الرئيسية / مقالات
حرب غزة الأخيرة ماذا تختلف عن سابقها
تاريخ النشر: الخميس 11/05/2023 17:11
حرب غزة الأخيرة ماذا تختلف عن سابقها
حرب غزة الأخيرة ماذا تختلف عن سابقها

كتبت رشا سناكرة

تابع العالم على مدى السنوات الماضية مجريات الحرب على غزة والمأساة التي خلفتها وكذلك ما حصل على الجانب الاسرائيلي من جراء رشقات الصواريخ الفلسطينية وأثر ذلك على الاقتصاد ونظرية الردع الإسرائيلية.


ومع ذلك لا تشبه حرب 2021 الحروب السابقة على القطاع، بل تبدو أكثر رعبًا وشمولية لقد تغيرت قواعد المعركة تمامًا، فالجيش قصف المباني الكبيرة والصغيرة والمتوسطة مسبقًا بصاروخ صغير يجبر ساكنيها على الرحيل، وأحيانًا دون هذه الصواريخ المسبقة، فيركض السكان حفاة صارخين من المنزل. وبعضهم لم تمهلهم القنابل الإسرائيلية وقتًا للرحيل ودُفنوا تحت منازلهم.

أما المختلف الآخر في هذه الحرب فهو التعامل مع الإعلام. إذ رأينا أن حماس استخدمت الإعلام بطريقة مختلفة تمامًا، فلا مقاطع فيديو لإطلاق الصواريخ، كما لم تسمح لأحد التصوير هناك، ولم تخرج الصواريخ من وسط المدينة كما حدث في حرب 2014، كما أنها لم تبث جنازات مقاتليها أو صورهم أو أسماءهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه المعركة خاضتها حماس بتفاخر أقل، وتغطية إعلامية محدودة، على عكس الصواريخ التي تنزل على إسرائيل بصورة أكثر من أي وقت آخر في تاريخ معارك إٍسرائيل وان تصريحات السياسيين داخل حماس أقل بكثير أكانت أيضاً.

نجحت حماس في تحويل هذه الحرب إلى حرب عصابات أكثر من كونها حرب حركة على دولة كما المرات السابقة، فهي ليست الوحيدة في المعركة، بل هناك الحركات القريبة لإيران كالجهاد الإسلامي والقريبة من الشيوعية مثل الجبهة الشعبية، إلا أن جميعها سلاحها واحد وأسلوبها واحد في القتال.

وانه لا ينبغي تحميل فلسطينيي غزة أكثر مما يحتملونه، فهم يعيشون في سجن كبير، ويكابدون الضيم والحصار المشدد والفقر وندرة الموارد والارتهان للخارج، في ظل ظروف فلسطينية وإقليمية ودولية صعبة وغير مواتية.
وان كلفة نضال الفلسطينيين ومعاناتهم، البشرية والمادية والمعنوية، ما زالت لا تتناسب مع العوائد المرجوة ولو نسبياً، على كل الأصعدة، بسبب طبيعة بناهم، وتخلّف إدارتهم لأوضاعهم وعلاقاتهم، وطريقة إدارتهم لصراعهم ضد عدوهم في حين أضحت إسرائيل أكثر تطوراً وقوة واستقرارا مع محيط دولي وعربي أكثر تناسباً معها.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017