بيت لحم-أصداء-هديل أبو شهاب- قال خبير فلسطيني ينشط في الحفاظ على الطيور والحياة البرية الفلسطينية أن طائر العويسق مهدد بالانقراض، حيث لم يتبقى منه سوى مئات الآلاف على مستوى العالم بما فيها فلسطين.

وقال المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين عماد الأطرش أن هذا الطائر يشكل للشعب الفلسطيني وما يمثله من قوة ومرونة وإصرار رمزا لصموده وعزيمته القوية وإصراره على البقاء مثله. منوها إلى ان الجمعية تنشط في كل المجالات للحفاظ على هذا الطير وتثقيف المواطن على الحفاظ عليه وعدم المساس به.

 وأضاف ان مجموعات تم تنظيمها وتجوالات لنشطاء وإعلاميين ومصورين من اجل نشر التوعية حول هذا الطير وحمايته من الانقراض وانه تم تحقيق الكثير من النتائج الايجابية في هذا المجال.

وأوضح الأطرش انه لوحظ الانخفاض بعد العام 1960 خاصة في الجزء الغربي من منطقة تواجده في العالم، فعلى سبيل المثال في اسبانيا كانت أعداده تفوق  10,000طير ولكن بعد الستينيات من القرن الماضي قلت أعداده بشكل كبير لتصل إلى النصف تقريبا، أما فلسطين فيوجد ما يقارب 250-300  زو ج في بعض المناطق الطبيعية والتجمعات السكانية أثناء هجرتها لفلسطين.

وأوضح أن العويسق أو ما يسمى ب صقر الجراد هو طائر ينتمي إلى فصيلة الصقريات وهو زائر صيفي حيث يهاجر في الصيف ويقضي الشتاء في أفريقيا وباكستان وأحيانا في العراق والهند، سجل وجوده في شمال فلسطين وعدة مناطق من البلاد في القدس القديمة، وادي قدرون/برية القدس، أريحا/ جبل قرنطل وجنين وشرق يافا، حيث تناقصت أعدادها في القدس إلى 50% في السنوات الأخيرة وأخذت أعدادها بالتراجع إلى أن أصبحت من الطيور المهددة بالانقراض حسب القائمة الحمراء.

وأضاف ان العويسق يعيش في المباني القديمة والممرات الجبلية الضيقة بالإضافة إلى السهول الواسعة والأراضي الجافة، حيث تتواجد على هيئة مستعمرات في الثقوب الموجودة بالسقوف والجدران أو في الشقوق بين الصخور، فهو يشبه العوسق كثيرا لكنه أصغر حجما وأنحف وأقل نقاطا، يبلغ طوله ما يقارب 30-36 سم وامتداد جناحيه 63-74 سم حيث تكون الأجنحة دقيقة بعض الشيء وصفقاتها أسرع حيث ترفرف بشكل أقل من العويسق.

ونوه إلى  طيور العويسق تهاجر على شكل أسراب مؤلفة من المئات وتجثم هذه الأسراب على الأشجار خلال رحلتها، حيث تنتقل إلى إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى خلال فصل الشتاء لتصل إلى البلاد في فصل الصيف من أجل التفريخ، وتتكاثر هذه الطيور ما بين آذار وأيار وتضع بيوضها (4-6 بيضات) في الجدران القديمة من الأبنية وفي الشقوق والمناطق الجبلية المرتفعة والجروف والأشجار وتتجمع الأزواج حول الأعشاش لحمايتها ومساندة الإناث فهي تقوم باحتضان البيض الذي تضعه لفترة تتراوح بين 28-31 يوم ثم تفقس البيوض على دفعات تستمر لعدة أيام إلى أن تفقس البيضة الأخيرة ويكون الأصغر هو الأكثر عرضة للموت لأنه لا يمكن أن يتنافس بشكل جيد على الغذاء، وعندما يقل الغذاء يقتل الصغير من قبل الأشقاء الأكبر ويتغذون عليه، فهي تبقى في حضانة أمها لمدة يومين أو أربع أسابيع ثم تطلق للبحث عن غذائها بنفسها.

وعزا الأطرش أسباب تراجعها إلى تدهور الموائل الطبيعية لها نتيجة لتكثيف الزراعة والتشجير والتحضر والزحف العمراني، كما تؤثر المبيدات الحشرية بشكل مباشر وغير مباشر من خلال تسممها بالمبيدات وتخفيض عدد الفرائس بالإضافة إلى سرقة البيوض وصيدها، وهذا أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل هائل. علاوة على ذلك المنافسة الشديدة بين الأنواع الأخرى من الطيور المفترسة مثل الغربان والتي ازداد عددها بشكل كبير خلال العقدين الماضيين حيث أدت إلى إزعاج طيور العويسق خلال فترة التعشيش ومنافستها على أماكن تعشيشها.

واعتبر الأطرش أن فلسطين تمتاز بتعدد مواطنها وبيئاتها والتنوع الحيوي فيها، فهي تضم ما يقارب 2700 نبتة برية، 550 نوع من الطيور، 92 نوع من الثدييات والمئات من الزواحف بالإضافة إلى آلاف الحشرات، فهذا التنوع الحيوي يعتمد على تنوع الأنظمة البيئية والمناخية للبلاد، حيث تقسم فلسطين إلى أربعة مناطق من حيث الأقاليم الحيوية الجغرافية وهي:منطقة إقليم البحر المتوسط، والإقليم الإيراني الطوراني، والإقليم الصحراوي العربي، وإقليم المنطقة الاستوائية.