الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مقام سلمان .. معلمٌ أثري يكتوي بنار الاستيطان
تاريخ النشر: الأربعاء 01/03/2017 06:54
مقام سلمان .. معلمٌ أثري يكتوي بنار الاستيطان
مقام سلمان .. معلمٌ أثري يكتوي بنار الاستيطان

  نابلس:محمد درويش

في أطراف جنوب نابلس وعلى قمةٍ جبلية، يتربع معلمٌ أثري إسلامي، اختطفته الأيادي الدخيلة، وأزكمت الأنوف رائحة التطرف اليميني المنبعثة من "يتسهار" القريبة، فبات مقام سلمان الفارسي مزاراً لذوي قبعات النجمة السداسية بعد أن كان ذي صبغة إسلامية فلسطينية ومزارا لمئات المواطنين، ورمزا للحضارات القديمة التي تعاقبت على فلسطين منذ فجر التاريخ.
فمنذ العهد العثماني انتشرت المقامات الأثرية والتاريخية في أعالي الجبال في فلسطين كنقاط بريد وتواصل وأماكن مراقبة واتصال لنقاط ممتدة لمناطق مختلفة كانت تقبع تحت الحكم العثماني.
يقول الحاج نصر الدين علان من بلدة عينابوس جنوب نابلس:" كان مقام سلمان الفارسي نقطة مراقبة واتصال وهو أحد النقاط الممتدة على أرجاء مختلفة من مناطق بلاد الشام التي كانت تقع تحت الحكم العثماني وامتدادا إلى المدينة المنورة، وذلك من أجل إيصال المعلومات والتراسل ما بين هذه المناطق".
ويقول الأستاذ أحمد كامل من بلدة مادما جنوب نابلس:" هذه المقامات المنتشرة على رؤوس الجبال في فلسطين بنيت في العهد العثماني كنقاط بريد وأماكن مراقبة، وأخذت أسماء صحابة وأناس صالحين لا يشترط أن يكون هناك علاقة بين التسمية وبين وجود من حملت اسمه فيها".
ويضيف كامل" وربما سمي اسم المقام نسبة للصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي زار هذه المناطق، ومع الأسف لا يوجد مراجع تاريخية لكثير من الآثار والقرى في بلادنا، بسبب الإحتلال المتتالي لهذه البلاد عبر العصور وعدم الإهتمام البحثي والعلمي من الجهات المختصة في بلادنا".
 كانت وما زالت هذه المقامات تحظى باهتمام كبير من الناس ولكن بصورة عفوية وغير منظمة، خالطها الكثير من الخرافات والشعوذة وعلى شكل مواسم.
يقول المواطن مازن حمد من بلدة عينابوس": هذه المقامات حظيت اهتماما من قبل الناس وذلك للتبرك من المكان من بينها مقام سيدنا موسى عليه السلام في الخان الأحمر، وكذلك في مقام سلمان الفارسي قبل استيلاء المستوطنين عليه في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وجعله مزارا للمستوطنين".
ويكمل حمد:" كان مقام سلمان مزاراً للمواطنين الذين كانوا يتوافدون عليه من قرى مادما وبورين وعصيرة القبلية وعوريف وعينابوس وذلك لوفاء النذور، حيث كان الناس يعتقدون بأنه مسكون بالأرواح حيث كان الكبار يوصينا أذا ما دخلنا المقام لا نخرج منه إلا مشيا للخلف وألا ندير ظهورنا له وأنه لا يجوز القطع من أشجار البلوط التي حوله". 
كان الناس يزورون مقام سلمان الفارسي ويؤدون فيها طقوسا مختلفة ولوفاء النذور كالحلاقة للأطفال أو الطهور وطقوسا مختلفة.
يستذكر الحاج رشيد درويش وهو ابن السابعة من عمره عندما أخذ إلى مقام سلمان وذلك لحلاقة شعره، يقول الحاج رشيد درويش (63عاما):" عندما كنت طفلا ابن سبعة سنوات اصطحبوني أهلي وأقاربي وأصدقائي إلى المقام بزفة كزفة العرس وذلك لحلاقة شعري وأقيمت الزغاريد والأغاني يا ليتها من ذكريات جميلة".
ويكمل درويش" أتمنى أن لو أزور المقام ولو مرة فيما تبقى من حياتي لكي أستعيد شريط ذكرياتي التي كنت أقضيها في ذلك المقام الذي بني على أعلى نقطة في جبال جنوب نابلس، فمن هناك تشاهد البحر والداخل الفلسطيني المحتل".
إن الأماكن الأثرية والتاريخية والمقامات تعتبر من الشواهد التي لا تزال شاهدة على عروبة هذه الأرض وإسلاميتها.
حدثنا الأستاذ أحمد كامل:" إن هذه المقامات شاهد قوي على تجذرنا بهذه الأرض منذ قرون طويلة، ولهذا عمد الإحتلال على السيطرة على الكثير منها ومنع الناس من زيارتها، وعمد أما على تهوديها أو هدمها ظنا منه أنه بذلك يغير هوية الأرض التي لو نطق شجرها وحجرها لقال انا مسلم عربي".
وبعينتين يخرج منهما شعاع الحنين يضيف كامل:" وعلى أمل التحرر من نير ونار الإحتلال يبقى في القلب حنين لهذه المقامات التي ارتبطت بذاكرة الطفولة لدينا".
 
 
 
mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017