الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله
تاريخ النشر: الأربعاء 22/10/2014 19:58
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله

 إعداد:حياة دوابشة ووفاء ابعيرات

 ما أن تدخل بيته حتى تلحظ ثقافة وعراقة، فنان تحدى كل الصعاب الذي واجهته، ليس بخريج من خريجي كلية الفنون وإنما هو مجرد مدرس للغة العربية، لديه موهبة في الجانب الفني رافقته منذ نعومة أظافره، يصف نفسه بكل تواضع بأنه كان يوماً ما هاوياً،مع أنك إن دخلت بيته ستلحظ كل جدرانه وقد تزينت بلوحات رسمتها يداه بدقة شديدة.

عطا يامين خريج جامعة بيروت العربية، عمل مدرساً للغة العربية في أحد المدارس في ليبيا لمدة سنتين، وعمل لمدة 15 سنة في وزارة التربية والتعليم والتي كانت تعرف آنذاك باسم كلية التربية والتعليم، ثم انتقل بعد ذلك لوزارة الثقافة وأصبح عضواً فيها، وكان له ذلك الانتقال عن طريق الرئيس الفلسطيني الراحل  ياسر عرفات.

عطا فنان تشكيلي يستخدم مواد بسيطة قد لا تخطر على بال أحدٍ، قد تنظرون إليها غير مدركين أنها مواد تنفع فناناً، ولكن عطا إنسانٌ غريبٌ يمكن لقطع النحاس معه أن تصبح لوحةً ويمكن لتطريزٍ نسائي أن يصبح بين يديه زخرفة،ومواده الخام مكلفة بعض الشيء ولكنها عندما تتوازن لتشكل إحدى لوحاته ستدهشك بالتأكيد، وإن دخلت معرضاً لهذا الفنان فستجبرك أقدامك على أن تقف فضولاً أمام لوحاته لتفهم ما هو مكتوب.

هذا الفن الذي يتميز به عطا يامين يدعى بفن تمازج الصورة والكلمة،  ويقول بأن هذه التسمية جاءت من أن اللوحة تعبر عن الكلام المرسوم بها، فهي تتيح له أن يرسم أشعاراً وحكماً وآيات قرآنية كما هي، غير أنه يجعلها تتموج لتشكل معالم صورةٍ جميلةٍ جداً، ويوضح بأن صوره تختلف عن صور الآخرين فهو لا يرسم على سبيل المثال حمامة بكلمة الحمد لله ولكنه يرسم صورة الحمامة بكلمة الحرية مثلاً.

كان لعطا أن يتنقل بين معارضَ كثيرةٍ محليةٍ ودوليةٍ معارضَ حملت في جعبتها مآسٍ له وأخرى رفعت من نجوميته، يروي"كان أول معرض شاركت فيه قبل 34 سنة  عام  1980 في جامعة بيرزيت وعرف بمعرض أسبوع فلسطين وكانت باكورة أعمالي فيه ثلاث لوحاتٍ فنيةٍ،  لوحةٌ تحمل حكمةً وأخرى تحمل آيةً قرآنيةً وأخرى تسرد شعراً".

لم يكن لنجاح عطا أن يكتمل فقد قامت المخابرات الإسرائيلية بتشغيل عملائها في تلك الفترة، وحرقوا جزءاً كبيراً من المعرض، وما كان له إلا أن ينسحب،  لكنه على الأقل كما أكد قد  ظفر بآراءٍ جميلةٍ من الذين شاهدوا لوحاته وعرفوا طبيعة موهبته.

يتوقف قليلاً لينبهنا إلى أن لوحاته من الصعب فهمها دون وجود مفتاحٍ أسفل كل لوحة، وكان أن نهض من على كرسيه ليفسر لنا أحد رسوماته المعلقة على واجهة غرفة الاستقبال.

إن تتبعت عينيه وهو يشرح لك عن لوحاته للحظت بريقاً ينم عن مدى اهتمامه بها، يبدو أحياناً كمن يشرح شيئاً عن معشوقة له وهو كذلك؛ فهو يفتخر بكل جزء من هذه اللوحات.

كان لفناننا أيضاً أن شارك في معرضٍ من معارض جامعة النجاح في هذه الفترة كان لديه 30 لوحة، فقد كان قد ذهب قبلها لرئيس قسم العلاقات العامة - في ذلك الوقت صائب عريقات- وأخذ منه الموافقة على الدخول والمشاركة في المعرض، ولكن كان أن هُدد هذا الطموح؛ فقد تعرضت الجامعة لحصارٍ استمر 6 شهورٍ وعاد ليدخل شهرين آخرين لاحقاً.

لم ييأس يامن فقد شارك عام 2008 بمعرضٍ في جامعة النجاح الوطنية عرضت فيه لوحاته على أعتاب ساحة الشطرنج في كلية الفنون الجميلة.

 

يستكمل يامن حديثه وفي جعبته ثنايا حدثٍ كان وما زال يؤثر عليه بشكل يمكن أن تلحظه من كلامه، إنه  اللقاء مع الرئيس الراحل ياسر عرفات يقول" دخلت غزة عن طريق الطيب عبد الرحيم، وذلك خلال جلسةٍ مصغرةٍ عقدها مجلس الوزراء،أتذكر نفسي وقد دخلت متفاخراً بلوحة للرئيس الراحل كنت قد رسمتها بتعب يدي وجعلت كلماتها"يا جبل ما يهزك ريح" وكانت الصورة وجهاً للرئيس الراحل مرسوماً بهذه الكلمات، وكم لقينا من ترحيب ودعم وقتها".

 يتوقف عطا هنا ليضع يده على جرحٍ مؤلمٍ يقول "أعشق الرسم مذ كنت صغيراً،أعلم كامل أنواع الخطوط  العربية، وربما هذا ما ساعدني في أن أستطيع أن أطلق على نفسي فناناً،هذا الفن أفتخر بأن أقول بأنه من لب أفكاري لا يتبع أي مدرسةٍ فنيةٍ ولكن قلة الاهتمام التي لقيتها وما زالت تقف حائطاً في طريقي تزعجني كثيراً ".

ربما من البديهي أن نقول أنه لو كان عطا في دولةٍ أخرى لأصبح فناناً عالمياً، وليس الخطأ هنا فيه ولا في المجتمع، إنه خطأ الثقافة المحلية التي لم ترى الفن يوماً شيئاً ضخماً، إنه خطأ الشعب الذي يقول لا وقت لدينا لمثل هذه الأمور، إنه خطأ الجميع أن عطا يامين ما زال يعاني من هذه الثقافة الغريبة. 

المزيد من الصور
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله
عطا يامين فنانٌ عاصر إنجازات مؤلمة وظلمه المجتمع بجهله
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017