أزياء شعبية تقليدية ورثوها عن الآباء والأجداد، وكوفية اعتمروها وعلم بلادهم رفعوه بأيدهم حيث كان الهتاف: " فلسطين.. فلسطين.. تحيا فلسطين"، تلك بعض من تفاصيل رحلة تسعة أطفال فلسطينيين انطلقوا من بين أزقة وشوارع مخيم بلاطة في نابلس وصولا لشوارع مدينة "نفشهير" التركية في مهمة تمثيل فلسطين في مهرجان الطفل الدولي التاسع والثلاثين.
مهرجان دأبت على تنظيمه هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية "trt" منذ عام 1979، شارك فيه 340 طفلا قادمين من ست وعشرين دولة يؤدون فيه رقصات شعبية مرتدين أزياء تقليدية تمثل ثقافة وحضارة بلادهم، فلسطين كانت حاضرة عبر فرقة "عائدون" للدبكة الشعبية التابعة لمركز يافا الثقافي التي ينضم إليها الأطفال التسعة: يوسف حشاش، وناصر قيسي، وخليل حشاش، وحنين نادي، وثراء أبو مسلم، وشهد حشاش، ومرح عرفات، وسيدرا عرايشي، وهبة بدرة، ولا يتجاوز عمر أكبرهم أربعة عشر عاما.
"هي الفرقة الفلسطينية الوحيدة التي تمثل فلسطين بهذا المهرجان" يقول مدرب الفرقة الفنان محمد أبو الرز الذي رافق الأطفال أعضاء الفرقة وأشرف على تدريبهم وتقديم العروض، بالإضافة لمرافقة كل من رئيس الوفد زياد صب اللبن، ورشا أبو عامر من المجلس الفلسطيني الأعلى للشباب والرياضة الذي كانت الرحلة تحت رعايتهم وإشرافهم خلال عشرة أيام هي المدة الزمنية للرحلة.

بينما كان يرفرف علم فلسطين على شاشة كبيرة أعدت خصيصا لعرض علم البلد الذي تمثله كل فرقة من فرق الأطفال، لم يتوقف تصفيق الحاضرين ممن تجمهروا داخل مكان الاحتفال ، عند بدء فرقة "عائدون" بأداء أولى عروضها الفنية الشعبية على أنغام موسيقى وأغاني فلسطينية تراثية، أعلام فلسطين مع أعلام تركيا رفعها أطفال الفرقة خلال تأديتهم للعرض، ألهب ذك الجمهور ورفع تفاعلهم وحماستهم مع العرض الذي حضره محافظ مدينة "نفشهير" ورئيس بلديتها.
سبق ذلك سير فرقة "عائدون" في موكب استعراضي لكل الفرق رافعين علم فلسطين وهاتفين باسمها يرافقهم في ذلك المواطنون الأتراك قبل بدء العروض الفنية المقدمة من الفرق والمجموعات المشاركة.
وفي أحد شوارع مدينة "نفشهير" قدمت "عائدون" عرضها الثاني أمام الناس، الذين سارع بعضهم لالتقاط الصور مع الأطفال الفلسطينيين في مشهد يدلل على مدى حب الفلسطينيين ودعم قضيتهم الوطنية.
وزار الوفد الفلسطيني عدة أماكن أثرية ومؤسسات رسمية تركية كرئاسة الوزراء ووزارة الثقافة وغيرها، وفي مدينة أنقرة استقبلهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد من المسؤولين الرسميين الأتراك وأهداهم الوفد الفلسطيني عينة من تراب فلسطين، ومجسمات لخريطة فلسطين منحوتة على جذوع أشجار الزيتون، وفي المقابل تلقى الأطفال هدايا من قبل الحكومة التركية.

ومنذ اليوم الأول لوصول الفرقة احتضنتهم عدة عائلات تركية من مدينة "نفشهير" واستضافتهم داخل منازلها طوال مدة الزيارة، وفي ذلك يقول المدرب الفنان محمد أبو الرز إنه لمس حسن استقبال وضيافة من قبل الأتراك مقدما شكره الجزيل لهم وللحكومة التركية ولقناة "trt" التركية المنظمة للمهرجان.
وأضاف أبو الرز إن أهمية الحفل تنبع من مشاركة الفرقة في مهرجان دولي وظهورها بين عدة دول، وكان شرف لنا أن نمثل فلسطين ونرفع علمها بين أعلام عدة دول، مؤكدا أنها تجربة رائعة وجميلة بكل تفاصيلها.
واعتبر رئيس مجلس إدارة مركز يافا الثقافي تيسير نصرالله مشاركة الفرقة حدثا مهما لا سيما أن المهرجان أصبح عرفا سنويا تشارك فيه فرق أطفال عالمية من عدة دول، ويحضره عدد من الشخصيات العالمية وأعلى المستويات السياسية في تركيا.