الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"التعليم البيئي": فيروس أنفلونزا الطيور يتطلب الوقاية والإرشادات لا الشائعات
تاريخ النشر: الأحد 25/01/2015 05:07
"التعليم البيئي": فيروس أنفلونزا الطيور يتطلب الوقاية والإرشادات لا الشائعات
"التعليم البيئي": فيروس أنفلونزا الطيور يتطلب الوقاية والإرشادات لا الشائعات

 بيت لحم: أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورقة حقائق حول فيروس أنفلونزا الطيور، في ظل تأكيدات وزارة الزراعة اكتشاف بؤر للمرض في بعض مزارع المحافظات الشمالية، وإعدام مجموعات منها، قبل أيام. واستهل المركز الورقة بدعوة المواطنين إلى عدم خلق حالة رعب ونشر شائعات حول المرض، وبخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، والتقيد بتعليمات وزارتي الزراعة والصحة، والاستماع إلى ما يصدر عنهما من إرشادات.

"سلاح" الوقاية
وحثت الورقة المواطنين الذين يتعاملون مع الدواجن التوجه الفوري لأقرب مستشفى في حال ظهرت أعراض أنفلونزا عليهم؛ لأن تلقي العلاج  خلال 24 ساعة من ظهور أعراضه يزيد من معدلات الشفاء، ويُقلل احتمالات الوفاة.
ودعت المزارعين وتجار اللحوم ومن يتعاملون مع الدواجن إلى اتخاذ إجراءات احترازية عند التعامل مع الطيور، خصوصًا التي تظهر عليها الأعراض المرضية تجنباً لنقل العدوى، كتغطية الفم والأنف خلال الاقتراب من الدواجن، والغسل الجيد للأيدي بعد التعامل معها، وتفادي اصطحاب الأطفال إلى المزارع، وفصل الطيور عن الأماكن القريبة من المساكن، وتجنب ذبح الدواجن بعيدًا عن المسالخ والإشراف الصحي، والتوقف عن اصطياد الطيور المُقيمة والمهاجرة، والتخلص من فضلات الحيوانات بصورة سليمة.
ووجهت الورقة إرشادات عامة للجمهور كغسل لحوم الطيور جيدًا، والاهتمام بنظافة الأدوات والسكاكين، وعدم استعمالها في تقطيع الخضار، وسلق لحوم الطيور والبيض قبل تناولها، بدرجة حرارة مرتفعة ( يموت الفيروس بين درجة 60-70 مئوية)، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والكف مؤقتاً عن عادات التحية الحميمة كالتقبيل؛ خشية انتشار العدوى.
جهود
وذكّرت بتوصيات "التعليم البيئي" عام 2005، التي تبناها مجلس الوزراء ووزارة الصحة وقتئذ، وتضمنت إنشاء لجنة وطنية عليا لمتابعة أنفلونزا الطيور، برئاسة وزارة الصحة وعضوية وزارة الزراعة والأطر الصحية الأهلية والرسمية والجامعات، ووضع خطة وطنية لمواجهة الفيروس من مستلزمات طبية وألبسة وإرشادات وتوعية إعلامية بشتى الوسائل، وإجراء فحوصات دورية في أماكن تجمع الطيور البرية ومزارع الدواجن، وتشكيل مراكز حكومية في المحافظات للتبليغ عن أهم المستجدات المتصلة بالفيروس، عدا عن منع استيراد الطيور الداجنة، وحظر الصيد للطيور المقيمة والمهاجرة.
وقالت الورقة التي استندت لمعطيات منظمة الصحة العالمية وتقاريرها، إن أنفلونزا الطيور مرض فيروسي مُعد يصيب الطيور. ومن الملاحظ أنّ معظم فيروسات هذا الوباء لا تصيب البشر؛ غير أنّ بعضاً منها، كفيروس H5N1، يتسبّب في وقوع حالات عدوى وخيمة للإنسان. فيما تُفسر معظم حالات العدوى البشرية بالفيروس H5N1  إلى التعامل المباشر أو غير المباشر مع طيور حيّة أو نافقة تحمل العدوى. ولا توجد أيّة معطيات تثبت إمكانية انتقال المرض إلى البشر عن طريق الطعام المطبوخ بطريقة جيّدة.
ووفق الورقة، فإن هذا النوع من الأنفلونزا فيروس مُعدٍ يُصيب الطيور - لاسيما الطيور المائية البرية مثل البطّ والإوز- ولا يتسبّب في غالب الأحيان، في ظهور أيّة علامات مرضية. ويمكن لفيروساته الانتقال أحياناً إلى الدواجن، والتفشي على نطاق واسع، فيما تمكّنت بعض أنواعه من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع، وإحداث مرض أو عدوى غير مصحوبة بأعراض سريرية للإنسان أو الثديات الأخرى.
وتابعت: تنقسم فيروسات أنفلونزا الطيور إلى فئتين حسب قدرتها على إحداث المرض لدى الدواجن، الأولى شديدة الإمراض وفئة قليلة الإمراض. وتؤدي الفيروسات الشديدة إلى ارتفاع معدلات الوفاة (التي يمكنها أن تبلغ نسبة 100% في غضون 48 ساعة) لدى بعض أنواع الدواجن. أمّا الثانية ممثلة بالفيروسات القليلة الإمراض، فإنّها تتسبّب أيضاً في التفشي بين الدواجن ولكنّها لا تؤدي، عموماً، إلى حدوث مرض سريري وخيم.
تاريخ
واستعرضت الورقة تاريخ هذا الوباء، الذي ظهرت أول إصابة به في إيطاليا عام 1878، فيما  وصل النمط الفيروسي الفرعي)  H5N1 وهو أحد فيروسات أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض) البشر لأوّل مرّة، عام 1997 أثناء فاشية ظهرت تفشيه بين الدواجن في هونغ كونغ. وتمكّن الفيروس، منذ ظهوره وانتشاره مجدّداً على نطاق واسع في عامي 2003 و2004، من الانتقال من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا ومن الاستحكام بين الدواجن في بعض البلدان، ممّا أدى إلى وقوع ملايين من الإصابات بين الدواجن وعدة مئات من الحالات البشرية التي أسفرت عن كثير من الوفيات.  في وقت يتجاوز معدل الإماتة الخاص بحالات العدوى البشرية الناجمة عن الفيروس  H5N1 بكثير، معدل الإماتة الخاص بحالات العدوى الناجمة عن فيروسات الأنفلونزا الموسمية.
وسلطت الورقة الضوء على الفيروس H5N1 وما ينجم عنه لدى الكثير من المرضى، إذ يتخذ مساراً سريرياً يتسم بعدوانية غير مألوفة، فهو يؤدي إلى تدهور حالة المريض الصحية بسرعة وإلى حدوث نسبة عالية من الوفيات. وعلى غرار معظم الأمراض المستجدة، ما زال يُجهل الكثير عن مرض الأنفلونزا الذي يحدثه هذا الفيروس لدى البشر.
أعراض
ووالت: قد تكون فترة حضانة الفيروس H5N1 أطول من فترة الحضانة العادية الخاصة بالأنفلونزا الموسمية العادية التي تتراوح بين يومين وثلاثة أيام تقريباً. وتشير البيانات الراهنة بشأن العدوى الناجمة عن الفيروس H5N1 إلى أنّ فترة حضانة ذلك الفيروس تتراوح بين يومين وثمانية أيام، وقد تصل أحياناً إلى 17 يوماً. وتوصي منظمة الصحة العالمية، حالياً، باعتماد فترة حضانة مدّتها 7 أيام لدى الاضطلاع بتحرّيات ميدانية ورصد مخالطي المرضى.
وأشارت إلى أعراض المرض الأولية، كالإصابة بحمى شديدة تفوق حرارتها، عادة، 38 درجة مئوية، وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. وقد أُبلغ أيضاً عن إصابة بعض المرضى، في مراحل المرض الأولى، بإسهال وتقيؤ وألم في البطن وألم في الصدر ونزيف من الأنف واللثّة.
وقالت: من السمات الملاحظة لدى العديد من المرضى تطوّر علامات مرضية في السبيل التنفسي السفلي في المراحل المبكّرة من المرض. ويُصاب المريض، استناداً إلى المعطيات الراهنة، بصعوبة في التنفس بعد حوالي خمسة أيام من ظهور الأعراض الأولى. وغالباً ما تُشاهد أيضاً أعراض من قبيل ضائقة التنفس وبحّة الصوت وكركرة الاستنشاق. ويتباين لدى المرضى إنتاج البلغم، الذي يحتوي على دم في بعض الأحيان.
وأضافت: يبدو أنّ عامل الخطر الأوّل المؤدي إلى إصابة البشر بالعدوى هو التعرّض، بشكل مباشر أو غير مباشر، لدواجن حيّة أو نافقة تحمل العدوى أو لبيئات ملوّثة بالفيروس.
وتابعت الورقة: لا توجد أيّة دلائل توحي بإمكانية انتقال الفيروس H5N1 إلى البشر عن طريق لحم الدواجن أو البيض المعدّ بطريقة مناسبة. وليس هناك سوى بضع حالات بشرية التي تم عزوها إلى استهلاك أطباق معدّة من دم الدواجن النيئ والملوّث بالفيروس. غير أنّ من عوامل الخطر المحتملة، ذبح الدواجن الحاملة للعدوى ونزع ريشها ومناولة جثثها وتحضيرها للاستهلاك، لاسيما في البيوت.
بلسم
واختتمت الورقة بالإشارة إلى الدلائل التي أكدت أنّ بعض الأدوية المضادة للفيروسات، ولاسيما "الأوسيلتاميفير"، كفيلة بتقليص فترة تنسّخ الفيروس وزيادة احتمال البقاء على قيد الحياة. وينبغي، في الحالات المشتبه فيها، وصف هذا الدواء في أسرع وقت ممكن (على الأفضل في غضون 48 ساعة بعد ظهور الأعراض) وذلك للحصول على أقصى قدر من المنافع العلاجية. وقد يتعثر امتصاص الدواء لدى المصابين بحالات وخيمة من العدوى الناجمة عن الفيروس H5N1 أو المصابين بأعراض معِدية معوية وخيمة جرّاء ذلك الفيروس. وينبغي مراعاة ذلك الاحتمال لدى التدبير العلاجي لأولئك المرضى.
 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017