الرئيسية / مقالات
هذيان 2021
تاريخ النشر: الأحد 03/01/2021 06:12
هذيان 2021
هذيان 2021

رامي مهداوي
2021-01-02
العديد من المواضيع والقضايا أمامي أريد الكتابة عنها؛ ومن كثرتها أصبحت أعاني من حالة تشتت أوصلتني الى غباش في الرؤية لهذا فقدت شهية الكتابة، وقررت أن أسأل نفسي سؤالاً، بما أنني أريد كتابة أول مقال للعام الجديد_كل عام وأنتم بخير_ هل تعلمنا الدروس والعبر من عام 2020 من أجل مواجهة عام 2021؟
قمت بقراءة سريعة لأغلب مقالاتي للعام الماضي حتى أستطيع تحليل مضمون ما كان يحدث من مجريات وأحداث واستحقاقات وأنشطة وفعاليات على صعيد الساحة الفلسطينية، الإقليمية، الدولية وتبعات ذلك على قضيتنا الأساس المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي، لأجد بأننا بجدارة كنّا نهرول إمّا مكاننا أول للخلف در.
للخلف در في إدارة الحكم من خلال مؤسسات يجب إعادة نفضها من أجل مواجهة متطلبات المرحلة القادمة، للخلف در بالنسبة للفصائل والأحزاب المهترئة المُتكلسة المنغلقة على مصالحها الفردية للصف الأول لديها، للخلف در في ملف الانقسام وتبعاته الذي أصبح يتمأسس بشكل انفصالي على شكل «ضفة ستان» و «غزة ستان».
أما مجتمعياً، فوجدت بأننا نُعاني من أمراض مزمنة خطيرة تطفو على السطح مع أي وعكة يتعرض لها الجسد الفلسطيني، فلا نستطيع مواجهة تلك الوعكة مجتمعين بل على العكس نغرد خارج السرب في مواجهة الخطر ونتأقلم مع الأخطار ونتعايش معها.
المحزن بأننا أصبحنا نتقن فن الشعبوية وغير مُتصالحين مع أنفسنا، فنجد «س» يعبر عن آرائه على مواقع التواصل الاجتماعي وكأنه الوحي المرسل؛ لكنه بطبيعة الحال بممارساته اليومية هو عكس ذلك كلياً!! أو نجد «ص» يرفض التنسيق أو/و التطبيع مع الإسرائيليين، معبراً عن ذلك في الفضاء الإلكتروني وهو في الواقع يستمتع بالخدمات والمال والأعمال معهم، حلال لهم وحرام على من يريد أن يطعم أبناءه لقمة خبز!!
عام2020 كشفت عوراتنا المختلفة؛ فهل نحن جاهزين برقع ما برز أو إعادة صياغة واقعنا من أجل مواجهة آثارها في مختلف الجوانب وليس فقط الصحية: المجتمعية، الاقتصادية، التعليمية، السياسية، العائلية، المالية، وحتى الترفيهية والسياحية. خطة الإنعاش يجب أن يتم العمل على تنفيذها وليس إعدادها من أول يوم للعام الحالي، لكن حجم الضربات التي يتلقاها مجتمعنا بشكل يومي جعلنا لا نفكر سوى يوم بيوم وهذا مقتلنا كُلنا.
في الأيام والأشهر الأخيرة من العام الماضي تابعت عدد من الأصوات التي تطالب بإحياء المجتمع المدني، تشكيل أحزاب وفصائل جديدة، انتخابات تشريعية ورئاسية، لكن كلٌ يغني على ليلاه دون أن تكون هناك رؤية تصحيحية استنهاضية لما نحن عليه كلٌ في موقعه، بمعنى اذا قام كل فرد بما عليه من مسؤوليات سنجد ماكينة التغيير والتطوير والنهضة تعمل بشكل مترابط بالتالي عجلة التغيير ستعمل ولو كانت بطيئة لكن ستعمل بشكل سليم.
على الرغم من أنني دائم التفاؤل وأكره الإحباط والمُحبطين، ومع العمل في كل الأوقات وبالأخص في الأزمات يجب علينا جميعاً أن نُشمر عن ذراعنا، لكن أكبر مُعضلة ستواجهنا خلال العام الجديد هو تفكُك القيادات وغياب إطار جمعي شامل لما نريد، ما يجعل التشرذم سيد الموقف على الرغم من التغيير الذي سيحصل إذا ما أرادت قوى خارجية _للأسف_ تغيير الأدوات هنا بمفاهيم جديدة، لكن أخشى ما أخشاه أن تكون الفوضى هي ما ينتظرنا هذا العام.....
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017