الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بتير.. القرية الساحرة
تاريخ النشر: الجمعة 20/09/2019 22:06
بتير.. القرية الساحرة
بتير.. القرية الساحرة

تسنيم ياسين
يشق القطار طريقه بين جبال قرية بتير غرب بيت لحم ناقلاً عابري الأرض من المستوطنين بين تل أبيب ويافا، تظلله حدائق القرية التي كانت شاهدة على رحلة سكته منذ أن كانت محطة ضمن سكة الحجاز العثمانية، إلى أن حولتها بريطانيا إلى خط يافا القدس، حتى خضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي بعد نكبة عام 1948.
لطالما كان القطار "مسمار جحا" للاحتلال الذي لم يكف عن محاولة التمدد في أراضي القرية البالغة مساحتها 420 دونماً، ومصادرتها لصالح المستوطنات بادعاء حماية المستوطنين، وإكمال بناء الجدار العازل.
قبل عام 1948 كانت القرية تتبع محافظة القدس، فبحسب نشطاء القرية فإنها كانت واحدة من 9 قرى جهزها صلاح الدين الأيوبي للدفاع عن القدس، وفي عهد الدولة العثمانية كانت آخر محطة لسكة القدس ما جعلها نقطة نشطة تجارياً، واستمرت على حالها، إلى أن حلت النكبة وما تلاها من تهجير ومحاولة عزل القدس عن محيطها أدت إلى أن تصبح ضمن محافظة بيت لحم تجاورها قرى الولجة وحوسان والخضر والقبو وبلدة بيت جالا.
كنوز أثرية وطبيعية
تسحر القرية زائريها بجبالها المهندسة صفاً صفاً، ومصاطبها الطبيعية وبيوت أهلها المنتشرة على الجبال، لتسير مفسحاً المجال لنسيم الخريف يخفف عنك حر بقايا الصيف.
في كل زاوية من زوايا القرية أثر لحضارة أرادت أن تدوم ولم يُكتب لها، فمنها الينابيع والبرك التي شيدها الرومان وقنوات المياه التي إلى الآن ما زالت تعمل وتستخدم لتمرير المياه إلى أراضي سكان القرية البالغ عددهم أكثر من 6 آلاف نسمة.
وإلى جانب البرك والقنوات، تحتفظ القرية بقبور عدد من الأولياء والجنود المشاركين في الدفاع عن القرية بفترات الفتح الإسلامي أهمها مقام أبو يزيد المدفون فيه هو وزوجه، والعمري والشيخ خطاب.
تقول الناشطة الشبابية رغد معمر: "إلى الآن تعد البركة الرومانية أهم مصدر للمياه في القرية، فيتم توزيعها كلما امتلأت بين العائلات كل حسب حاجته، وهو ما يميز القرية أن توزيع المياه وفير ولا يتسبب بأي مشاكل، ويوجد في القرية ما يقارب ال8 برك مياه وهو ما ساعد الأهالي على إدراج القرية ضمن لائحة اليونسكو بالتالي التقليل من خطر اعتداءات الاحتلال، بالإضافة للمصاطب الجبلية التي تتميز بها القرية".
للمصاطب سحر خاص للناظر، فالبيوت مصففة هندسياً على الجبال بعد أن قام الأهالي بترتيب المسارات الجبلية لمساعدة السياح على زيارة القرية والتجول بها والوصول إلى المصاطب الطبيعية باستخدام ما يقارب ال200 مليون حجر مزروعة فيها مختلف أنواع المحاصيل وبالأخص الباذنجان البتيري.
"كله أزرعه وأسقيه بيديّ وأقطفه" تتحدث إحدى نساء القرية أم محمود لفريق أصداء، "ليس هناك مثل الباذنجان البتيري، فهو مميز بأننا نحافظ على زراعته كما تعلمنا من آبائنا، وطعمه المختلف عن باقي الباذنجان، ورغم سعره المرتفع الذي قد يصل إلى 15 شيكلاً إلا أن الناس، خاصة أهالي القرية، يقبلون على شرائه".
عام 2014 نجحت مساعي سكان القرية بإدراج القرية على لائحة اليونسكو وهو ما حماها من محاولة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة عليها وفتح المجال أمام حركة السياحة المحلية والخارجية، وكذلك فتح مجالاً للجدال حول إيجابيات وسلبيات هذه الخطوة.
يشار إلا أن هذه الزيارة كانت ضمن تجوال أصداء برعاية مؤسسة الـ ActionAid.
 

 

المزيد من الصور
بتير.. القرية الساحرة
بتير.. القرية الساحرة
بتير.. القرية الساحرة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017