالبة بقسم الإذاعة والتلفزيون، توجهت لرئيس قسمي الدكتور حسام أبو دية وعرضت عليه فكرة المبادرة والتي أبدى إعجابه بها، وكذلك محاضري القسم كافة، فقد رحبوا بالفكرة وشجعوها".

قامت الطالبة شواهنة بتعميم فكرة المبادرة من خلال الترويج لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، باستخدام  "هاشتاج " "يوم للغة وحدها" وهو الإسم الذي تحمله المبادرة، علاوة على دعوة زملائها وزميلاتها بالقسم للمشاركة بالفكرة من خلال التوجه لمحاضراتهم  لشرح الفكرة وهدفها  ودعوتهم للمشاركة بها.

وتضيف: "أسعدني قدر التفاعل الإيجابي الذي حظيت به المبادرة ، لا سيما وأن المبادرة حظيت بإعجاب المحاضرين والطلبة على حد سواء وأبدوا رغبتهم للمشاركة في المبادرة والتي ستبدأ يوم الأحد الموافق 26/ 3/ 2017 ولمدة ثلاثة أيام".

الفكرة  بدأت تحظى بقبول واسع حيث تقول الطالبة شواهنة: " أظهر طلبة ومحاضرين من أقسام وجامعات أخرى رغبتهم بالمشاركة بالمبادرة، حيث تواصل معنا طلبة من جامعات أخرى وأعربوا عن رغبتهم بنقل المبادرة إليهم، وهو ما أسعدني لا سيما وأن الهدف من المبادرة هو لفت النظر لجمال لغتنا الفصحى وضرورة الحفاظ عليها، فنحن نريد أن ننشر رسالة وهي أن لغتنا العربية مهمة،  وهو ما نهدف إليه من هذه المبادرة والدعوة موجهة للجميع لمشاركتنا ".

يقول الأستاذ سعيد المصري المحاضر في قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة النجاح الوطنية، وأحد المشاركين بالمبادرة:"  إن مبادرة الحديث باللغة العربية الفصحى هي مبادرة رائعة من طلبة القسم، حيث استطعنا من خلالها إعادة ولو القليل من الحق للغتنا العربية الأصيلة، لا سيما وأنه أضحى هناك عزوف عن استخدامها".

ويتابع: " تقدمت الطالبة مريم شواهنة بهذه المبادرة منذ حوالي ثلاثة أسابيع، بحيث رحب قسم الإذاعة والتلفزيون  بهذه الفكر الرائدة، وتم الإلتزام بالتكلم باللغة العربية الفصحى لمدة يوم كامل،  وحينما نجحت الفكرة تم العمل على إحيائها من  جديد".

بدورها الأستاذة منى هواش، المحاضرة في قسم الإذاعة والتلفزيون أبدت إعجابها بهذه المبادرة، والتي سبق وأن تم تنفيذها منذ حوالي ثلاثة أسابيع، والتي شكل نجاحها دافعاً للطالبة مريم وزملائها لتنظيم مبادرة أكبر لتشمل طلبة من أقسام وكليات أخرى كما تقول الأستاذة هواش.

تعزي الأستاذة هواش سبب تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى لعدة أسباب منها استخدام وسائل التواصل الإجتماعي، والعولمة التي فتحتنا على عوالم ولغات أخرى، حيث بدأ الكثير باستخدام اللغة الإنجليزية،  وكذلك اللهجات العامية التي تستخدم سواء في الحياة اليومية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، مما أدى إلى تراجع استخدام اللغة العربية الفصحى ليس فقط بفلسطين، وإنما أيضاً بالعالم العربي.

من جانبه الدكتور فريد أبو ضهير المحاضر في كلية الإعلام في قسم الصحافة المكتوبة والإلكترونية يقول: " بعد أن ظهر بشكل واضح التراجع الكبير بالاهتمام باللغة العربية، نتيجة لإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، فضلاً عن تراجع اهتمام الشباب بالقراءة والأمور الثقافية، نجد أن هناك عودة مفاجئة من قبل قطاعات الشباب لمجال اللغة والقراءة والثقافة، وهذه خطوة رائعة تعزز عدم التخلي عن اللغة العربية الفصحى".

يذكر أن هذه المبادرة سبق وان نفذت بتاريخ 15/ 2/ 2017 بقسم الإذاعة والتلفزيون.