memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
تقرير اسراء وولاء الجابي
أفكارٌ مقيدة، وأقلامٌ مكبلة، سياسةٌ ممنهجةٌ لتكميم الأفواه وتضليل الحقائق، وانتزاعٌ للحرية ممن وُكِل بإيصالها والتعبير عنها، سلطةٌ جردت من نفوذها، ورأيٌ محكومٌ بطابعٍ سياسي دثر بعباءة الانقسام ولحف بحجة الاحتلال، قمعٌ وسلبٌ لأبسط الحقوق غطته قوانين ضبابية مهشمة، وفضاءُ حرية كلما حاولت الغوص في غماره وخوض سراديب مجهوله لفظتك بقسوةٍ قوانينه الجائرة.
"الحرية سقفها السماء" هي الجملة المعهودة التي يصدح الرئيس الفلسطيني بشكل دائم بها، فالصحفي الفلسطيني والذي من المفترض أنه ناقلاً للواقع بكافة حذافيره عند سماعه لهذه الجملة تصيبه عزيمة مفادها كشف الحقائق والفساد سواءً على صعيد ممارسات الاحتلال أو على صعيد الفساد الداخلي الفلسطيني، ولكن ما خفي كان أعظم، فبعد أن يبدأ بالمشي قدماً في هذا الطريق متسلحاً بهذه الجملة ومستنداً على ذلك بنص المادة الثانية من قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني والتي مفادها أن "الصحافة والطباعة حرتان، وحرية الرأي مكفولة لكل فلسطيني، وله أن يعرب عن رأيه بحرية قولاً، كتابة، وتصويراً ورسماً في وسائل التعبير والإعلام" يصدم بواقع أن هذه النصوص ما هي إلا حبرٌ على ورق.
ففي ذلك يقول الصحفي الفلسطيني المخضرم معين شديد "من المفترض أن الصحافة هي السلطة الرابعة كما يسمونها لكن واقع الصحافة الفلسطينية رغم التطورات الكبيرة في مجال التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات لم يعد كذلك، فهناك الكثير من الأمور التي أدت إلى اضمحلال دوره".
ويوضح شديد "من الأمور التي أفقدت الإعلام دوره الفعال في المجتمع وأدت إلى اختفاء تأثيره ظهور صحافة المواطن تزامناً مع التطور الكبير الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والتويتر واليوتيوب وغيرها من تلك المواقع، حيث أصبح بإمكان كل مواطن أن يكون صحفياً ينشر الأخبار ومجمل التطورات سواءً بواقعية ومصداقية أو لا من خلال صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي مما أدى إلى تلاشي دور الإعلام".
ومن جهته يؤكد الصحفي أمين أبو وردة مدير موقع أصداء للصحافة على شبكة الإنترنت غياب حرية الصحافة، ويقول "حرية الرأي في المجتمع الفلسطيني متذبذبة حسب الأوضاع السياسية والعلاقات الحزبية خاصة في ظل الانقسام فبالتالي كلما ازدادت الفجوة والشقاق ارتفعت نسبة الحد من الحرية".
ويتابع حديثه "إبداء الرأي للصحفي مرتبط بالوضع السياسي الراهن, فالانقسام زاد من الملاحقة، وأوقع الصحفيين في خانة التجاذبات، إضافة إلى أن الوضع القائم من الممكن أن يؤدي كما وأدى إلى تفضيل بعض الصحفيين لتغيير مهنهم خوفاً من استمرار الملاحقة، فوضعنا هنا في فلسطين استثناء، احتلال وانقسام".
ويتابع حديثه "للأسف قوانين الإعلام في فلسطين ضبابية ولا تصب في مصلحة الإعلاميين بحيث تتم معاقبتهم تحت طائلة بنود غير مفهومة".
ومن جهته يقول صحفي يعمل في فضائية رسمية رفض التصريح عن اسمه "بشكل عام هناك تعتيم من قبل الإعلام الرسمي نوعاً ما وخصوصاً على القضايا الداخلية، فالحرية مقيدة بعض الشيء خاصة لعدم وجود قانون للإعلام قادر على حماية الصحفيين، فالإعلام أيا كانت الجهة المسؤولة عنه فهو يخضع لقوانين النشر لذا وجدت تلك ضوابط التي تحد من حرية الصحفي، لكن عموماً مقارنة بالأعوام السابقة هناك هامش من الحرية في هذه الأيام".
ويتابع "من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الحد من حرية الإعلام الاحتلال وغياب دور المجلس التشريعي وكذلك نقابة الصحفيين خاصة في غزة فالحكومة هناك تمنع الصحفيين من الاحتجاج على النقابة كي لا تلتزم بدورها نحوهم، كما ومن أصعب المعيقات التي تحد من حرية الصحفي هي رقابته الذاتية على نفسه".
ويستطرد الصحفي معين شديد حديثه "أنا أطلق دائما على الإعلام الفلسطيني الإعلان الفلسطيني، فللأسف المال دخل كثيراً على خط الإعلام وبات يؤثر على الكثير من القضايا التي تتعلق بأمور حياتية ومصيرية تهم الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، فربما حسابات الربح والخسارة لدى الكثير من أصحاب ومالكي وسائل الإعلام الفلسطينية يحسبون ألف حساب قبل أن يقوموا بالنشر".
وينهي شديد حديثه موجهاً رسالة لطلاب الإعلام والصحفيين الجدد قائلا "أنتم الجيل القادم في عالم الصحافة الفلسطينية عليكم مهام مضاعفة عن المهام التي كانت ملقاةً على عاتق الإعلاميين الفلسطينيين في ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي، فآمل منكم أن تقوموا بتأدية الرسالة خير تأدية دون الاكتراث لكافة المحاذير التي يضعها البعض، فالسيد الرئيس قال الحرية سقفها السماء ولكن للأسف هناك من يحاول أن يجعل سقفها سقف زينكو من أيام الستينات فبالتالي التحديات أمامكم أكبر وآمل أن تنجحوا في اجتيازها وتخطيها".