الرئيسية / الأخبار / فلسطين
فاكهة نابلس التي توجد على جبل جرزيم
تاريخ النشر: الخميس 07/09/2017 07:23
فاكهة نابلس التي توجد على جبل جرزيم
فاكهة نابلس التي توجد على جبل جرزيم

نابلس/ من عطاء جلاد-اصداء
تتميز مدينة نابلس بإحتضانها لثلاث ديانات, لا توجد تفرقة بينهم, يعيشون في فسيفساء نسيج فلسطيني واحد, وتنتمي إلى المدينة أصغر طائفة في العالم, يعيشون بأمن وسلام في محيط من السكان المسلمين والمسيحيين منذ مئات السنين، يعرّفون عن أنفسهم بـ"السامريين" ويعرفهم أبناء نابلس بـ "السُمَرَة"، ولكن الأهم من ذلك كله أن ديانتهم التي ينتمي إليها 800 شخص فقط في العالم ما زالت تمارس طقوسها الدينية وعاداتها الخاصة على وجه الأرض حتى الآن، ونصف هؤلاء السامريون يعيشون في مدينة نابلس وعلى جبل جرزيم، بينما نصفهم الاّخر نزح خلال القرن الماضي إلى منطقة حول قرب تل أبيب بحثاً عن الرزق.
تعتبر الطائفة السامرية فاكهة نابلس, أي أن أي ضيف يأتي إلى مدينة نابلس, لا بد له من الزيارة إلى الطائفة السامرية، ليتعرف على التراث والاّثار النابلسية وعلى الحضارة.
ويقول مؤسس جمعية الأسطورة السامرية السيد إيهاب يوسف أن انقسام المملكة سببه جبل جرزيم, أي كان هناك الملك سليمان (النبي سليمان عليه السلام) يريد أن يجعل مدينة القدس المكان المقدس لبني إسرائيل, وهذا الشيء مخالف للتعاليم التي ذكرت في التوراة, حيث أن هناك العديد من الأدلة والبراهين التي ذكرت في التوراة والتي تثبت قدسية جبل جرزيم, فأصبح الخلاف الجوهري, وأدى إلى انقسام المملكة, فأصبح هناك مجموعة تؤمن بالقدس وتعتبرها المكان المقدس, أما الفئة الأخرى التي كانت ساكنة في المملكة الشمالية من أبناء الطائفة السامرية.


الخلاف مع اليهود كما يشرح لنا إيهاب هو في العقيدة الرابعة، حيث يؤمن اليهود بأن القدس هي قبلة بني إسرائيل، وهذه أهم نقطة اختلاف مع اليهود، فنحن –كما يقول إيهاب- كأبناء للطائفة السامرية جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني نظرتنا للقدس كأي مدينة من مدن فلسطين وليست لها أية مكانة خاصة في السامرية.
ويقول إيهاب أن هناك 7000 اختلاف بين التوراة السامرية وتوارة اليهود، وهذه الاختلافات مجموعة في كتاب خاص عند السامريين يسمى "الخُلف" ويتفق السامريين مع اليهود في الأعياد الكبيرة كعيد الفسح وعيد المظلة وعيد الحصاد، لكن هذا الإتفاق فقط في المواعيد الدينية التي تختص بالشهر القمري، والخلاف يكمن في أن اليهود يعتمدون في أعيادهم على الرؤيا, أما السامريون فيعتمدون على الحساب الفلكي، إضافة إلى أن اليهود تختلف الطقوس الدينية عندهم وطريقة تنظيم الشعائر في الأعياد المذكورة عند السامريين.

ويقدس السامريون يوم السبت الذي يختص ببعض الطقوس الدينية، حيث يقوم السامريون في يوم الجمعة بالتحضير الكامل لدخول السبت, الذي يبدأ قبل أذان المغرب بساعة ونصف من مساء الجمعة وينتهي مساء السبت, حيث ينقطع السامريون في هذا اليوم عن العالم بشكل كامل.

ويقوم أبناء الطائفة بالصلاة خمس مرات في يوم السبت, وبين فترات الصلاة تكون هناك زيارات عائلية بين أفراد الطائفة في حالات المرض أو التسليم على العائدين من السفر أو تقديم التهاني بأي مناسبة أو زيارات عادية بين الأقارب والأصدقاء، وهناك ثلاث شروط للخروج من يوم السبت وكسر الحواجز الدينية وهي نشل الغريق وإطفاء الحريق وملاقاة العدو.
ويتحدث إيهاب عن العلاقات السامرية فيقول: "يربط الطائفة ببعضها علاقات مميزة فتراهم والحمد لله دائما يد واحدة في جميع المناسبات في الأفراح والأتراح في السراء والضراء إلا ما ندر، وكباقي شعوب العالم".
ويؤكد إيهاب على أن الحياة الاجتماعية للسامريين مطابقة تماماً لعادات وتقاليد أهالي نابلس، ويقول: "إننا نعيش وإياهم منذ مئات السنين وهذا ما يميز هذه المدينة الحبيبة وهو حفاظها على أبناء الطائفة".


كانت الطائفة السامرية تسكن في البلدة القديمة في نابلس في حارة الياسمينة, إلا أن وضعهم كان في غاية الصعوبة في الحارة, فانتقلوا من حي الياسمينة لشارع النجاح, كان هذا الشارع في ذلك الوقت يسكنه العائلات التي لهم مراكز مرموقة في البلد, وبحكم الجيرة استطاع أبناء الطائفة السامرية أن يكونوا علاقات كبيرة مع جيرانهم من دار طوقان دار هاشم ودار الشكعة, وكانت لهم علاقات جيدة مع الحكم الأردني, فكانوا يستغلوا هذه العلاقة ليصلوا إلى الأردن وعندما استطاعوا أن يصلوا إليها, وبحكم العلاقات التي كانت تربطهم بالحكومة الأردنية منح الملك حسين الطائفة مساحة كبيرة من الأراضي, ومن خلال هذه الأراضي استطاع أبناء الطائفة بناء بيوتهم في الجبل ليستقروا فيه.
ويضيف إيهاب أن في الديانة السامرية ذكر جبل جرزيم 5 مرات وفي الوصايا العشرة وأيضا ذكر 5 مرات في الأركان السامرية وهي (الإيمان بوحدانية الله تعالى، والإيمان بنبوة سيدنا موسى عليه السلام، والإيمان بخمسة أسفار توراة، والإيمان بقداسة جبل جرزيم كقبلة لكل السامريين ومحط أنظارهم، والإيمان بيوم الحساب والعقاب).
فجبل جرزيم قدسيته ذكرت في الأركان الخمسة في الديانة السامرية, وذكرت مرة أخرى في الوصايا العشرة التي نزلت على سيدنا موسى, و كانت اّخر وصية "احفظ قدسية جبل جرزيم".


ويفيد إيهاب أن جبل جرزيم التي تقيم عليه أبناء الطائفة السامرية يوجد فيه هيكل سيدنا موسى عليه السلام, ولكن هذا الهيكل إختفى, وأن الذي يدير شؤون هذا الهيكل هم عائلة الكهنة و أنهم من نسل سيدنا "لاوي" حيث أن سيدنا يعقوب عنده 12 ولداً إسمهم أسباط الاثني عشر وكان منهم ولد اسمه لاوي, و يندرج منه كل عائلة الكهنة التي تدير الطائفة السامرية من النواحي الدينية.
فبالتالي كان لاوي هنا يدير شؤون الهيكل المبني على قمة جبل جرزيم, ولكن بعد ما أصبح هناك الانقسام فربنا سبحانه وتعالى لم يرض بهذا الشيء ومن ذلك الوقت إختفى هيكل سيدنا موسى عليه السلام, الهيكل عبارة عن "تابوت العهد" أي الوسائل التي كان سيدنا موسى يستخدمها مثل: العصاة, لباسه, الأدوات التي كان يستخدمها, هذا عبارة عن هيكله, و الهيكل من الذهب الخالص, وكان مبني على قمة جبل جرزيم حيث يوجد هناك مكان مكتوب عليه "قلعة العالم" و أنهم بالحج كانوا يطوفون حوله, مثل المسلمين يطوفون حول الكعبة لأنها تعنينا الكثير وهم القدامى كان يعنيلهم الهيكل ويطوفوا حوله ولكنه اختفى ولا أحد يعرف مكانه.
وإضافة الى قدسية جبل جرزيم, يعتبر المكان الذي حلم به سيدنا يعقوب عندما حلم أنه جاءته الملائكة, وأيضا هو المكان الذي قدم سيدنا إبراهيم ضحية أحد اولاده.

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من الصور
فاكهة نابلس التي توجد على جبل جرزيم
فاكهة نابلس التي توجد على جبل جرزيم
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017