الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قريبا في عقابا أول مدرسة خضراء بفلسطين لاستغلال الطاقة المتجددة
تاريخ النشر: الخميس 28/05/2015 14:12
قريبا في عقابا أول مدرسة خضراء بفلسطين لاستغلال الطاقة المتجددة
خلال التجهيزات لبناء المدرسة (تصوير: بلدية عقابا)

خاص (أصداء)- إكرام عودة

مع زيادة الوعي عالميا حول ضرورة الحفاظ على البيئة المحيطة من أجل منح الإنسانية حياة أفضل انبثقت فكرة "المباني الخضراء" التي تلقى رواجا ملحوظا في الدول المتقدمة، إلا أن هذه الفكرة بدأت تخطو أولى خطواتها في فلسطين، فها هي بلدة عقابا بمحافظة طوباس تحتضن اليوم مشروعا لأول مدرسة صديقة للبيئة في فلسطين، ومن المتوقع أن يرى هذا المشروع النور في شهر آذار من العام القادم.

بداية الفكرة

يقول رئيس بلدية عقابا جمال أبو عرة إن بداية هذه الفكرة كانت تتمثل بمدرسة عادية تمكنت البلدية من الحصول على تمويل لها بنسبة 700 ألف دولار، إلا أن الجهة الشريكة وهي مؤسسة "مجتمعات عالمية" التابعة لمؤسسة ""USAID أعجبت بتصاميم المدرسة، علاوة على جمال الطبيعة في بلدة عقابا، فهذا كله أدى إلى تحويل المشروع من مدرسة عادية إلى مدرسة خضراء وصديقة للبيئة.

 

ويضيف أن موقع بلدة عقابا المميز، واكتساءها بالثوب الأخضر، ساهم في دفع مؤسسة "مجتمعات عالمية" لاختيار بلدة عقابا لإنشاء أول مدرسة صديقة للبيئة في فلسطين بها قائلا: "بشهادة مؤسسة مجتمعات عالمية، فان بلدة عقابا من أجمل المناطق الفلسطينية، حيث تسيطر المساحات الخضراء والأجواء الطبيعية المميزة عليها".

 

ويؤكد أبو عرة أن الهدف الأساسي من هذا المشروع المقام على أراضي البلدة هو تشجيع الحفاظ على البيئة لدى الجيل الناشيء، وكون هذه المدرسة ستكون صديقة للبيئة فهذا كفيل بإعداد أجيال ترعرعت على حب البيئة والحرص على الحفاظ على الطبيعة، في ظل انتشار الملوثات بشكل كبير جدا كنتيجة من نتائج التطور التكنولوجي، وارتأت الجهات المسؤولة إطلاق اسم "الخضراء الثانوية للبنات" على المدرسة، وهو اسم يتناسب مع كونها مدرسة صديقة للبيئة.

 

وتسعى بلدية عقابا لوضع خطة إستراتيجية متكاملة للوصول إلى بلدة صديقة للبيئة وليس مدرسة صديقة للبيئة وحسب، ومن المتوقع أن تكون المدرسة جاهزة للافتتاح بتاريخ 29/3/2016، فالعمل على بناء المدرسة قد بدأ منذ شهر تقريبا، وفقا لرئيس البلدية.

 

إنشاء مدرسة جديدة صديقة للبيئة ولأول مرة في فلسطين بإمكانه أن ينعكس بشكل ايجابي على البلدة والمنطقة المحيطة، فهو كفيل بنشر فكرة مجتمعات وأجيال صديقة للبيئة، ويعمل على زيادة التوجهات الفعلية لنشر فكرة المباني الخضراء في فلسطين، وفي حال نجاح هذه التجربة فإن البلدية ستعمل على ايجاد التمويل لتطبيق هذا النظام على المدارس الست الأخرى المتواجدة في البلدة.

 

من جانبه أوضح رئيس اللجان الفنية للمجلس الأعلى للبناء الأخضر الدكتور معتصم البعباع أن الهدف من المشروع يتمثل في التوجه الحالي لدى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والمؤسسات المانحة لتحسين الوضع البيئي في المدارس الفلسطينية كونه وضع سيء، حيث لا وسائل للتدفئة في الشتاء أو للتبريد في الصيف متوافرة في المدارس، وهذا يؤثر بدوره على صحة الأطفال في المدارس.

 

كما أن المواد المستخدمة في إنشاء المدارس تحوي على مواد ضارة بصحة الطالب، فبعض الدهانات تحتوي على مادة الرصاص التي تترك آثارا سلبية على صحة الانسان على المدى البعيد، وهذا بدوره خلق توجها ملحوظا لدى وزارة التربية والتعليم لتحسين الوضع الصحي المدرسي من خلال البدء بالتخطيط للمدارس الخضراء.

 

تصميم المدرسة

على مساحة ثلاثة دونمات ونصف يتم  إنشاء مدرسة "الخضراء الثانوية للبنات"، ويقوم تصميم المدرسة على معايير صديقة للبيئة للمحيطة، منها التركيز على توفير الطاقة المستخدمة، فسمك جدار المدرسة يصل الى حوالي 52 سنتيمترا، وهذا يحاكي تصميم المباني القديمة "بيوت العقد"، والتي تمتاز بكونها باردة صيفا ودافئة شتاء، مما يغني عن استخدام وسائل التبريد والتكييف.

 

ويضاف إلى ذلك وجهة المدرسة التي تم اختيارها بطريقة تسمح بدخول أشعة الشمس للمبنى بشكل سهل ودائم، الذي يسمح بتوفير الطاقة التي ستستخدم للإنارة، كما سيتم استخدام بئر المياه الموجود في البلدة بتقنية توفر حوالي 70% من المياه اللازمة للمشروع، وانتهاء بكون التدخين ممنوع في بيئة العمل، مما يؤكد مدى صداقة المدرسة للبيئة المحيطة.

صعوبة تعميم الفكرة

وحول إمكانية تحول كافة المدارس الفلسطينية لمنشآت خضراء، يؤكد البعباع رغبة وزارة التربية والتعليم والجهات الأخرى بتطبيق ذلك، إلا أن المشكلة تتمثل بوجود آلاف من المدارس التي بعضها قديمة ولا تتحقق فيها شروط البناء الأخضر، وتحويل مثل هذه المباني إلى بناء أخضر مكلف جدا، منوها إلى كون المباني الحديثة اليوم تلتزم بالحد الأدنى من المعايير الخاصة بالبناء الأخضر.

 

ويختتم البعباع حديثه بالتأكيد على كون فلسطين هي من أهم دول العالم التي تحتاج لمثل هذه المنشات الصديقة للبيئة، كون المباني الخضراء موفرة للطاقة وللمياه التي نحن بأمس الحاجة اليها، فالمباني الخضراء في فلسطين ستحل مشكلة هدر الطاقة الطبيعية الناتجة عن التصميم الخاطئ للمباني.

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017