الرئيسية / الأخبار / فلسطين
منى الطنيب.. مزارعة صامدة تغيظ الاحتلال بمشاريع استثمارية
تاريخ النشر: الخميس 28/04/2016 13:08
منى الطنيب.. مزارعة صامدة تغيظ الاحتلال بمشاريع استثمارية
منى الطنيب.. مزارعة صامدة تغيظ الاحتلال بمشاريع استثمارية

 طولكرم-هديل أبو شهاب- على مساحة ما يقارب 15 دونماً وبين حطامي جدار الفصل العنصري ومصانع "جيشوري" الإسرائيلية المقامة  على أراضي المواطنين في المنطقة الغربية لمدينة  طولكرم تتحدى المزارعة الفلسطينية منى الطنيب (53 عاماً) الجدار العنصري  وتصمد على المتبقي من أرضها بمشاريع استثمارية تعيل فيها عائلتها المكونة من 8 أفراد.

 

 أتمت منى الطنيب عامها الثاني والثلاثين وسط جدران إسرائيلية رمادية اللون لا تتوقف عن التمدد،  تحرث أرضها وتزرعها بأكثر من عشرين صنفا من الخضراوات والفواكه، تقاوم حيل الاحتلال وتصارع للبقاء على أرضها.

 

تؤرخ منى لمشكلتها بالعام 1983 حين شرع الإسرائيليون بإنشاء المنطقة الصناعية، لتبدأ بعدها بنفث أدخنتها وإلقاء نفاياتها في سماء وارض المنطقة.

وتضيف أن العائلة كثيرا ما اشتبكت بالأيدي والحجارة مع المستوطنين الذين لم يتوقفوا عن دخول الأرض واقتلاع النباتات، مضيفة أن الاحتلال يستخدم كل الوسائل محاولة منه لاقتلاعها من أرضها.

 

وبينما كانت تتجول في مزرعتها الواقعة خلف مصنع "جيشوري" استقبلت منى بجسدها الضئيل الذي يكاد أن يختفي تحت قبعة رياضية كبيرة، طاقم "أصداء" الاعلامي، قالت "إنها مصرة على البقاء في أرضها، رغم كل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى اقتلاعها منها".

 

وتؤكد منى أن الأرض تعني لها الكثير، فهي ليست مصدر رزق فحسب بل ترتبط كذلك بذكريات العائلة الجميلة "فهنا نطق أبنائها أول حرف، وهنا مشوا أول خطوة" كما تشرح، ولكنها عندما تتطرق إلى الهلع الذي ينتابها كلما اقترب جنود الاحتلال أو المستوطنين من أولادها تقول: "أتمنى أن يجدوا عملا أخر اقل تعبا وخطورة فلا احد يحب المعاناة لابنائه".

 

وتحوي المزرعة في هذه الأيام على زوايا عدة، منها "البايوجاز" وهو غاز طبيعي من روث الحيوانات، وجهاز شمسي لتجفيف الخضار الفائضة في المزرعة، وتخزينها في عبوات خاصة، ومن ثم استخراجها عندما يكون السوق بحاجة لها، كما تحوي على ثمار البندورة والخيار والفاصولياء والفليفلة...

 

وتضيف منى الطنيب  "أن الهدف الأساسي من المزرعة هو استثمار الأرض بحمايتها من المصادرة لتوسطها جدار الفصل العنصري والمصنع الإسرائيلي، والنهوض بمشاريع تساعد المزارع الفلسطيني وتخرج بطرق بديلة لإنتاج الغاز".

 

وتؤكد الطنيب أن المشاريع الابتكارية في المزرعة هي جهد شخصي ويساعد فيها طلبة الزراعة المتدربين من جامعة خضوري في طولكرم.

 

وعانت الطنيب هي وعائلتها من اضرار بيئية كثيرة نتيجة مخلفات المصانع الكيماوية التي دمرت واتلفت الكثير من المساحات الزراعية التي تمتلكها، مؤكدة أن ابنها سقط في مجرى مخلفات المصانع التي كانت تخترق أرضها عندما كان عمره ثلاثة سنوات، حيث أصيب بتكمش الرئتين وتضخم في احشائه الداخلية والتهاب حاد في العيون.

 

وتبلغ مساحة  مزرعة الطنيب حاليا 15 دونماً، بعد أن صادر الاحتلال أكثر من نصف مساحتها، وكانت عام 1985 معسكرا لتدريبات جيش الاحتلال وهددت بالمصادرة وتعرضت للتجريف لأكثر من مرة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017