نابلس:
لم يعد مجمع نابلس الطبي الخيري ( مستوصف التضامن سابقا)، وهو الذراع الطبي للجنة زكاة نابلس المركزية، يسجل حضورا محليا فحسب، بل اضحى معلما طبيا فلسطينيا متميزا على المستوى الوطني، كونه يقدم خدمات متميزة، الى جانب خدمته للعائلات الفقيرة والمهمشة.
ويقول الحاج محمد سامح طبيلة، رئيس لجنة زكاة نابلس المركزية ان اللجنة وضعت في رؤيتها تقديم خدمات متكاملة للمجتمع المحلي جنبا الى جنب مع المؤسسات المختلفة، وذلك للمساهمة في تلبية حاجات المجتمع الأساسية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني. ونظرا لملامسة لجنة الزكاة لواقع الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع في مختلف المجالات والصعوبات المرافقة في حصول المرضى على العلاج اللازم والمناسب، وانطلاقا من عمل اللجنة على استهداف الأسر الفقيرة والمهمشة من خلال برامجها الاغاثية والاجتماعية المختلفة بدأت اللجنة بالتفكير جديا بالتخفيف من حدة هذه المشكلة التي تؤرق المجتمع واعادت ترميم المجمع واطلاقه من جديد.
انطلاقة موفقة
وكان المجمع الطبي في مدينة نابلس قد انشأ عام 1985م وذلك بتمويل سخي من دولة الكويت الشقيقة، ومنذ ذلك التاريخ ولجنة الزكاة تقدم الدعم والمتابعة وتقوم بالإدارة والاشراف على المستوصف وتعمل على تطويره ضمن الامكانيات المتاحة لديها.
ويقع المستوصف في الجهة الغربية من المدينة في حي رفيديا على الشارع الرئيسي في منطقة حيوية واستراتيجية يسهل الوصول اليها من كافة المناطق، حيث يبعد حوالي 1.5 كم عن مركز المدينة.
بدأ المستوصف منذ تأسيسه عام 1985م بتقديم الخدمات الصحية الأساسية وعلى نطاق ضيق مستهدفا الأسر الفقيرة مجانا والتي كانت تتلقى مساعدات من لجنة الزكاة من خلال حصولها على بطاقة صحية تعريفية، بالإضافة الى سكان المنطقة بأسعار رمزية.
ومنذ تأسيسه يقوم المستوصف بواجباته المختلفة، ويقدم خدماته الصحية كما ونوعا على أكمل وجه حتى في أصعب الظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني من احداث الانتفاضتين الأولى والثانية، وما نشأ عنهما من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة حتى وصل العمل فيه لأقصى طاقاته حيث كان يستقبل 200- 300 مريض يوميا من مختلف المناطق بالإضافة الى منتفعي لجنة الزكاة، وكان يعد من أكثر المؤسسات الصحية نشاطا في المنطقة.
وفي الأعوام الأخيرة، وبسبب ضعف الامكانات المالية والموارد المتاحة للمستوصف والأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها، تم تقليص حجم الخدمات المقدمة للمواطنين، مما استدعى ضرورة السعي لإعادة دعم المستوصف ليفي بالتزاماته تجاه مرضاه كما كان سابقا.

تجديد وانطلاقة جديدة
واعيد افتتاح المجمع بحضور رئيس الوزراء د. رامي الحمدالله وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، في حزيران 2016 مثمنا عاليا الجهود الحيوية التي تبذلها "لجنة زكاة نابلس المركزية"، التي لا تتوقف عند بث الحياة وروح التجديد في هذا المستوصف والإرتقاء به ليصل إلى هذا المستوى من الفعالية والتوسع والتميز في الأداء، بل تشمل تنفيذ مشاريع خيرية وتشغيلية وتعليمية، وهو ما يتطلب منا جميعا، دعم هذه المؤسسة وتقديم كافة أشكال المساندة لها. لتبقى كما هي عنوانا للعمل الخيري والإنساني، بل ومثالا يحتذى به في التكافل والتضامن الاجتماعي".

من جانبه اعتبر الدكتور احمد الهندي، مقرر اللجنة الصحية في لجنة زكاة نابلس والمشرف على المجمع انه منذ انشائه يرتبط المجمع بعلاقات طيبة مع المؤسسات الصحية على اختلافها في محافظة نابلس على وجه خاص والمحافظات الشمالية على وجه عام سواء أكانت هذه المؤسسات حكومية أو أهلية أو خاصة، تقوم على التعاون وتبادل الخبرات والتشاور في القضايا الصحية، وهو يفتح أبوابه لكافة هذه المؤسسات لتنفيذ الأنشطة الصحية المختلفة ومتابعة الحالات التي تحتاج الى أجهزة غير متوافرة في مؤسساتهم.
ونوه الى انه ضمن فلسفة المستوصف القائمة على التواصل والتنسيق والتشبيك مع المؤسسات المجتمعية ذات التوجهات المختلفة، تقوم ادارة المستوصف من خلال لجنة الزكاة بعقد نشاطات مشتركة فيما يخص الأيام الطبية المفتوحة والورشات الصحية التوعوية خدمة لشرائح المجتمع المتعددة، وهذا ما يتقاطع مع سياسة وزارة الصحة في الوصول الى مجتمع مستقر صحيا لكافة شرائحه وقطاعاته.
تميز في الخدمة
وعدد مدير عام لجنة زكاة نابلس علاء الخاروف والذي يشغل ايضا مديرا عاما اداريا وماليا للمجمع الطبي اهداف المجمع وابرزها توفير الخدمات الصحية الأساسية والتخصصية، الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين ، والتواصل والتنسيق مع المؤسسات الصحية في الداخل والخارج للارتقاء في المستوى الصحي .وتخفيف الأعباء المالية عن الأسر الفقيرة والمهمشة.
واضاف ان المجمع وخلال عام فقط تمكن من ترك بصمة لامعة في محافظة نابلس وباقي محافظات الشمال لما يقدمه من خدمات مميزة وفريدة، بحيث اضحى المجمع الطبي رقم 1 في محافظة نابلس.
وقال الخاروف ان مبنى المستوصف يتألف من طابقين، مساحة كل طابق 400 متر مربع، ويحتوي على عدد من الأقسام والعيادات ابرزها الاستقبال والادارة والطب العام وعيادة العيون وعيادة الاسنان والاشعة والمختبر والصيدلية والطوارىء وتفتيت الحصى والانف والاذن والحنجرة والباطني والعظام والمسالك البولية والاطفال والنسائية .
واشارالهندي الى ان على جدول خطة المجمع توفير التمريض المنزلي للمرضى الكهول والمعاقين . والتصوير الطبقي CT scan والتصوير الثدي واخذ الخزعة وتفتيت الحصى للمرضى . ومركز تنظير هضمي بأحدث الآلات والاساليب . وجهاز رنين مغناطيس متطور غير متوفر منه في فلسطين . ومركز خاص بالسمعيات لذوي الاحتياجات الخاصة . وتطوير مركز العيون والتواصل مع المؤسسات الصحية خارج الوطن للوصول إلى التشخيص الكامل ووضع العلاج المناسب وهده الخدمة موجودة لدينا ومتصلة مع دولة الكويت ومن ثم مع أمريكا . وعيادات تخصصية شاملة لكافة التخصصات مع أطباء أكفاء من داخل الوطن وخارجه .

وقال الهندي ان هناك مشاريع يتم العمل عليها في خدمة المجتمع وهي الكشف المبكر عن سرطان الثدي . وتصوير رنين مغناطيسي وتفتيت حصى وتدريب خريجي الجامعات من حملة الشهادات الطبية ( دكتوراه، تمريض، صيدلية..... الخ ) وفحص شبكيات العين لأمراض الضغط والسكري بالتعاون مع وزارة الصحة .

محطات ممنهجة
وتابع: إن المجمع يسير ضمن مراحل تطور متدرجة، وقد أنهى المرحلة الأولى، وينطلق الآن لمراحل أخرى في توفير أجهزة ومعدات غير موجودة على مستوى الوطن، منوهاً إلى أن المركز بدأ بتركيب أجهزة طبية حديثة، مما يوفر خدمة طبية بشكل احترافي ومهني، وهذا يسجل للمركز نجاحات في مواكبة التطورات العلمية في المجال الطبي.
وقال الهندي: إن المجمع الطبي ينسج علاقة تكاملية مع المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية، والعلاقة قائمة على أسس التعاون وتبادل الخبرات والتشاور في القضايا الصحية، بما يخدم المواطن وبخاصة المحتاج، كما أسس علاقة تشاركية مع الكثير من القطاعات.
وأوضح : أن المركز نظم أياماً تطوعية مؤخراً في إطار تفاعله مع المجتمع المحلي، ومساعدة الشرائح المستورة في تلقي علاج بدون مقابل، والتخفيف على كاهلهم.