mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> mildin og amning mildin 30 mildin virker ikkeقد يوقفك الزمن قليلا أو للحظات للرجوع إلى زمن مضى، لتسرد سيرة رائد من رواد أهلنا، كابر من أجل تحقيق هدفه في نيل شهادته الجامعية، في زمن كان التعليم فيه نادرا، فهو من أوائل الصيادلة في فلسطين، وهو اول من عمل في الصيدلة في محافظة سلفيت.">
سلفيت- هديل أبو شهاب- قد يوقفك الزمن قليلا أو للحظات للرجوع إلى زمن مضى، لتسرد سيرة رائد من رواد أهلنا، كابر من أجل تحقيق هدفه في نيل شهادته الجامعية، في زمن كان التعليم فيه نادرا، فهو من أوائل الصيادلة في فلسطين، وهو اول من عمل في الصيدلة في محافظة سلفيت.
تخرج الحاج وليد شهاب صانوري من جامعة بانجاب لاهور في باكستان عام 1969، وتعلم على يد أهلها، رغم الظروف القاسية والمرة التي واجهها في دراسته وغربته عن وطنه، إلا أن حلمه في استكمال دراسته الجامعية بقي لديه إلى أن حصل على شهادة الصيدلة بعد أن درس أربع سنوات.
خلال حديثينا معه الذي استمر لأكثر من ساعتين، رافقنا شعور بعراقة وأصالة مهنة الصيدلة، فاستشعرنا ذلك من خلال مدى ارتباطه بمهنته وشغفه بها بالرغم من أن عمره تجاوز السبعين عاما، فهو ما زال مصرا على مزاولة مهنة حتى آخر حياته.
وعن معاناته أثناء دراسته الجامعة يقول الحاج وليد "أثناء دراستي في الباكستان كنت اعمل في أرض صباحا وارعي الغنم ظهرا حتى أتمكن من توفير قسط الجامعة، لم يكن هدفي في ذلك الوقت سوى إتمام دراستي الجامعية، والحصول على الشهادة حتى أحقق ما كنت أطمح إليه".
يبدو أن حديثنا مع الحاج وليد أعاده كثيرا في الذاكرة، فأخذ يحدثنا عن أصعب اللحظات التي مر بها، ففي العام 1967 وقبل وقوع النكسة بأيام قليلة مر بظروف مادية صعبة كادت أن تحرمه من إكمال دراسته الجامعية قائلا: " قبل أيام من النكسة عشت أصعب أيام حياتي فقد كان من الصعب وقتها توفير قسط الجامعة، وكانت إدارة الجامعة ستطردني إذا لم أتمكن من دفع القسط خلال أيام قليلة، ولكن وقوع النكسة أحال دون وقوع ذلك، فقد صدر قرار من الجامعة بتغطية تكاليف الأقساط لكل الطلبة الفلسطينيين وتوفير المأكل والسكن لهم".
تغيير المسار
بعيون الحسرة والندم أضاف: "من المؤسف جدا أن تبني أهدافك على تحقيق حلم ولا تناله، حصلت وقتها على قبول في كلية الطب، ولكن الظروف المادية حالت دون وقوع دراستي للتخصص الذي كنت أطمح لدراسته، فاخترت تخصص الصيدلة واستطعت الاندماج معه والتميز فيه".
بعد تخرج الحاج وليد من الجامعة لم يكن معه لم شمل للعودة إلى ارض الوطن، مما اضطره وقتها للعمل معلما في إحدى المدارس في السعودية، ومن ثم انتقل للأردن ليعمل صيدلانيا في مدينة الزرقاء، وفي العام 1970 حصل على لم الشمل فعاد إلى أرض الوطن، وقرر حينها أن يفتح صيدلية قائلا:"خيرت ما بين محافظتي سلفيت وطوباس فاخترت سلفيت لأنه لم يكن فيها صيدلية".
وتحدث الصيدلاني وليد صانوري عن الصعوبات التي واجهها خلال عمله الطويل في مهنة الصيدلة قائلا: "لم يكن الناس قديما يؤمنون بمهنة الصيدلة، فكانوا يعتمدون في علاجاتهم على الأعشاب الطبية، وكان من الصعب إقناعهم بالدواء المتوافر في الصيدليات، هذا بالإضافة إلى الجانب المادي الذي كان له الأثر الأقوى طيلة مسيرتي العملية، ففي ذلك الوقت كان دخل الصيدليات زهيدا بسبب عدم إقبال الناس عليها".
وعن الفرق بين مهنة الصيدلة قديما وحديثا، أشار إلى أن الناس كانوا في الماضي ينظرون إلى الصيدلاني بنظرة أفضل من اليوم، ففي بعض الأوقات كانوا ينظرون له وكأنه طبيب، أما اليوم فالكثير منهم ينظر للصيدلاني على أنه بائع في متجر.
حياته العائلية
تزوج الحاج وليد من مدرسة اللغة الانجليزية رغدة العقاد، والتي تنحدر من أصول نابلسية، وقد أنجبت له ست بنات هن: كفاح وغدير ومرح ونور وياسمين وزينة. وقد عمل الصيدلاني في صيدليته "الوليد" أعواما طويلة وما زال يعمل فيها حتى الآن، ومنذ ثماني سنوات وقفت إلى جانبه ابنته الصيدلانية نور لتحمل جزءا من العبء عن أبيها بعد أن درست هذا التخصص الذي كان رغبة والدها.
لم يكن الحاج وليد صانوري قد خطط لدراسة الصيدلة، ولكن الأقدار والظروف المادية رمته في أحضانها، ليحبها ويخلص في العمل فيها كونه من أقدم الصيادلة في فلسطين، فبعد أن ورث حب هذه المهنة لإحدى بناته قد يورثها لأحفاده، لتكون هذه المهنة متوارثة في العائلة جيلا بعد جيل.