الرئيسية / منوعات
مؤشر خطير على البيئة.. الحشرات الطائرة تتلاشى من المحميات الطبيعية
تاريخ النشر: السبت 28/10/2017 07:35
مؤشر خطير على البيئة.. الحشرات الطائرة تتلاشى من المحميات الطبيعية
مؤشر خطير على البيئة.. الحشرات الطائرة تتلاشى من المحميات الطبيعية

خلال فترات الصيف تمتلئ مصابيح الشارع ومرايا السيارات بالحشرات الطائرة التي تتجمع في بؤر معينة.

لكن الحشرات المتناثرة وبحسب صحيفة Washington Post، أصبحت أقل ولم تعد تنتشر بكثرة حول المصابيح، وقد أطلق علماء الأحياء على هذا الحدث ظاهرة الزجاج الأمامي، لافتين أنها أحد أعراض تلاشي الحشرات الطائرة.

 

insects


"بالنسبة لأمثالنا ممن لديهم القدرة على الملاحظة، أعتقد أننا منزعجون، وجميعنا صار يرى عدداً أقل من الحشرات" هكذا أوضح سكوت بلاك المدير التنفيذي لجمعية زيرسيس التي تتخذ من أوري في مدينة بورتلاند مقراً لها، وهي مؤسسة بيئية غير ربحية تُشجع على الحفاظ على الحشرات. وأضاف " لقد اعتدنا رؤية هذه الحشرات في ليالي الصيف الحارة حول مصابيح الشوارع "

يذكر أن ظاهرة الزجاج الأمامي ليست فقط خدعة يروج لها. ورغم وجود عدد قليل من دراسات العلماء الآن، إلا أن العدد في تزايد، وتشير تلك الدراسات إلى أن هذه الحشرات في طريقها إلى الزوال.

وقال كاسبار هالمان، عالم البيئة في جامعة رادبود في هولندا. "ربما تكون ظاهرة الزجاج الأمامي واحدة من أفضل الوسائل التوضيحية، التي يمكن أن ندرك عن طريقها أننا بصدد تناقص في أعداد الحشرات الطائرة" يذكر أن هالمان جزء من فريق خاض مؤخراً ما يوازي خبرة ٢٧ عاماً في دراسة الحشرات الموجودة في محميات ألمانيا الطبيعية.

ووفقاً لتقرير بحثي نُشر يوم الأربعاء في مجلة بلوس ون PLOS One، فإن الكتلة الحيوية للحشرات الطائرة التي تم رصدها في هذه المناطق قد انخفضت بمعدل موسمي يصل إلى 76%، وذلك بين عامي 1989 و2016

يذكر أن جون لوسي، عالم الحشرات بجامعة كورنييل في نيويورك والذي لم يشارك في الدراسة، قال أنه معجب بنطاق البحث الجديد من حيث الزمان والمكان ونطاق التوطين. وجُمعت الحشرات من 63 موقعاً في ألمانيا بما فيها المراعي والمستنقعات والكثبان الرملية والأراضي الشجرية على طول هامش أماكن التجمعات البشرية.

كانت كل هذه المناطق ضمن نطاق المحميات. "هذا التناقص في أعداد الحشرات حدث داخل المحميات الطبيعية، والتي تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وأداء النظام الإيكولوجي". هكذا أوضح هالمان مشيراً أن "الأمر مزعج للغاية".


على الرغم من أن بعض الحشرات المفقودة قد تكون آفات -مصاصي الدماء أو آكلي المحاصيل- إلا أن نسبة كبيرة من الحشرات أعضاء فاعلين في حماية النظام البيئي. ( حتى أن البعوض يلعب دوراً حيوياً كمصدر غذاء للأسماك وغيرها من الحيوانات).

كان لوسي وزميله في علم الحشرات الكورنيل ميس فوغان قد أشارا إلى أن الحشرات البرية تقدم خدمات بقيمة 57 مليار دولار في الولايات المتحدة كل عام. إنهم يدفنون روث الحيوانات ويتغذون على الآفات ولقاح النباتات.


ويقول بلاك "إذا كنت تحب تناول فواكه وخضراوات مغذية، عليك أن تشكر الحشرات التي تسهل لك ذلك. وإذا كنت تحب سمك السلمون، فعليك أن تشكر الذبابة الصغيرة، فهي تتغذى على الذباب الصغير حينما يكون صغيراً. إن كل بناء المجتمع على كوكبنا مبني على أساس النباتات والحشرات والعلاقة بينهم.


انخفاض في وزن الحشرات

 

insects


الأمر الذي زاد في أهمية هذا البحث بشكل ملفت، حسب لوزي، هو ما تمت ملاحظته من انخفاض كبير في وزن الحشرات. اعتبرت بعض التقديرات الأخرى أن معدلات فقدان الكتلة الحيوية الحشرية بنسبة 50 % أو أقل، أمرٌ مثيرٌ للقلق، لكنه ليس مفزع بالقدر الذي أشارت إليه نتائج العمل الميداني الألمانية.

وقد استخدم الباحثون لإمساك الحشرات، ما يسمى بفخ ماليز Malaise traps (نسبة إلى مخترعه، ريني ماليز)، حيث تطير الحشرات في ما يشبه خيمة نسيجية، تدفع بهم نحو جرةٍ تتجمع فيها هذه الحشرات التي تقع في الفخ، ثم يقيس الباحث، ما يصطاده من حشرات، من حيث الكتلة، ومعنى ذلك أن العملية تتعلق بتقييم للوفرة، وليس للتنوع، وهو نوع من القياسات يطلق عليه العلماء اسم الكتلة الحيوية.

وفي ختام 27 عاماً، بلغ مجموع الكتلة الحيوية من الحشرات ما يقرب 54 كجم - 120 رطلاً إنكليزياً. وقال أصحاب الدراسة أن هذه الكتلة تمثل الملايين من الحشرات.

قال جيمس بريك، عالم في الحفاظ على البيئة ومختص في علم الحشرات، في جامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، ولم يشارك في هذه الدراسة، إن فخاخ ماليز جيدةٌ جداً في اصطياد الذباب وبعض الحشرات الصغيرة الأخرى، لكنها لا تصطاد الحشرات الطائرة الكبيرة جسدياً"، مضيفاً "هذا ليس انتقاداً للدراسة وإنما تعليق يبين أن هذه النتائج ناجمة على الأرجح عن انخفاض عدد الذباب، وخاصة البعوض وغيرها من "الذباب الأليف".

وقد ظهر الانخفاض الأكثر دراماتيكية مع مرور الوقت، في الكتلة الحيوية للحشرات في أشهر الصيف، عندما تكون الحشرات أكثر نشاطاً. وقال هالمان "يبدو أن الانخفاضات تبلغ ذروتها، عندما ترتفع كثافة الحشرات إلى أعلى مستوياتها، لكننا، لسوء الحظ لا نعرف سبب ذلك".

وقد أظهرت الأبحاث السابقة التي ركزت على مجموعات معينة من الحشرات، مثل الخنافس والفراشات ملكة كاليفورنيا، انخفاضاً حاداً، وبهذا الشأن قال بلاك "لا أرى أي دراسة تظهر لنا أن الحشرات في وضع جيد للغاية".
وقال هالمان أيضاً إن الدراسة الألمانية يجب أن تكون "ممثلة لأجزاء عديدة من العالم في ظل ظروف مماثلة"، أي بعبارة أخرى، أن تكون هذه الدراسة من منظور يهيمن عليه البشر مقترناً بالزراعة المكثفة، لكنه لم يتمكن من إجراء مقارنات أكثر تحديداً، والسبب هو "عدم وجود مجموعات بيانات مماثلة في أماكن أخرى، على حد علمنا". حسب قوله.

وقد حاول أصحاب الدراسة الجديدة استقصاء الأسباب العميقة لهذا الانخفاض، حيث قال هالمان إن تحقيقات العلماء في التغيرات المناخية والمتغيرات الأخرى قد أسقطت معظم "العناصر الرئيسية المشتبه في كونها السبب وراء الانخفاض" (في الواقع، كان ينبغي للحشرات الطائرة أن تستفيد من ارتفاع درجة الحرارة الملحوظة خلال فترة الدراسة، حسب قوله).

وكان تغيير المشهد الطبيعي نفسه، أي الزراعة التي تحيط بالمحميات، يمكن أن يشكل أحد العناصر المسببة في الظاهرة، يضيف هالمان و"هذا يوحي بوجود دور ممكن لاستخدامات الأسمدة ومبيدات الحشرات، على سبيل المثال".

لكن حتى أمام نتائج دراسات مثل هذه، يقول بلاك، الأمر ليس كله بؤس ودمار، ثم يضيف، "على الرغم من أنني أُصَابُ بالاكتئاب في كل مرة تبرز إلى الوجود دراسةٌ كهذه، إلا أنني أرى عشرات الآلاف من الناس يزاولون في حياتهم اليومية أعمالهم في تدبير قطعة صغيرة من الأرض، وبطريقة أفضل".

ويختم هالمان قائلاً إن مساعدة هذه الكائنات الصغيرة المفيدة في الحياة، لا يتطلب سوى بذل جهد صغير، وإن إصلاح موائلها يمكن أن يكون بنفس البساطة التي تتطلبها رعاية حديقة تزهر بالنباتات على مدار السنة، وعلى عكس الثدييات، لا تتطلب الحشرات مساحات شاسعة من الأرض، يكفيها فقط فناء خلفي صغير يزهر بنبتات محلية.


ورغم نقص الحشرات احذر هذه الأنواع في منزلك

أظهرت دراسةٌ حديثة، أنَّ ترك الملابس المتسخة في حجرة النوم يساعد على انتشار حشرات "بق الفراش"، لأنَّها تنجذب إليها.

وارتفع عدد الحشرات الليلية الماصة للدماء خلال السنوات الأخيرة، إلى حدٍّ كبير، بسبب رواج الرحلات الدولية منخفضة التكلفة، التي سمحت بانتشار هذه الحشرات بين الدول، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية.

وتعد هذه الحشرات الطفيلية مصدر إزعاج لأصحاب الفنادق، لأنَّه يصعب اكتشاف انتشارها في المكان حتى تبدأ في لدغ الأشخاص.

لكنَّ دراسةً حديثة أجرتها جامعة شيفيلد البريطانية قد أظهرت أنَّ الحشرات تنجذب للملابس المُتَّسخة، والتي قد تكون وسيلتها للانتقال بين الدول.

ونصح الدكتور ويليام هنتلي، الأستاذ بقسم علوم النبات والحيوان بالجامعة، بعدم ترك الملابس مكشوفة في أماكن النوم.


نقلا عن هاف بوست عربي 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017