أصيب 17 فلسطينيًا، اليوم الأربعاء، برصاص وغاز قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات اندلعت في منطقة الأغوار الشمالية (شرق القدس المحتلة) وقرى شمالي غرب القدس.

وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال قمعت، اليوم، وقفة احتجاجية سلمية لأهالي بلدات وقرى فلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية، رفضًا لتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.

وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في طوباس والأغوار، معتز بشارات، بأن عشرات المواطنين من أهالي "الرأس الأحمر"، "البقيعة" و"عاطوف" نظموا وقفة احتجاجية بمحاذاة أراضيهم الزراعية رفضًا للانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.

وأوضح بشارات، أن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية أغلقوا شارع "ألون" الاستيطاني، الذي يستخدمه المستوطنون وقوات الاحتلال، وأعاقوا الحركة فيه.

ونوه إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال قمعت الوقفة الاحتجاجية، بقنابل الغاز المُدمع والقنابل الصوتية، ما أدى لإصابة نحو 15 مواطنًا بالاختناق ورضوض جراء الاعتداء عليهم.

وبيّن الناشط الفلسطيني، أن الاحتلال كان قد صعّد في الفترة الأخيرة من إجراءاته بحق أهالي الأغوار، وصادر أكثر من 20 آلية ومركبة خاصة مؤخرًا، كما واصل إقامة السواتر الترابية التي تُعيق وصول المزارعين لأراضيهم.

ولفت النظر إلى أن قوات الاحتلال تتذرع بأن إجراءاتها تأتي بسبب وجود تدريبات عسكرية بالمنطقة، قبل أن يتم إعلانها كـ "منطقة عسكرية مغلقة".

وذكر الإعلامي مصعب الخصيب (من فضائية القدس)، أن قوات الاحتلال اعتدت على الطواقم الصحفية خلال تغطيتها للوقفة الاحتجاجية في الأغوار.

وأشار الخصيب في حديث لـ "قدس برس" اليوم، إلى أن جنود الاحتلال اعتقلوا الصحفي علاء بدارنة (مصور الوكالة الألمانية)، واعتدوا على الصحفي جعفر اشتية (مصوّر وكالة الصحافة الفرنسية).

وفي سياق آخر، أفادت مصادر محلية بأن شابيْن فلسطينييْن أصيبا، اليوم، برصاص الاحتلال، خلال المواجهات المندلعة في قرية بدّو الواقعة شمالي غرب القدس.

وصرّح رئيس بلدية بدّو، سالم أبو عيد، لـ "قدس برس"، بأن قوات الاحتلال كانت قد أغلقت القرى المجاورة لقرية بيت سوريك (مسقط رأس الشهيد نمر جمل) بشكل كامل خلال ساعات الفجر.

وأضاف: "الإغلاق ما زال مستمرًّا، وهناك تواجد مكثّف لدوريات الاحتلال العسكرية والحواجز على الطرقات الحيوية، ما يصعّب الوضع في قرى شمال غرب القدس".

وأوضح أن مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال في قرية بدّو، مؤكّدًا إصابة اثنين من الشبّان بالرصاص الحي، حيث تم نقلهم للعلاج في أحد المراكز الطبية القريبة من القرية رغم صعوبة التنقّل.

وأشار إلى أن نحو 150 جنديًا إسرائيليًا استولوا على عمارة سكنية بالكامل بعدما أخرجوا سكّانها منها، كما اعتلى آخرون أسطح العديد من البنايات في القرية، وسط إطلاق للرصاص الحي والمطاطي والقنابل الصوتية والغازية، حيث تعمل سيارتا إسعاف في المكان.

وتأتي هذه المواجهات في أعقاب تنفيذ شهيد بيت سوريك "جمل" لعملية إطلاق نار على مدخل مستوطنة "هار أدار" أمس (الثلاثاء)، والتي أدت إلى مقتل جندي واثنين من حراس المستوطنة، وإصابة آخر بجروح بالغة.