الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
تاريخ النشر: الأحد 26/10/2014 09:02
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
تصوير: محمد ترابي

 محمد أحمد ترابي/نابلس

قبل أن تدق ساعة العمل، تبدأ السيدة انعام عبدالله البالغة من العمر 53 عاما والقاطنة في قرية صرة غربي نابلس، بتجهيز نفسها وما تحتاجه من اطعمة واواني، لتذهب بعد ذلك مع ابنائها الى شجر الزيتون الذي ينتظرهم في كل عام لقطف ثماره، لتضع بذلك يدها بيد زوجها الذي يعمل في داخل الخط الاخضر، لتسانده في أعباء الحياة الاقتصادية الصعبة.

وتقوم "عبدالله" في كل عام بـ "ضمان" الزيتون من ملاكه، أي قطاف ثمار الزيتون في تلك الأراضي ومن ثم عصرها، وتقسيم المنتج بالتساوي بينها وبين مالك الأرض، إضافة إلى العناية بأشجار الزيتون والقيام بتقليمها.

وتعتبر "عبدالله" موسم الزيتون مصدر دخل اساسي لها ولأسرتها في تلبية احتياجاتهم، حيث تقوم بتصدير منتجها السنوي من زيت الزيتون الى دولة "عُمان" لأحد الاطراف المتعاقدة معها من التجار، حيث تصل كمية الزيت الذي تصدره الى الخارج ما يقارب النصف طن من الزيت، إضافة إلى عشرين صاعاً مجهزاً من حبوب الزيتون المدقوق لصناعة المخلل منه.

ففي الماضي القريب كانت الكمية المصدرة اكثر أما هذا العام فالكمية أدنى، وارجعت "عبدالله" السبب في تدني المحصول هذا العام إلى سببين وهما: جفاف الأشجار وحاجتها للمياه، أما السبب الثاني فأرجعته إلى العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد في أواخر العام الماضي.

كما وبلغ ثمن كيلو الزيت في الأسواق المحلية حتى الآن خمس وعشرين شيقلا، وعشرة شواقل للحب المدقوق، على غرار العام الماضي فقد شهد أقل ما هو مذكور بنسبة متفاوتة.

 

وتسرد "انعام" بعضاً من الانجازات التي حققتها من خلال المواسم السابقة والتي منها: تدريس ابنها في احدى الجامعات الفلسطينية، والمساندة في بناء بيتٍ له، اضافة لفتح بقالة داخل القرية كمصدر دخل اخر للعائلة.

وعن خطتها لهذا العام، فقالت: "أريد تأمين ثمن المهر لأبني البّكر لأقوم بتزويجه، اضافة الى تطوير البقالة وتوسيعها".

 

وتعتبر "عبدالله" اجواء قطف ثمار الزيتون "بموسم الفرح" لما فيه من تكافل اجتماعي، وتجمع الاقارب واصدقاء العائلة ومساعدة بعضهم البعض، كما وصفت شعورها وهي بين اشجار الزيتون "بالجنة" بالنسبة لها، حيث تُباشر بعد انتهاء محصولها الى مساندة الجيران والعائلات التي لا حول ولا قوة لديها في القطف.

عند ذكراسم "انعام" بين اوساط ابناء القرية، فإنهم يستذكرون شهامة المرأة الفلسطينية المثابرة التي لا تعرف الكلل أوالملل، بل تحذو حذو المرأة التي تنادي بها المؤسسات النسائية والمدافعة عن حقوق المرأة.

 

 

 

 

المزيد من الصور
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
"انعام" مثال المرأة الفلسطينية الكادحة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017