https://www.facebook.com/fadi.palll

تقرير: مجد الحاج

كاتب صاعد، اجتماعي وواقعي لأبعد الحدود، شق طريق الكتابة والتأليف، رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها بجانب عائلته متحديا اياها، ليخرج من رحم المعاناة، ويثبت أن على أرض فلسطين ما يستحق الحياة.

في عام 1983م، ولد الكاتب والروائي الصاعد فادي هشام عبد اللطيف شحرور في الأردن، في مدينة عمان، وقضى فيها سبعة أعوام حيث عائلة والدته التي تتمتع بالثراء، من بيوت فخمة وسيارات فارهة، إضافة للحرية العاطفية والنفسية والاجتماعية التي ترعرع فيها.

أجبرته الظروف وعائلته للسفر والاستقرار في فلسطين وتحديدا في "قرية بلعا" منشأ والده عام 1990م، ويقول فادي شحرور " بدأت منذ ذلك الحين رياح التغيير تعصف برأسي بسبب العادات التي تستبد القرية، وتجور على المرأة خصيصا، والذي أشعل الثورة في نفسي هي أمي، فقد ذاقت سنوات من العذاب من أجل التأقلم مع طبائع الفلاحين وثقافتهم، من مأكل وملبس ومشرب ولهجة".    

ويقول شحرور أن موهبة الكتابة ظهرت عليه في سن الثالثة عشرة، حيث كان المسؤول عن الاذاعة المدرسية اليومية والمعارض السنوية، التي تقام في المدرسة، حيث ذاع اسمه في القرية كرسام وفنان وكاتب يجيد صياغة التعابير والمقالات والرسائل.

يضيف:" في سن الخامسة عشرة تدهورت الحالة المادية لوالدي فابتعدت قليلا عن ممارسة هوايتي حتى سن الثامنة عشرة".

بدايات موفقة

درس بجامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم تخصص "علوم مالية ومصرفية"، كان هذا التخصص بعيداً عن ميوله وطموحه ولكنه اضطر له لعدم تواجد

لم تكن دراسته كما كان يحلم، حيث درس في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم، تخصص "علوم مالية ومصرفية"، تخصصا كان بعيدا عن ميوله وطموحه ولكنه اضطر اليه لعدم تواجد تخصص الفلسفة الذي كان يحلم به

يقول فادي " كنت أعمل وادرس في أن واحد، نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها عائلتي، وبقيت في مقاعد الدراسة خمسة سنوات، وبعد سنة من دخولي الجامعة بدأت موهبتي تظهر من جديد مع الانفتاح على الجنس الأخر بطبيعة اجواء الجامعات، وبدأت الانسلاخ من العادات والتقاليد، التي قاومتها وقارعتها لسنوات حتى تعرضت لبعض الصدامات مع ابناء العائلة والقرية".

في الخامسة والعشرين من عمره، توجه فادي الى الغربة طاويا صفحات مليئة بالمعاناة، وكانت الغربة بمثابة الشرارة التي انطلق منها نحو الكتابة والتأليف، فقد لمعت بذهنه الكثير من التناقضات، حيث كانت الاعوام التي قضاها في القرية هي بين مرحلتين متشابهتين (الاردن والإمارات) من حيث الحرية العاطفية والاجتماعية والنفسية، جعلته يحمل على عاتقه بعض الهموم التي شغلت تفكيره محاولا اصلاح بعض العادات والمظاهر السلبية السيئة التي أدت الى تأخرنا.

بصمات حاضرة ومستقبلية

أصدر شحرور روايتين في فترة قصيرة، كانت الرواية الأولى بعنوان ضجيج والتي تحدث فيها عن شاب فقير يعاني الفقر والقهر في مرحلة المراهقة الى أن ينتهي من الجامعة، وتبدأ رحلته الشاقة في البحث عن عمل، يتفاجئ بكم هائل من العقبات تعيق طريقه ليضطر الى الهروب لبلاد الغربة، ليتصادم بالواقع الصعب مسببا له انفصام شخصية مؤقت. 

أما رواية "نساء بلا خطيئة"، يقول فادي أنها تتحدث عن أربع فتيات، أرملة ومراهقة وعجوز وعانس، مرت كل واحدة منهن بأحداث هزت الحياة من حولها، وسببت لها مشكلة نفسية قضت على مستقبلها.

ويضيف شحرور" تحارب الرواية الذكور والذكورية وتوضح الفرق بين العيب والحرام ومعنى الشرف، وتسلط الضوء على كم العادات والتقاليد البالية المتناقضة مع الدين والقانون والتي تحلل للرجل ما يحرم على المرأة".

أما عن روايته القادمة التي بدأ بكتابتها، والتي من المحتمل أن يكون اسمها "ابن المخيم"، يتحدث فيها عن واقع المخيمات الفلسطينية، والفساد فيها، متسلسلا بالأحداث من حرب 1948م إلى الوقت الحالي، موضحا للجميع سبب قسوة ابن المخيم وتصرفاته وسلوكه وخروجه عن خط الأخلاق والانسانية.

طموح      

لم يكن طموحه صعب الآمال، فاكتفى بشيء بسيط قادر على تحقيقه، يقول شحرور" أطمح من خلال كتابتي أن أساعد على نصرة المرأة ومحاربة العادات والتقاليد، وإرجاع الناس إلى القراءة بعد هجرانها، والدعوة إلى دين الإنسانية، ونصرة المظلوم والضعيف".

يتحدث الكاتب شحرور عن الأفكار التي تعطيه حافزا للكتابة، حيث تكون هذه الأفكار تشغله معظم الوقت ويتم تناولها برواية عند حدوث حدث حصل معه، أو عندما يصادف موقفا معين لشخص ما تأثر به

ويضيف "غالبا ابدأ بالكتابة في الليل بعد الساعة التاسعة، حيث الهدوء التام، ويكون موضوع الكتابة وفحواه يشغل تفكيري أينما أكون في البيت أو في العمل أو في السيارة أو مع الأصدقاء".