الرئيسية / الأخبار / فلسطين
طلبة "الرمال" بلا مدارس حتى إشعار آخر!
تاريخ النشر: الأثنين 22/09/2014 09:39
طلبة "الرمال" بلا مدارس حتى إشعار آخر!
طلبة "الرمال" بلا مدارس حتى إشعار آخر!

 غزة – الرأي - ميسرة شعبان

أثار قرار وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" القاضي بإبقاء طلاب مدارس الرمال وسط غزة بمنازلهم حتى إشعار آخر، حفيظة واستغراب أولياء أمور الطلبة، وشكّل في المقابل صدمة وذهولا نتيجة عدم إبلاغهم عن الموعد المحدد لذهاب أولادهم إلى مدارسهم.

السيدة سمر إيهاب عبرت عن حزنها البالغ لبدء العام الجديد في كافة مدارس ومحافظات القطاع دون منطقة الرمال، واصفةً حال أطفالها بالتعيس جداً لعدم شعورها بفرحة بدء العام، على غرار أصدقائهم في المحافظات الأخرى.

ومع بداية العام الدراسي، تفاجأ أطفال السيدة إيهاب بأن المدرسة ممتلئة بالنازحين، فيما أبلغتهم إدارة المدرسة بالذهاب إلى مدرسة الصناعة للترفيه واللعب، والانتظار حتى الأسبوع القادم، إلا أن أمنية الأطفال اصطدمت كما تقول السيدة بقرار الوكالة مرة أخرى تأجيل الدراسة، وإبلاغهم بدء الدوام في المدرسة لبعد عيد الأضحى المبارك.

وطالبت المسؤولين بلهجة غاضبة بضرورة توفير مدرسة أخرى لتدريس الطلاب، وعدم فتح مدارسها لأي لاجئ بأي حال من الأحوال، والانتباه لبكاء الأطفال المتواصل، ومشاعرهم تجاه الشوق لمقاعد الدراسة، مطالبةً بمحاسبة المسؤول عن الاستمرار بـ"بالتلكؤ بتأجيل العام الدراسي".

وأعلنت إدارة مدرسة غزة الابتدائية المشتركة "ب" على صفحتها على الفيس بوك بقرارها "إبقاء الطلاب بالمنازل حتى إشعار آخر، لحين إخلاء النازحين منها".

وعلى الفور، باشر أولياء الأمور والطلاب بتعليقاتهم على المنشور المعلن مطالبين بتوضيح أسباب التأجيل، وموعد استئناف الدراسة، فردت إدارة المدرسة بالقول: "لا توجد رؤية محددة متى سنتمكن من العودة للمدرسة".

وعلى عكس الموقف السابق، فإن ولي أمر الطالبة خلود عثمان تقول: "نحن نقدر معاناة النازحين في المدارس، هناك جهات مسؤولة عنهم ويجب أن توفر لهم كل المقومات"، مشددة أن الحل يكمن في اعتصام أولياء الأمور أمام مقر رئاسة الوكالة لإيجاد الحلول السريعة".

أما السيدة أم أسامة مطر فعبرت عن أسفها لمكوث أولادها في المنزل جراء انشغال مدارس غزة المشتركة بالنازحين، قائلة: "أشعر أنه لا يوجد حل قريب، وأن ذلك سيؤثر على مستواهم العلمي وخاصة طفلي الذي يريد أن يدخل الصف الأول الابتدائي".

وبدأ العام الدراسي الجديد في قطاع غزة في الرابع عشر سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بسبب تأجيله بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر لـ51 يوماً، وهو ما أدى لنزوح نصف مليون فلسطيني بحسب التقارير الأممية لمدارس وكالة الغوث.

وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في تقاريرها الصادرة أن 9600 طالب فلسطيني لن يتمكنوا من العودة للدراسة؛ بسبب رفض نازحين هدمت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إخلاء المدارس.

وقال المتحدث باسم "أونروا"، عدنان أبو حسنة تعقيباً على ذلك إنه حتى اللحظة لا توجد حلول بشأن إخلاء النازحين من المدارس التي يقطنون بها لبدء العام الدراسي الجديد وتمكن الطلاب من الحضور، مشيراً إلى أن هناك اتصالات تجري بين الأونروا والحكومة بهدف تأمين أماكن للنازحين.

وأوضح أنه "رغم توفير مبلغ من المال للنازحين في المدارس بهدف استئجار بيوت لهم، لخروجهم من المدارس، مشيراً أن النازحين رفضوا بشكل مطلق لحين حل مشكلتهم العالقة".

وخلال الأسبوع الماضي قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كراهينبول: "الوكالة ستتحمل تكاليف قيمة إيجار المساكن، التي استأجرها النازحون، الذين دمرت منازلهم، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة".

وأضاف كراهينبول في بيان صحفي، أن الوكالة ستصرف مبلغ 200 دولار لكل عائلة تتكون من فرد إلى خمسة أفراد، و225 دولار أمريكي للعائلات التي يتراوح عدد أفرادها بين 6 – 10 أفراد، و250 دولار للعائلات التي يزيد عدد أفرادها عن 10 أشخاص.

وقررت وكالة "الأونروا" أيضا تخصيص مبلغ 500 دولار، لكل عائلة تعرض منزلها إلى دمار بشكل كامل، بهدف شراء الاحتياجات الأساسية من ملابس وبعض الأثاث.

وشنّ الاحتلال "الإسرائيلي" عدواناً على غزة، في الثامن من يوليو/تموز الماضي، استمر لمدة 51 يومًا، وأسفر عن استشهاد 2148 فلسطينيا وإصابة، أكثر من 11 ألف آخرين وتعرض 60 ألف بيت ومنشأة بالقطاع إلى أضرار متفاوتة. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017